رحيل محمود عبد العزيز أصاب الناس بالحزن الشديد والكمد، ليس فقط لأنه فنان له مكانته وحضوره الخاص في السينما المصرية والعربية.. ولكن لأنه إنسان مبهج، مشروعه علي امتداد حياته هو إسعاد الناس، من يعرفهم ومن لا يعرفهم.. حزن الناس بالغ وعميق، لأن رحيل الساحر يأخذ معه الكثير من حكاياتهم وذكرياتهم وضحكاتهم، يأخذ جزءا من حياتهم وفرحهم.. هكذا أسماه الكثيرون (زوربا العربي) العاشق للبحر وللحياة وللناس.. كتب ∩كازنتزاكس∪ في رواية زوربا اليوناني (الطريقة الوحيدة لإنقاذ نفسك هي أن تقاتل لتنقذ الآخرين).. ولم يقاتل محمود عبد العزيز، لم يناضل، ولم يكن يخوض المعارك، فقط كان يعيش ليسعد الآخرين.. هكذا أيضا تكررت عبارات نعيه (وداعا الساحر محمود عبد العزيز.. لقد أسعدتنا)... سنوات طويلة امتلك محمود عبد العزيز مناحل، لتربية النحل وإنتاج العسل، بصفته خريج كلية الزراعة (الأسكندرية) لم يكن الأمر تجارة، فقط كانت هوايته وسعادته الكبيرة أن يصنع العسل بيديه، ليهديه إلي الأصدقاء، مثلما كانت هوايته وسعادته أن يصنع البهجة ليملأ بها الشاشة ويسعد جمهوره.. لم يكن ممثلا كوميديا، لكنه علي اختلاف أعماله المتنوعة، كان صاحب روح حيوية مرحة، حتي أن الكثير من عبارات أفلامه تحولت إلي (كلاشيهات) يرددها الناس علي اختلاف أعمارهم.. تنوعت أدوار محمود عبد العزيز من تاجر المخدرات شيخون في (أبناء وقتلة) للموظف المطحون في (الشقة من حق الزوجة) والطبيب في (العار) ومطرب الأغنيات الهابطة في (الكيف) أو الشيخ حسني الكفيف في (الكيت كات) المأخوذ عن رواية إبراهيم أصلان.. أو في فيلم (الساحر) إلي عميل المخابرات في المسلسل الدرامي الأشهر (رأفت الهجان).. ودائما طاقة حيوية مبهجة رسالتها أن تسعد الآخرين...