كنوز متعددة في وادي تيران لم يفتح صناديقها أحد حتي الآن، وبالرغم من كل تفاصيل الجمال الخيالي والطبيعة الأسطورية والآثار التاريخية التي سجلها الرحالة الأوربيون منذ القرن السادس الميلادي وما أبدعته الفنانة التشكيلية اليونانية إيليني باولو في لوحاتها الخالدة، فلازالت هذه الكنوز المنسية بعيدة عن الاهتمام والاحترام. ويوضح لنا الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية بسيناء أن وادي فيران يقع علي بعد 60كم شمال غرب دير سانت كاترين وطوله 5كم وعرضه ما بين 250 إلي 375م، ويشير إلي أن الوادي أخذ شهرته من وجوده في سفح جبل سربال العظيم الذي كان يقدسه اليهود أثناء وجودهم في سيناء، كما أنه يحتضن مدينة مسيحية متكاملة تحوي آثاراً عمرها أكثر من 1500 عام من القرن الرابع إلي السادس الميلادي، وكذلك مدينة بيزنطية متكاملة بتل محرض الأثري، تضم أربع كنائس منها الكنيسة الأسقفية الخاصة بالكرسي البابوي وكنيسة المدينة، وتعتبر مطرانية فيران هي أقدم مطرانية بسيناء منذ عام 451م، كما مر به مسيحيو أوروبا خلال رحلتهم إلي القدس عبر سيناء ومنهم الراهب كوزماس عام 535م والراهب أنطونيوس عام 565م، وكانت فيما مضي ملجأ المؤمنين الهاربين من اضطهاد الرومان في القرن الرابع الميلادي، ولازالت فيه »قلايا» الرهبان حتي الآن، بالاضافة إلي احتضانه ل»جبل البنات» والدير المعروف بنفس الاسم. وينوه د. ريحان إلي أن المنطقة الأثرية بوادي فيران تضم أيضا جبل الطاحونة المواجه لتل محرض الأثري الذي يتميز بجمال غير عادي ويرتفع 886م فوق مستوي سطح البحر ويضم قلايا مسيحية من القرن الرابع الميلادي وكنائس من القرن الخامس والسادس الميلادي بنيت بالأحجار الرملية الحمراء المأخوذة من نفس الجبل، ويطالب د.ريحان بالاستفادة من وادي فيران الكنز الأثري والطبيعي بتحويله لمتحف حضاري طبيعي مكشوف يضم الكنوز الأثرية التي تؤكد التعايش الحضاري والتسامح علي أرض مصر لتنشيط السياحة الثقافية والدينية بالوادي واستغلال مجاري السيول بالوادي بعمل سدود وخزانات لتوفير المياه وإعادة اللون الأخضر لأشجار الوادي التاريخية واستغلال الطبيعة المتفردة من جبال لها سحر خاص يجمع بين البشر والحجر والشجر في مكان واحد.