علي بعد أكثر من 900 كيلو من القاهرة وفي قلب الصحراء الغربية تقع واحة سيوة الفريدة بأشجار نخيلها وزيتونها وعيون المياه المتدفقة من باطن أرضها، والتي يعود تاريخها للعصور الرومانية القديمة والتي تغزل منظرا بديعا مع منازلها القديمة المبنية بطبقات »الكرشيف» السيوية وهي المونة الممزوجة بالطين والملح،ومن بين ماتتميز به الواحة زيها التقليدي للرجال والنساء،وخاصة الفتيات الصغيرات ، وكلها أزياء تميزها عن محافظات مصر. ويشير حمد خالد شعيب الباحث بأطلس الفولكلور المصري إلي أن السياح الأجانب والعرب من دول العالم يقبلون علي شراء الزي السيوي المميز من خلال المحلات التي تشتهر ببيع الزي السيوي لتكون ذكري لزيارتهم واحة الاسكندر الأكبر وواحدة من أجمل بقاع الأرض،وملابس النساء تكون زاهية الألوان،وفيما يسمح للفتيات حتي سن الثانية عشرة بالمشاركة في الاحتفالات الشعبية وهي تكشف جزءا من شعرها في حين لا يسمح لمن هن أكبر بالخروج إلا بعد تغطية جسدها ووجهها بملاءة زرقاء تسمي»طرفوط»،و يوضح أن الفتيات الصغيرات يرتدين الإكسسوارات الفضية التي تشتهر بها الواحة الساحرة والفساتين التقليدية ذات الألوان الزاهية كثيرة الألوان في المناسبات العامة والزفاف،حاملات التمور في أيديهن علي أطباق من جريد النخل وتقديمها لزوار واحتهم الخضراء. ويلفت حمد أيضا إلي أن الاحتفال بالزفاف بواحة سيوة يأخذ شكلا مختلفا،حيث تأخذ العروس حمام الزفاف ويتم نزع قطعة حلي فضية من ملبسها ليعلن انتقالها من بيت اهلها إلي منزل زوجها ثم يجري اختطاف العروس من جانب اهل الزوج ثم يعيدونها إلي بيت ابيها في قطعة من الزي المزركش بالألوان الزاهية وترتدي فستان الفرح السيوي لتبدأ حياتها الجديدة. وكان الزي السيوي قد لاقي اعجابا شديدا من زائري الواحة من مختلف محافظات مصر اثناء احتفالات الواحة بمهرحان التمور الثاني والذي اقيم نهاية الشهر الماضي بالواحة بحضور وزراء التجارة والصناعة والزراعة وسفراء دول الإمارات والسودان والكويت وأكثر من 80 مشاركا وجمعية من محافظات مصر المختلفة.