قال لي حماري هل تعتقد لمصر غدا عظيما كما كان لها ماضي مجيد ؟ فقلت له : اسمع أولا قول ذلك المفكر الروسي "مرجوكوفسكي" تطبع مصر في نفوسنا هذا الإحساس المزدوج :شعور بقضم لا نهاية له .. وشعور بجدة لا نهاية لها أيضا .. وأن تلك المسلات من الحجر المغروزة في صدر لندن وباريس ونيويورك وروما والآستانة لهي" إبر" خالدة في البوصلة الهادية لطريق الإنسانية . - وكيف تجحد هذه الأمم بعد ذلك فضل مصر وتعرضها للذله والمهانة ؟ - صبرا ... وألم يجحد الناس فضل الأنبياء فحثوا علي روؤسهم التراب كما فعلوا مع سيدنا محمد ، وتوجوهم بالشوك كما فعلوا بعيسى ولكن الغد لمن ثبت : ومصر ثبتت للهوان والكوارث على مر القرون والأزمان وسوف يكون لها الغد : وسوف يعود إليها المجد. توفيق الحكيم