الكونجرس الأمريكي هو المؤسسة الدستورية الأولي في الولاياتالمتحدةالأمريكية ويعتبر الهيئة التشريعية في النظام السياسي ويتألف من مجلسين هما مجلس الشيوخ ومجلس النواب ، وهو أحد أهم أضلاع المعادلة السياسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية والشريك الرئيسي في السلطة واتخاذ القرارات ، ويتألف مجلس النواب من 435 عضوًا ويتم انتخاب الأعضاء من مناطق انتخابية ، ولابد أن يكون لكل ولاية مقعد واحد علي الأقل في مجلس النواب الذي يقوم بمهام كبيرة في الحياة السياسية الأمريكية من أبرزها سن القوانين وتعيين كبار الموظفين بمن فيهم كبار موظفي البيت الأبيض والقضاة كما أن من حق الكونجرس الاعتراض علي قرارات الرئيس والوزراء وكبار المسئولين. كانت فكرة تأسيس الكونجرس كتقليد مماثل لمجالس النواب البريطانية التي كانت لها جذور في المستعمرات الأمريكية في أوائل القرن السابع عشر الميلادي حيث كان لمجالس المستعمرات سلطات واسعة وبمضي الزمن صارت هذه المجالس تعبر بشكل أوسع عن مصالح المستعمرين ضد مصالح الحكام الاستعماريين الذين كانت تعينهم بريطانيا ، وعندما ازدادت حدة التوتر بين بريطانيا والمستعمرات الأمريكية في الستينيات من القرن الثامن عشر الميلادي ، تبنت مجالس المستعمرات قضية المستعمرين. ويمكن اعتبار الكونجرس القاري الأول الذي انعقد في فيلادلفيا عام 1774 بمثابة الهيئة التشريعية الوطنية الأولي ، وفي عام 1776 أعلن الكونجرس القاري الثاني استقلال المستعمرات عن بريطانيا ، وعمل الكونجرس القاري الثاني بمثابة الحكومة الوطنية حتي 1781 ، حينما تبنت الولايات مذكرة الاتحاد الكونفدرالي وأنشأت كونجرس الكونفدرالية ، وقد عمل هذا الكونجرس بدون هيئة تنفيذية أو قضائية مستقلة وسرعان ما ظهر ضعفه. وفي عام 1787 رسم مندوبو المؤتمر الدستوري خطة جديدة لشكل الحكومة دستور الولاياتالمتحدة وظلت سلطة الهيئة التشريعية مهمة ، ولكن تمت موازنتها بسلطات الهيئتين التنفيذية والقضائية ، وقد دعا الدستور إلي إنشاء مجلسين للكونجرس الجديد بدلاً من مجلس واحد كما كان في السابق. الرئيس والكونجرس وتظل العلاقة بين الرئيس الأمريكي والكونجرس أشبه بلعبة القط والفأر ، حيث إنه في كثير من الحقب السياسية يكون الرئيس من حزب مخالف للحزب الذي يسيطر علي مقاليد الكونجرس ، وهي الصورة النمطية خلال الحقب السياسية الأخيرة وآخرها حقبتا الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما المنتمي للحزب الديمقراطي الذي عاني كثيرا من سيطرة الحزب الجمهوري علي الكونجرس خصوصا منذ عام 2014 وحتي انتهاء فترة أوباما والتي شهدت اعتراضات كثيرة من المجلس علي قرارات وقوانين اقترحها الرئيس الأمريكي كما وافق الكونجرس علي قوانين علي غير إرادة الرئيس. ويبدو أن لعبة القط والفأر بين الرئيس والكونجرس سوف تنتهي بعد أن سيطر الجمهوريون علي مفاصل الدولة فبعد أن فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة ، تمكن الحزب من الإبقاء علي سيطرتهم علي مجلس النواب الأمريكي كما كان متوقعا في الانتخابات التشريعية والاحتفاظ بالأغلبية ، وحصل الحزب علي 235 مقعدا مقابل 200 مقعد للديموقراطيين في مجلس النواب ، ويعني هذا أن ترامب سيكون من السهل عليه تمرير التشريعات والقرارات. ويهيمن الجمهوريون منذ 2014 علي مجلس الشيوخ الذي يؤدي دورا حاسما في آلية تسمية قضاة المحكمة العليا وكبار المسئولين الحكوميين. قوة الكونجرس تأتي رغم سلطات الرئيس وصلاحياته وهو أحد أقوي المناصب في العالم ومن حقه التأكد من جميع القوانين ورئاسة الجهاز التنفيذي للحكومة الفيدرالية ، بالإضافة إلي مهام تشريعية وقضائية هامة ، إلا أن كل هذه السلطات للرئيس تصطدم بسلطات أخري للكونجرس. سلطات الرئيس التشريعية وينص الدستور الأمريكي علي عدة مهام تشريعية للرئيس إلا أنها تكون شبه معطلة إذا سيطر الحزب المعارض للرئيس علي الكونجرس ، ولعل أبرز المهام التشريعية المنوطة إلي الرئيس الأمريكي حقه في التصويت بالفيتو ضد أي وثيقة يمررها الكونجرس وتصبح هذه الوثيقة كالعدم إذا لم يصوت ثلثان في كل مجلس للتغلب علي حق الفيتو. كذلك من المهام التشريعية للرئيس اقتراح التشريعات وصيغتها بمبادرة منه باعتباره رئيس الجهاز التنفيذي كما يمكنه اقتراح التشريعات التي يراها ضرورية في رسائله السنوية للكونجرس ، وإذا ما اعترض الكونجرس وبدون النظر في هذه الاقتراحات ، فيحق للرئيس وهذا من سلطاته أن يدعو الكونجرس إلي جلسة خاصة . ويظل الشغل الشاغل لأي رئيس أمريكي جديد أن يصلح العلاقة مع الكونجرس وفي محاولة لإصلاح علاقاتهم الحزبية مع الكونجرس ، فقد أنشأ الرؤساء الأمريكيون في الحقب الأخيرة مكاتب علاقات خاصة مع الكونجرس داخل البيت الأبيض يكون مهمته الحفاظ علي الأنشطة التشريعية وإصلاح العلاقة وتجنب الخلافات وشرح سياسات الرئيس وحث أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب علي تأييد سياسة إدارة الرئيس. رعب الإخوان ومن أهم التشريعات التي تنتظرها مصر القانون الذي تعهد به دونالد ترامب قبل فوزه بمنصب الرئيس وهو سن قانون لتصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية وهي الهدية الكبري التي سوف يقدمها ترامب لجماعة الإخوان بمناسبة فوزه ووفقا لتأكيدات من حملة الرئيس الجديد فإن النواب الجمهوريين المنتمين لحزب الرئيس سوف يقدمون القانون كأحد أهم القوانين التي تقف علي رأس الأولويات وهذا ما أكده أكثر من مسئول بحملة ترامب من بينهم وليد فارس مستشار الرئيس المنتخب لشئون الشرق الأوسط الذي قال بصورة قاطعة :" إن ترامب سيمرر مشروع اعتبار الإخوان جماعة إرهابية ، مشيرا إلي أن مشروع القانون ظل معلقا داخل الكونجرس الأمريكي لعدة أعوام بسبب عدم تصديق البيت الأبيض عليه نظرا لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان يدعم جماعة الإخوان. ويري الرئيس الأمريكي المنتخب أن الإخوان من أخطر الجماعات التي تغذي الفكر المتطرف ويريد توجيه ضربة قاسية لها ووقف أسلوب الاحتواء السياسي الذي انتهجته الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما وبتنفيذ هيلاري كلينتون . القانون المرتقب من حملة ترامب وأنصاره الجمهوريين في الكونجرس يترقبه أيضا أعضاء جماعة الإخوان حيث توالت تعليقات قيادات الإخوان فور فوز ترامب وسقوط هيلاري كلينتون التي تعتبر من أبرز الداعمين للإخوان وكانت سببًا في صعودهم بعد ثورة يناير أثناء عملها كوزيرة للخارجية الأمريكية ، وعلقت قيادات الإخوان علي فوز ترامب بصورة تعكس حجم الرعب الذي دب في نفوسهم.