لم تكن فدوي عبدالله المالح المعلمة بمدرسة الشهيد شريف حسين الابتدائية بشمال سيناء تدرك ان القدر يخطط لها مسارا آخر وبدلا من ان تذهب مع ابنها محمد لاجراء جراحة بعينه بعد ان ضعف بصره سقطت مصابة في انفجار سيارة بالقرب من مدرستها. وصدق الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، علي علاجها، بالمجمع الطبي للقوات المسلحة بالمعادي علي نفقة القوات المسلحة. فدوي ترعي ابناءها الاربعة بعد وفاة زوجها منذ ثلاث سنوات وكعادتها ذهبت الي مدرستها وحضرت طابور الصباح وحصلت علي اجازة من المدير لمرافقة ابنها المريض وخرجت من المدرسة سيرا علي الاقدام في طريقها الي منزلها وشاهدت سيارة لونها ذهبي تقف بجوار الطريق وألقت السلام علي قائدها ظنا ان خالها الذي يسكن بالقرب من المدرسة فاشاح لها بيده وبعد مرورها بحوالي 20 مترا وقع انفجار وطارت في الهواء وسقطت علي الارض مغشيا عليها ولم تفق إلا في مستشفي العريش العام في حالة حرجة، حيث تم استخراج بعض الشظايا من جسدها لتبقي مشكلة الشظايا التي دخلت الرأس من الخلف وكذلك الشظايا التي استقرت في الرئة والكبد. ويقول شقيق زوجها عاكف المالح ان اللواء السيد عبد الفتاح حرحورمحافظ شمال سيناء اجري اتصالا بمستشفي القوات المسلحة لعلاج فدوي، وبالفعل تمت الموافقة علي سفرها في نفس يوم الحادث لتصل الي مستشفي المعادي وقام فريق من الاطباء بالقيام بالمهمة كما يقول نجلها حسن الذي يرافقها في المستشفي وقرروا اجراء عمليات جراحية لاستخراج الشظايا وسط رعاية متكاملة من هيئة الاطباء والتمريض. وقدم شقيق زوجها عاكف المالح الشكر لوزير الدفاع علي موافقته علي علاج زوجة اخيه علي نفقة القوات المسلحة وطالب محافظ شمال سيناء بتوفير فرصة عمل لابن شقيقه خريج دبلوم صنايع حتي يتمكن من الانفاق علي الاسرة ومساعدة والدته.