لا شك أن الفيلسوف العربي ابن رشد هو واحد من أعظم فلاسفة الإسلام، ولولا أن الغرب استفاد من فلسفته وشروحه لفلسفة أرسطو ما نهضت أوروبا نهضتها التي نفضت عن كاهلها ظلام العصور الوسطي، وتقدمت هذا التقدم العلمي الجبار. وفيلسوفنا العظيم هذا ولد في قرطبة بالأندلس وعاش بين عامي 520 595ه الموافق 1126 1198م. وقد قرأت دراسة ممتعة عنه كتبها الكاتب الإسلامي رشاد حرب أشاد فيها بهذا الفيلسوف العظيم الذي اعترف بفضله فيها علي الحضارة الأوروبية فلاسفة ومؤرخون أوروبيون. إنه يورد ما قاله المؤرخ البلجيكي چورچ سارتون في كتابه (المدخل إلي تاريخ العلوم) إنه يقول: »إن ابن رشد كان من أكابر فلاسفة الإسلام ولقد أثر علي فلاسفة أوروبا بفلسفته أكثر من أرسطو نفسه، فإن ابن رشد هو مؤسس الفكر الحر، حيث فتح أمام علماء أوروبا أبواب البحث والمناقشة علي مصاريعها، فهو قد أخرجهم من ظلمات التقييد للنور والعقل والتفكير.. وقد ذكر في نفس الكتاب: إن شهرة ابن رشد في عالم الفلسفة كادت أن تحجب منجزاته في الطبيعيات، وقد ترجم أكثرها إلي العبرية واللاتينية، ومنها كتاب (الكليات في الطب) وهو موسوعة طبية في سبعة أجزاء ترجمها إلي اللاتينية الطبيب (يوناكوزا) من جامعة بادوا سنة 1255 وطبع عدة طبعات. وقد اهتم ابن رشد بالحركة وملازمتها للزمن في الأجسام، وملازمتها للفراغ، ومعني الميل، وقد قادت تلك الأفكار إلي علم الديناميكا، واعترف كلومبوس مكتشف أمريكا بخط يده أن مؤلفات ابن رشد كان لها الفضل الكبير في اكتشافه أمريكا، وقد أكد المستشرق الفرنسي (رينان) هذه الحقيقة حين قال: »إن ابن رشد له الفضل في اكتشاف كولومبوس أمريكا». وما أكثر ما قدم ابن رشد للبشرية من علم وأهمية استعمال العقل، مما فتح الطريق أمام البشرية للتقدم والازدهار.. وما أحرانا أن نتخذ من فلسفة بن رشد البعيدة عن الأساطير والخرافات نبراسا للتقدم والازدهار.