افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية، الدورة الخامسة والثلاثين للمعرض الدولي للكتاب وذلك في صباح الأربعاء 2 نوفمبر في حضور ثقافي وفني وأدبي كبير ، وجاء الحضور المصري لافتا للنظر عبر حضور شخصيات أدبية وفكرية مرموقة مثل الباحث والمفكر نبيل عبد الفتاح، والدكتور مصطفي الفقي، بالإضافة إلي رؤساء المؤسسات الثقافية المصرية الكبري مثل دكتور محمود الضبع رئيس دار الكتب والوثائق ، والدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية للكتاب، كذلك حضر وزراء ثقافة مصر السابقين دكتور محمد صابر عرب ود.شاكر عبد الحميد ود.عبد الواحد النبوي ، هذا عدا دور النشر المصرية الكبري مثل دار الشروق ودار نهضة مصر والدار المصرية اللبنانية، وجدير بالذكر، أن دور النشر المصرية حققت فوزا واسعا بجوائز المعرض ، ومن الأسماء المصرية التي فازت بالجوائز الشاعرة أمل فرح ،والفنان وليد طاهر ، والكاتب الروائي الدكتور أحمد خالد توفيق ، بينما جاء اسم الكاتب والمفكر غسان سلامة اللبناني ليكون شخصية العام الثقافية. ألقي الشيخ الدكتور القاسمي كلمة قصيرة ، رحب فيها بالحضور العربي النوعي للمثقفين والمفكرين والأدباء والإعلاميين والناشرين، باعتبارهم شكلاً من أشكال الإسهام الإيجابي في ثقافة العالم ، وبعد إلقاء كلمته ، قام بتسليم الجوائز للفائزين بدورة هذا العام. أما الدكتور غسان سلامة -_كما عرّفته نشرة المعرض_- فهو "شخصية استثنائية مؤثرة ومميزة ، استطاعت بكل جدارة ومهنية ووطنية"، كما أنه شغل مناصب مهمة علي المستوي المحلي والإقليمي والدولي ، وتعرفه الأوساط الثقافية والصحافية والفكرية بموسوعيته وعطائه الغزير في الثقافة العربية ، وبهذه المناسبة ألقي غسان سلامة كلمة قصيرة عن تقديره للجهود الكبيرة التي تلعبها دولة الإمارات في دفع عجلة الثقافة العربية إلي الأمام ،وتطوير الأداءات بشكل لافت وعظيم. كما حظيت تلك الدورة باستضافة منظمة اليونيسكو ، وذلك تقديرا للدور البناء الذي تقوم به المنظمة علي مستوي ثقافة العالم ، والجهود المرموقة التي تبذلها في هذا الشأن ، وبالتالي جاءت المنظمة لتقيم برنامجا حافلا ونوعيا أثناء فعاليات المعرض ، وجاء عنوان فعاليات المنظمة تحت عنوان "التواريخ الإقليمية والعامة ومسارات الحوار"، وربما تكون استضافة المنظمة في هذه الدورة ، دافعة للفت النظر للقيمة العليا التي تمثلها تلك المنظمة في ثقافة العالم ، وستتضمن الفعاليات تقديم مجموعة من المحاضرات التي ستسلط الضوء علي عدد من القضايا المهمة التي تشكل مجتمعاتنا المعاصرة ، مثل أهمية التاريخ الأفريقي في التاريخ العالمي والشرق أوسطي ، والتراث المشترك لطرق الحرير والتوابل والتفاعلات الثقافية علي طول طريق الرق ، وهكذا من فعاليات وأنشطة نوعية ، تعطي زخما ملحوظا، وحيوية كبيرة لإدارة الحوار في هذه الدورة. وجاء شعار تلك الدورة تحت عنوان "اقرأ أكثر"، بما ينطوي عليه هذا الشعار من تحفيز وتحريض جماهير المعرض علي القراءة، والمشاركة في ذلك العرس الثقافي الكبير ، باعتبار أن ذلك المعرض يشغل المرتبة الثالثة بين معارض العالم ، كما تشارك 1681 دار نشر من 60 دولة علي مستوي العالم كله ، ومنها دول لم تشارك من قبل ، وهذه هي مشاركتها الأولي ، وشاركت تلك الدور بما لا يقل عن مليون ونصف المليون عنوان كتاب ، وكان نصيب العناوين الجديدة ، والتي يتم عرضها لأول مرة ثمانية وثمانين ألف عنوان جديد. ومن اللافت للنظر أن فعاليات المعرض قد اتسعت لتشمل ندوات وحفلات توقيع وحوارات أجيال ، وعدد تلك الفعاليات يصل إلي 1417 فعالية ، بالإضافة إلي 235 ضيفا مشاركا من شتي أنحاء العالم ، وهناك المقهي الثقافي الذي يقيم 167 فعالية ، تمثل 29 دولة ، و121 ضيفا ، بالإضافة إلي مؤتمر خاص بالمكتبات ، يشارك فيه متخصصون لمناقشة كافة أشكال صناعة الكتاب في كل صوره من إخراج وطباعة ونشر وتوزيع ، وهذا يعتبر من صميم مهام تلك المعارض. وجدير بالذكر أن الشيخ سلطان القاسمي يشارك في هذه الدورة بكتابين كبيرين ، الأول هو "صراعات القوة والتجارة في الخليج"، وهو يركز علي دور الاستعمار في كوارث المنطقة ، حيث ناقش الكتاب كل ماكتب حول تاريخ المنطقة وصراعات القوي والنفوذ فيها ، ليصل إلي حقيقة مفادها أن الاستعمار هو سبب كل كوارث المنطقة ، وبذلك يعتبر الكتاب دراسة دقيقة ومعمقة للظروف والملابسات التي أدت إلي صراعات القوي الأوروبية التجارية في الخليج ، ويأتي الكتاب الآخر "تأسيس وتنظيم قوة شرطة الشارقة" ، ليسلط الضوء علي تأسيس وتنظيم قوة شرطة الشارقة ،والأحكام المتعلقة بها، ومن المعروف أن الشيخ القاسمي شاعر وكاتب مسرحي وله إسهامات مرموقة في تلك المجالات ، كما أنه داعم قوي لدفع الثقافة العربية للأمام ، وذلك من خلال اهتمامه الملحوظ بالمؤسسات الثقافية والتاريخية والجغرافية العربية ، وتقديم كافة سبل تطويرها وتقويم كفاءاتها، ويعرف المتابعون التفاصيل الدقيقة لهذا الدعم علي مستوي الوطن العربي كله. تشمل الفعاليات علي مدي اثني عشر يوما ، حفلات توقيع لكتب وروايات ودواوين شعرية ، كما تشغل مساحة الندوات والحوارات الفكرية موقعا متميزا من نشاط المعرض ،كما أنه ستكون هناك ما يشبه اللقاءات المفتوحة لعدد من الشخصيات العربية ، ومن ضمن الفعاليات التي ستقوم مناقشة رواية "في فمي لؤلوة " للشاعرة والكاتبة ميسون صقر القاسمي ، ومن الذين يشاركون في المناقشة: نبيل عبد الفتاح وشاكر عبد الحميد وسيد محمود، كما ستقام أمسيات شعرية يشارك فيها شعراء من بلاد عربية مختلفة منهم المصري علاء جانب وناصر القحطاني وحامد زيد وآخرون. كما أن ضيوف المعرض من حقل الرواية مثل شربل داغر وإبراهيم نصر الله وطالب الرفاعي وربعي المدهون وطارق بكري وحامد الناظر وواسيني الأعرج ومحمد ربيع وجورج يرق ومحمود شقير وشهلا العجيلي ، وغيرهم ، ستكون لهم فعاليات وحوارات ومناقشات ومشاركات علي مدي أيام المعرض كلها ، وذلك يشكل معني جديدا في تداول الثقافة ، وأشكال إنتاجها بين المبدعين والمثقفين والكتاب العرب جميعا. ومن ضيوف المعرض الأجانب الروائية كاسندرا كلير ، والروائية والسيناريست الشهيرة كلوديا غراي ،والكاتب السينمائي والمسرحي غريمي سيمسيون ، والممثلة الهندية شيلبا شتي ، والممثل شاتروجان وغيرهم ، مما يجعل من حوار الحضارات والثقافات حقيقة ملموسة علي الأرض ، ويكون هذا الحوار جزءا من التقاربات الثقافية بين شعوب ومثقفي العالم. والمتجول في أرض المعرض الذي تبلغ مساحته 25000متر مربع ، تنقسم إلي خمس قاعات ، سيلاحظ دقة التنظيم ، وتجهيز خدمات الإضاء وراحة الجمهور في السير والتجول ، وذلك للاتساع الملحوظ للطرقات البينية ، وهناك كتيب صغير يرشد الجمور إلي الخريطة العامة لكل دور التشر العارضة ، مما يعمل علي تسهيل حركة الذهاب والإياب وإقامة حفلات توقيع داخل قاعات العرض بشكل مريح. أما الحديث عن التكاليف الباهظة التي يتحدث عنها الناشرون فهو حديث بات تقليديا ، وماعدا ذلك ، فالمعرض يعتبر ظاهرة ثقافية عالية ، تشكل إضافة نوعية للمعارض العربية.