بهدية من السماء.. وببركة دعاء الوالدين.. وصل المنتخب الوطني إلي النقطة السادسة في السباق الملتهب بين المنتخب الوطني ومنافسة الغاني للوصول إلي نهائيات كأس العالم بروسيا 2018.. اختلف أداء المنتخب الوطني طوال شوطي المباراة واهتز أداء الفريق واعتمدوا علي الأداء الفردي والمهاري للاعبين.. تألق بين صفوف المنتخب عصام الحضري الذي أنقذ مرماه من أكثر من كرة خطيرة ليحافظ علي نظافة شباكه وليقود الفراعنة في أقوي اللقاءات الأفريقية،وليؤكد من جديد أنه أسطورة اللاعبين المصريين. وكانت أولي ردود الأفعال الإيجابية تجاه المنتخب تلقيه العديد من التهاني وعلي رأسها تهنئة من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وأعرب فيها عن تشجيعه للفريق الوطني وأشاد بالرقي والتحضر في التشجيع الجماهيري. اللي خايف يروح.. تلك كانت الكلمات الأخيرة التي جاءت علي ألسنة اللاعبين قبل لحظات من نزول أرض الملعب لملاقاة النجوم السوداء.. عصام الحضري كابتن الفريق وحارس المرمي المخضرم. 44 عاماً جاءت هذه النداءات علي لسانه وسط زملائه من أجل تحفيزهم ورفع معنوياتهم قبل أخذ ضربة البداية، ومع إعلان أسماء اللاعبين المختارين لأداء المباراة جاءت آهات الجماهير الراضية علي التشكيل الذي يلعب به هيكتور كوبر المدير الفني، والذي وضع علي دكة الاحتياطيين مجموعة أخري جاهزة من النجوم الذين لهم صولات وجولات أمام الفرق الكبري، خاصة في المواقف الصعبة مثل مباراة غانا والتي تمثل مباراة تأدية للفريق الوطني. ظهر ستاد الجيش ببرج العرب في أزهي صورة وجاء كصورة فنية تضم القوة والفرحة والتفاؤل الحذر وصمت الجميع في لحظة وهي لحظة بداية وانطلاق المواجهة الحاسمة المبكرة مع غانا. وسادت الحكايات والروايات قبل المباريات خاصة عن المطاعم العديدة المتاخمة والقريبة من الملعب والتي رفعت أسعارها أضعافاً.. أضعافاً بسبب استقبال مباراة مصر وغانا والجماهير الغفيرة التي زحفت إلي الإسكندرية. من ناحية أخري لوحظ تنفيذ خطة أمنية محددة داخل الملعب وحول المستطيل الأخضر لفرض حالة تأمينية خاصة علي كل اللاعبين والمدربين بعد تواجد المدير الفني لمنتخب غانا الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية. والذي لم يبد أي ملاحظة طوال فترة إقامته في مصر. وكان علم مصر هو سيد الموقف في المدرجات حيث حمله أغلب الجمهور الذي حضر المباراة وظهرت أعلام الأهلي والزمالك في وحدة واحدة رغم التأكيد علي دخول علم مصر وحده إلي المدرجات. وبالرغم من التشكيل الأمثل للفريق الوطني، إلا أن التعليمات التي سبقت المباراة كانت الأكثر فاعلية بين لاعبينا الذين انحصر أداؤهم في منتصف ملعب منتخب مصر من أجل تنفيذ الواجبات الدفاعية قبل أي شيء آخر مما أثر علي فاعلية الهجوم المصري الذي لم يتواجد طوال النصف الأول من الشوط الأول وتعددت هجمات الفريق الغاني الخطيرة والتي مثلت العديد من المشاكل أمام مرمي الحضري الذي تصدي للعديد من الكرات الصعبة والتصويبات القوية التي تميز بها مهاجمو الفريق الغاني. ومع مرور دقائق الشوط الأول وضح أن المدير الفني للفريق الغاني يعلم كثيراً من أوراق المنتخب الوطني والذي ظهر مهزوزا في كل صفوفه ونفذ الفريق الغاني خطته الهجومية التي هددت مرمي الحضري لفترات طويلة وسط حالة من الاهتزاز غير المبرر للاعبي الفريق الوطني لم يتحرك كوبر من أجل علاج بعض الأخطاء وترك لاعبيه يؤدي كل لاعب علي (هواه) وبصورة عشوائية حيث تفككت الخطوط وتاه اللاعبون المهاجمون وسط مدافعي منتخب غانا الذين لعبوا بارتياح واضح. ووسط الحالة الفنية والبدنية المتردية للاعبي المنتخب الوطني يتعاطي تريزيجيه حبوب الشجاعة ويقتحم منطقة جزاء منتخب غانا ويتعرض للعرقلة المتعمدة من الخلف ويحتسب الحكم ضربة جزاء صحيحة يتصدي لها محمد صلاح ويسجل هدفا بعد أن احتبست أنفاس الجميع!! ولتبدأ حسبة جديدة عقب انتهاء الشوط الأول عن حال المنتخب الوطني ووقوف الحضري بطلا وحده أمام هجمات منتخب غانا. ومن أجل تحسين الصورة.. أشرك كوبر اللاعب رمضان صبحي بدلا من باسم مرسي لتحريك الصفوف وفك دفاعات الفريق الغاني.. ولكن أصر لاعبو المنتخب أن يظهروا ويلعبوا بنفس الطريقة غير المجدية واعتمدوا علي الأداء الفردي وملء منطقة الوسط بأكبر عدد من اللاعبين لمواجهة أمواج الهجمات المتتالية لفريق غانا علي مرمي الحضري الذي حاول في فترات كثيرة من المباراة استخدام خبرته الدولية لتفويت بعض الدقائق الصعبة علي فريقه ومعها ينقذ مرمي مصر من أخطر كرات المباراة ليتألق بصورة ملفتة للنظر رجحت كفة الفراعنة في اللحظات الحرجة. وبدون أسباب واضحة يقف هيكتور كوبر مكتوف الأيدي أثناء دقائق الشوط الثاني الذي فرض فيه الفريق الغاني سيطرته مثل الشوط الأول ويرفض إجراء تغيير جديد خاصة مع المستوي السيئ الذي ظهر عليه أحمد فتحي من الناحية اليمني التي شهدت اختراقات عديدة ومتتالية من الناحية اليسري.