الإسكندرانية متذمرون من الاختناق المروري.. والمحافظ يعتذر ردود أفعال واسعة يشهدها الشارع السكندري حاليا بسبب مشروع »تيوليب سي سكوير».. البعض يري انه انطلاقة تنموية وسياحية بالثغر، والبعض الآخر يري انه يساهم في اختناق عروس البحر يؤدي إلي تعطيل المرور.. المشروع محل الخلاف تزيد تكلفته الاستثمارية عن مليار جنيه، ويتضمن إنشاء طريق علوي مماثل فوق طريق الكورنيش الحالي، بمنطقة مصطفي كامل، بالاضافة إلي جراج ضخم أسفله متعدد الطوابق يسع 1700 سيارة ومرتبط بمجمع سياحي وترفيهي في قلب البحر ويشمل صالات دولفين وأسماكا نادرة وصالة تزلج علي الجليد وبولينج ونافورة راقصة وملاعب اسكواش ومارينا للرحلات البحرية ومدرسة ومركزا للغوص ومسرحا للانيميشن وحديقة للنباتات النادرة ومطاعم وكافيهات عالمية وجيم واماكن مخصصة للصيد وفنادق 5و4 نجوم. يقول اللواء رضا فرحات محافظ الإسكندرية ان المشروع يوفر 4 آلاف فرصة عمل جديدة لابناء الإسكندرية مع الفرص الاخري التي سيتيحها مشروع تطوير الاسكندرية الذي تعكف لجنة حالية من وزارات الدفاع والاسكان والمحافظة مع مكاتب استشارية عالمية علي وضع خطة تنفيذية متكاملة له للانطلاق في اولي مراحل التنفيذ. وأضاف المحافظ انه يقدر اعتراضات أهالي الثغر علي المشروع وما يسببه من معاناة مؤقتة في المرور مرجعا سبب تذمر أهالي الاسكندرية إلي شعور المواطنين في المدينة باهمال مشاكلهم الحياتية طوال عدة سنوات، فضلا عن غياب مشروعات تنموية حقيقية وتفاقم مشاكل المخلفات والقمامة وتصاعد مخالفات المباني التي ضغطت علي المرافق والبنية التحتية وغياب التوسع الأفقي المنشود. وأوضح المحافظ ان القيادة السياسية تعلم تفاصيل تلك الصورة جيدا وأن الرئيس السيسي ابدي اهتمامه البالغ بوضع خطط متكاملة لحلها جذريا واعادة المحافظة إلي المكانة التي تليق بها. رغم تقديم اللواء رضا فرحات محافظ الثغر اعتذارا علنيا لأهالي المدينة واعترافه بتأخر الجهة المنفذة للمشروع في وضع حلول مرورية قبل البدء في الأعمال الإنشائية والحفر في طريق الكورنيش ، إلا أن غالبية السكندريين من مختلف الفئات الاجتماعية وأساتذة الجامعة ورموز المجتمع المحلي ونواب البرلمان عن دوائر الثغر، اعتبروا الاعتذار جاء متأخرا ، ولا يوفر بديلا لإنهاء معاناتهم ، وانتقدوا دعوة المحافظ إلي عقد حوار مجتمعي باعتبارها »تحصيل حاصل» وفرضا للأمر الواقع ، بعد أن بدأت منذ 3 أسابيع أعمال الحفر ووضع البلوكات الخرسانية الضخمة في طريق الكورنيش الذي يعاني اختناقا مروريا في أوقات الذروة من قبل بداية المشروع، مما اضطر المحافظ إلي الإعلان عن تشكيل لجنة لمراجعة الدراسة الخاصة بالأثر البيئي والنسق الحضاري الموضوعة بمعرفة استشاري المشروع والجهات القائمة عليه ، وتأثير المشروع علي المواطن السكندري ، علي أن تضم اللجنة كافة الجهات المعنية لدراسة الأثر البيئي وكيفية فتح المحاور المرورية بالمحافظة. لكن الانتقادات لم تتوقف عند الاختناق المروري خلال الفترة الإنشائية للمشروع الذي تبلغ تكلفته مليار جنيه ، بل امتدت إلي أولوية احتياج المدينة لمشروعات تنموية تحسن الحياة اليومية لقاطنيها بعد أن تفاقمت المشاكل وتراكمت علي مدار السنوات التي تلت ثورة يناير وحتي الآن ،هكذا عبر النائب هيثم الحريري عن مخاوفه حيث قال إنه يرحب بأي مشروع استثماري له عائد علي أهل المدينة ويساهم في تشغيل الشباب ، لكنه انتقد غياب المعلومات عن النواب والرأي العام طوال عام كامل هي فترة دراسة المشروع قبل البدء في تنفيذه، وأشار إلي أن العائد الأكبر من المشروع يذهب إلي المستثمرين ولن يفيد أهالي الإسكندرية. وأيده النائب طارق السيد الذي قال إن الحوار المجتمعي الذي دعا إليه المحافظ كان المفترض أن يبدأ قبل بدء الأعمال الإنشائية للمشروع. من جهته قال النائب سمير البطيخي إن المشروع لا يحقق فائدة لأهالي الثغر إلا في توفير جراج متعدد الطوابق تحت الأرض يسع 1700 سيارة ، بالإضافة إلي إتاحة رؤية البحر في منطقة الأندية بمصطفي كامل بعد أن حجبتها المباني ، فهل تستحق هاتان الفائدتان أن يتحمل من أجلهما إلهالي معاناة متزايدة في الاختناق بطريق الكورنيش الحيوي لمدة عام مقبل ، بما يمثله هذا الاختناق من هدر للوقود نتيجة الزحام الشديد والتحرك البطيء لجميع أنواع المركبات طوال تلك الفترة !. أما الدكتور طارق القيعي رئيس المجلس المحلي الأسبق والأستاذ بجامعة الإسكندرية فيري أن هناك ضرورة للاستشارة القانونية لمجلس الدولة وهيئة الفتوي في الأبعاد القانونية لاستقطاع مساحة من البحر والكورنيش والاستثمار فيه ، مع ضرورة توضيح الجهة المالكة للمشروع ومدي صحة تلك الملكية دستوريا. اعتراضات رجل الشارع البسيط ينقلها خميس محمد »مندوب مبيعات» قائلا : » كيف اقتنع بمشروع فندق سياحي ومنتجع فاخر علي بعد 500 متر من فندق سياحي تاني فاخر ، في مدينة فنادقها نسبة الإشغال القصوي في أي واحد فيهم في عز موسم الاصطياف لاتزيد عن 40% واعتمادها الرئيس هو علي السياحة الداخلية من الطبقات تحت المتوسطة ، اللي بتعمل جمعية طول السنة عشان تيجي تقضي يومين بالعافية في الإسكندرية» ، ويضيف منفعلا :» مرسي يخوت إيه اللي بتعملوه في بلد اللي معاه عربية موش لاقي مكان يركنها فيه» ، ويشير إلي أن طريق الكورنيش أصبح »مشلولا» وهو الشريان المروري الوحيد الذي كان يسلكه الهاربون من الزحام.