بخط غير متقن وبطلاء أسود كانت الحروف مرشوشة بطلاء علي الممر المواجه لبيت كارين بيترز الأنيق في هذا الحي الهادئ من أحياء الطبقة العاملة حيث قضت معظم سنوات عمرها. لكن لهجة الاحتقار كانت جلية.. "ك ك ك أيتها الساقطة" في إشارة إلي جماعة "كوكلوكس كلان" العنصرية. ظهرت تلك العبارة علي سيارات وبيوت وأكشاك الهاتف في مدينة كوكومو الصغيرة. وكان كثير من الضحايا من أمثال بيترز أمريكيين من أصول أفريقية، رغم أن بعضهم ينتمي لأصول أخري. وكان كثيرون منهم يرفعون أمام بيوتهم لافتات تأييد للمرشحين الديمقراطيين في الانتخابات وقد غطت الحروف الأولي لجماعة كوكلوكس كلان تلك اللافتات في العديد من البيوت. وقالت بيترز "أعتقد أنها مسألة سياسية والأمور بدأت تفلت من عقالها" وهي تعتقد أن سخونة حملة الانتخابات الرئاسية لاسيما ما يستخدمه المرشح الجمهوري دونالد ترامب من خطاب عدائي عنصري قد شجع المتطرفين. وأضافت "عندما يكون لديك مرشحون ينطقون بالجهل فربما يعتقد آخرون أن من الطبيعي أن تفعل تلك الأمور وهذا أمر محزن جدا... يبدو أن بلدنا يتقهقر للوراء". وليس لدي الشرطة فكرة عمن وراء هذه الهجمات. ويعتقد الديمقراطيون، ومنهم رئيس البلدية ومسؤولون محليون في الحزب، أن الدوافع سياسية. أما الجمهوريون في المدينة فيبدون تشككا في هذا الأمر ويشيرون إلي أن هذه الاعتداءات "من عمل مهيجين جهلة لا مكان لهم في الحزب". وفي مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة، بدأت لهجة التحريض والنزوع للمواجهة في الخطاب السياسي تتسرب إلي لغة الخطاب العام وتعمل علي استقطاب الناخبين. ومن الصعب تحديد مدي انتشار هذا الاتجاه فلا توجد بيانات علي مستوي البلاد لتتبع الجرائم ذات الدوافع السياسية أو الخطاب التحريضي. ومع ذلك، فقد أظهرت استطلاعات للرأي - أجراها مركز بيو للأبحاث الذي لا تربطه صلات بأي أحزاب - أن نسبة الناخبين الذي يعتقدون أن إهانة الخصوم السياسيين "أمر معقول في بعض الأحيان" ارتفعت خلال موسم حملات الدعاية الانتخابية من 30 % إلي 43 % في أكتوبر الماضي. ولدي أغلبية من الناخبين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي آراء "سلبية جدا" في الحزب الآخر - وهو ما يحدث للمرة الأولي منذ بدأ مركز بيو طرح هذا السؤال علي الناخبين في عام 1992 - كما أن الثقة في الحكومة اقتربت من أدني مستوياتها. وقال برايان ليفن مدير مركز دراسة الكراهية والتطرف بجامعة ولاية كاليفورنيا "هذه المؤشرات تعكس توترات فيما بين الجماعات يمكن أن تترجم إلي أي شيء من لغة الحوار الخشنة إلي مستويات منخفضة من الاعتداءات وإلي أفعال متطرفة". ورغم أن جانبا كبيرا من الضغينة موجه إلي المهاجرين والأمريكيين من أصل أفريقي وغيرهم من الجماعات المنحازة بطبيعة الأمر لكلينتون، فقد واجه جمهوريون انتقادات بعبارات لاذعة وعداوة.. وقد تركز جانب كبير من النقاش حول التطرف علي حركة "آلت-رايت" الفضفاضة المؤلفة من قوميين من البيض ومعادين للسامية ومناهضين للهجرة وهي حملة انحازت لحملة ترامب. وفي الولاياتالمتحدة، تتزايد التقارير عن تنامي مظاهر العداء السياسي وأعمال التخريب والعنف. فمثلا في ولاية مسيسبي تعرضت كنيسة للسود للحرق وكتب عليها بالطلاء "صوتوا لترامب". وفي نورث كارولاينا، أشعل مجهولون النار في مكتب للحزب الجمهوري الشهر الماضي وكتبوا بالطلاء علي مبني قريب "غادروا البلدة أيها الجمهوريون النازيون". وفي أوهايو ألقيت حمولة شاحنة من الروث علي مكتب لحملة الحزب الديمقراطي الانتخابية. وفي ويسكونسن ارتدي أحد مشجعي الكرة في مباراة جامعية قناعا لوجه الرئيس باراك أوباما وربط حبل مشنقة حول عنقه. ولم يرد المسؤولون عن الحملة الانتخابية لكل من ترامب وكلينتون علي طلبات للتعليق.