بنات ب 100 راجل أميرة ودينا تهزمان البطالة واعتراضات المجتمع ب «كونا بطاطا»

ألوان عربتهما الزاهية وابتسامتهما الودودة تجذب الجميع إليهما, قررت الفتاتان أن تهزما البطالة, ليس بالبحث عن وظيفة حكومية أو الاكتفاء بانتظار العريس, وإنما بالتفكير بطريقة إيجابية ومختلفة, فبدأتا مشروعا صغيرا أصبح بالعمل والاجتهاد نموذجا للنجاح.. أميرة ودينا فكرتا في عمل مشروع مبتكر لتقديم أصناف البطاطا والكنافة لكن بطريقة مختلفة, فكان مشروع »كونا بطاطا»‬ الذي يقبل عليه الكثير من أهالي منطقة »‬مساكن شيراتون» بالقاهرة.
الصداقة كانت بداية النجاح بين اميرة مصطفي, خريجة كلية الحقوق بجامعة عين شمس, ودينا عصام, خريجة كلية الآداب من نفس الجامعة, فهما صديقتان منذ الثانوية العامة, وتعملان منذ أن التحقتا بالجامعة وبعد التخرج واجهتا معا العديد من المشكلات بسبب تحكم أصحاب العمل, والرواتب غير المجزية وساعات العمل الطويلة بلا عائد مناسب, لذلك قررتا بدء مشروعهما الخاص.. حبهما الشديد للابتكار في المطبخ وعمل حلويات خاصة بهما لا تباع عادة في المحلات, كانت بداية التفكير في المشروع الجديد ولعشقهما للبطاطا بالباشاميل والكنافة بالكريمة قررتا عمل عربة تبيعان عليها اكلاتهما المفضلة, وكانت منطقة وسط البلد هي بداية الحلم من خلال شراء العربة, بعد ان استلفتا مبلغ 6000 جنيه من أسرتيهما من اجل شراء الخامات والعربة, وبعد بحث مضنٍ لمدة شهر كامل توصلتا إلي أفضل سعر.
»‬أنا لفيت مصر كلها علي رجلي كنت بنزل من 7 الصبح لحد 11 بالليل عشان اجيب سعر افضل.. تعبنا كتير عشان نجهز العربية بتاعتنا» هكذا تقول دينا
ل »‬الأخبار» مؤكدة انها حتي بعد ان نجحت قابلت الكثير من الانتقادات من بعض افراد العائلة وبعض المعارف, سواء هي او صديقتها لكن ذلك لم يضعف من عزيمتها.. واجهت اميرة ودينا العديد من الاعتراضات من عينة : »‬انت بنت ماينفعش تقفي في الشارع», »‬الناس هتقول ايه علينا وليه كده انت خريجة جامعية» لكن اقتناعها بأن »‬الشغل مش عيب» انتصرت في النهاية وانطلق مشروع »‬كونا بطاطا» الذي اختارت اسمه اخت دينا الصغيرة.
أما دينا فتقول: نقف من الساعة 7 صباحًا حتي 11 مساء في منطقة مساكن شيراتون, في البداية تعرضنا لبعض المضايقات من البائعين الآخرين وكنا علي وشك الشعور بالفشل لولا تصميمنا علي الاستمرار, واقتناع اسرتنا الصغيرة بحبنا للفكرة والمشروع, كنا نخسر في البداية لكننا صممنا علي النزول والاستمرار لسداد الديون المتراكمة علينا, وبالفعل بدأنا تحقيق مكاسب وسداد ما استلفناه من اموال, بالإضافة إلي شراء خامات.
والآن تحول المشروع الصغير إلي مقصد للعديد من الزبائن الذين يأتون خصيصا للاستمتاع بالمذاق المميز والفريد الذي تقدمه »‬كونا بطاطا», فهم بجانب البطاطا بالباشاميل والكنافة يقدمان الوافيل والبليلة واحيانا السينابون وكيك الشيكولاتة وغيرها من الحلويات التي يقبل عليها الشباب.. وتقول أميرة ودينا ان هناك بناتا من كل محافظات مصر يتواصلن معهما للاستفادة من خبراتهما, وبخاصة كيفية التغلب علي الاعتراضات والعقبات المتوقعة.. وتضيف الفتاتان: »‬احنا بنشجع كل بنت عايزة تعمل مشروع وبنقولها متخافيش طالما مبتعمليش حاجة غلط».