نهاية سعيدة لحكاية أكبر مزاد للذهب والمجوهرات نظمته الدولة، بتحقيق رقم »تاريخي» لعائده الذي وصل إلي نحو ربع مليار جنيه،وعلي وجه الدقة مبلغ مائتين وخمسة وثمانين مليونا وسبعمائة وثمانين ألفا ومائتين وخمسة وعشرين جنيهاً،وتم بيع 619 لوطاً من إجمالي 683 لوطا تمثل مضبوطات الأجهزة المختلفة وأحراز القضايا التي تم الحكم فيها،و تم استبعاد 63 لوطا لاحتوائها علي العاج »سن الفيل» المحرم بيعه دوليا،ومن المنتظر إعادتها إلي نفس الجهة الحكومية التي وردت منها،كما تم رفض بيع لوط واحد يحتوي علي بلاتين علي شكل مشغولات مستهلكة لعدم الوصول إلي السعر المرصود له،وكما كانت »الأخبار» هي الجريدة الوحيدة التي دخلت غرفة ذهب ومجوهرات المزاد،كانت أيضا هي الوحيدة التي رصدت بالصورة المزايدات الساخنة التي حضرها كبار تجار السوق المصري بأسمائهم الشهيرة التي توارثت تلك المهنة عبر عشرات السنين. المزايدات علي معروضات المزاد الذي أقامته مصلحة دمغ المصوغات والموازين التابعة لوزارة التموين ،كانت أكثر من ساخنة والمنافسة أكثر من »نارية»، كما كانت السيولة النقدية التي شهدها واضحة جدا،وخضع كل لوط منها لحسابات دقيقة،وتم فيها مراعاة عوامل كثيرة سواء بالنسبة للتجار المزايدين،أوتحقيق أعلي سعر ممكن الوصول إليه من الجهة القائمة بالمزاد وهي »المصلحة»،وكما يشير العميد محمد حنفي رئيس مصلحة دمغ المصوغات والموازين،فقد كانت تلك النهاية السعيدة تتويجا لمجهود كبير،حيث تم الإعداد له منذ حوالي ستة أشهر بعد موافقة وزير التموين وتم بعدها تشكيل اللجان اللازمة،لينجح في تحقيق أعلي الإيرادات في تاريخ المزادات، ويوضح أن لوطا من المشغولات الذهبية المرصعة بالماس كان صاحب اللوط الأعلي سعرا وتم بيعه بمبلغ 1٫4 مليون جنيه،في حين كان الأقل سعرا هو لوط من الخرز البلاستيك بسعر ألف جنيه،وفيما يتعلق بلوط مشغولات البلاتين الذي لم يتم بيعه،فأوضح أنه إما يتم عرضه في مزادات قادمة بتخفيض 10٪ عن السعر المقدر أو إعادته إلي نفس الجهة التي ورد منها. ويشير إلي أن المزاد كان مرتبطا بسعر كل لوط والذي تم تقديره من لجنة التمثيل وتم وضعه داخل مظروف مغلق بالشمع الأحمرولم يتام فتحه إلا بواسطة المستشار الموفد من قبل مجلس الدولة،وتم البدء وفقا لسعر السوق ويقول : وأنا جالس علي ترابيزة منصة المزايدة تصلني الأسعار المتداولة في السوق وبناء عليه يتم تقييم اللوط المعروض بموجب رقمه،بحيث لا يقل السعر أبدا عن ذلك الرقم كما لا نستطيع بيعه بأقل من قيمته المقدرة»،ويؤكد لنا أن كل اللوطات تم بيعها بأكثر من القيمة المحددة من قبل اللجنة بمراحل نتيجة المزايدة والإعداد الجيد للمزاد. سألناه:هل كانت هناك تربيطات كان يمكن أن تتم في المزاد،ليؤكد لنا أن ذلك لم يحدث ولا يمكن أن يتم وقال : أثق في ربنا كثيراً وفي رجالي.. وقد كان هذا المزاد أكثر المزادات شفافية ونزاهة في تاريخ المصلحة،ويشير إلي ان كراسة شروط الدخول في المزاد كانت مطروحة للجميع سواء كانوا تجارا أو مواطنين،ولكن كان كل المتواجدين من التجار لأن لديهم القوة الشرائية الكبيرة. أما عبدالعزيز عبدالصادق وكيل إدارة التثمين والمسئول عن الأحراز »صاحب العهدة»،فقد كان بالفعل كما وصف نفسه أسعد المتواجدين في المزاد سواء من المزايدين أو القائمين عليه،والسبب هو نجاحه وبيع كل اللوطات تقريباً،بحيث تصبح الخزينة لديه جاهزة لاستقبال أي أحراز ومضبوطات جديدة وقال إن النجاح اكتمل ببيع لوطات ساعات ونظارات شمس تم رفضها في أربع مزادات سابقة وتم بيعها في هذا المزاد بأسعار فاقت أسعارها بكثير ،ويقول:» ذلك المزاد يعتبر من أنجح المزادات التي أقيمت بالمصلحة ». وكان نجم ذلك المزاد رجل الأعمال حسين كريم صاحب محلات» كنوز » للمجوهرات والذي رفع المزايدة في لوط من لوطات الماس وفاز به مقابل 1٫4 مليون جنيه،وسألناه عن سر إصراره علي ذلك اللوط واستمراه في المزايدة حتي النهاية؟،وقال لنا :اللوط كان يحتوي علي كوليه من الذهب المرصع بالماس ومركب عليه فص زمرد كول ومبي نادر في وزنه الذي يصل إلي 8٫11 قيراط»،ويشير إلي أن هناك لوطات بيعت بأكثر من ثمنها كثيراً نظراً لوجود سيولة نقدية كبيرة ومن مصلحتهم تحويلها لبضاعة،يأتي ذلك فيما أجمع كبار تجار الذهب والمجوهرات في السوق علي نجاح المزاد،واقترحوا أن يتم زيادة مدة العرض في المزادات القادمة وتوسيع مكانه،ويقول رجل الأعمال عريان فهيم إنه اشتري كمية من اللوطات التي تحتوي علي مشغولات ذهبية مرصعة بالماس،مشيرا إلي أن المزاد يعتبر أكبر مزاد في تاريخ المصلحة سواء من حيث المعروضات والإيرادات، ويقول :»هناك لوطات فاقت حدود التصور والتقدير لحنكة وشطارة القائمين علي المزاد بداية من مستشار مجلس الدولة ورئيس المصلحة محمد حنفي الذي قام بالمزايدة بنفسه فأعطي للمزاد مصداقية كبيرة»،كما أكد رجلا الأعمال الحاج سعيد سليمة والخواجة محسن فوزي بدورهما تميز المزاد في بضاعته وإدارته حيث كانت فيه سبائك ذهبية مختلفة العيارات والأوزان وبكميات كبيرة وكذلك مشغولات ذهبية وأخري مرصة بالماس، وساعات ذهبية ومعدنية وبعضها مرصع بالماس، ودعيا إلي رفع قيمة التأمين في المزادات القادمة.