يصرف النظر عن استقالة او اقالة امين عام منظمة التعاون الاسلامي اياد مدني ، وعما اذا كانت قد صدرت اليه توجيهات سيادية سعودية، من ذات المصدر الذي رشح الدكتور يوسف العثيمين للمنصب ، فقد عكست " أمانة " مدني خلال الفترة الاخيرة بطءا شديدا في ادارة حركة سياستها، الداعية والهادفة في الأصل، الي توحيد كلمة المسلمين وتكاتفهم، في مواجهة من يتربص بوحدتهم، وبقبلتهم في مكة، وبمشاعرهم المقدسة، فانتهك منذ سنوات حرماتها وحرمة مناسكها، علي نحو ما أكدته مؤخرا، أحداث اطلاق ميليشيات الحوثيين، وبتوجيه من المرشد الايراني خامنئي، صاروخ باتجاه مكة، تصدت له قوات التحالف العربي فدمرته قبل بلوغ هدفه.. هذه واحدة. اما الثانية.. فهي سخرية مدني، بلا ادني مسئولية سياسية، أو احساس سياسي بالانتماء العربي اوالاسلامي لمن في مثل منصبه، وتندره خلال كلمته بمؤتمر "المنظمة" الاخير في تونس، علي حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي " العفوي"، للشباب خلال مؤتمرهم بشرم الشيخ فيما عرف اعلاميا ب "حديث الثلاجة، قبل ان يعتذر، تحت وطأة الجدل الدولي والعربي، بدعوي المزح والدعابة، وكأن المقام مقام هزل وسخرية، وممن؟ من حديث رئيس مصر لشبابها، في توقيت فارق، يستهدف دفع أمراض الإحباط عنهم جراء تعثر اقتصادي، سينتهي لاجدال في المستقبل القريب، وان استحكمت حلقاته، فالمهم هوالصبر علي الصدمة الاولي. كنت قد اشرت الي سوء ادارة ونهج امين المنظمة قبل يومين من "الاستقالة"، هنا وفي نفس المكان تحت عنوان" علي مهلك يامدني"، مندهشا من بطء ردة قعله ازاء ااستهداف مكة، حين اشار بيان المنظمة الي انه " سيدرس- لاحظ التسويف- عقد اجتماع للتشاور لبحث كيفية الرد علي الاستهداف الايراني- الحوثي لمكة"، ذلك في الوقت الذي طالب فيه الازهر كلا من الجامعة العربية ومنظمة التعاون مسئولياتهما، والحسم " اليوم قبل غدا"، بحسب نص البيان. يبدو ان اعتذار اياد مدني لمصر ورئيسها، لم يشف غليل القيادة السعودية، بعد استشعار الحرج ، الذي تسبب فيه امين عام المنظمة الاسلامية، المحسوب علي مواطنة خادم الحرمين الشريفين، فطالبه بالاستقالة، كأبلغ اعتذار لمصر، رئيسا، وشعبا، ومكانة في قلب وعقل كل عربي، وهو ماثمنت صنيعه المحروسة. [email protected]