القول بأن هناك تغير حقيقياً وملموساً في مصر الآن الي الافضل، هو قول صادق ومؤكد وليس مجرد كلمات جوفاء تحاول الايحاء بغير ما هو موجود أو قائم علي أرض الواقع، كما أنها بالقطع ليست مجرد جملة يراد بها تجميل الواقع أو تحسين الصورة. والمتابع لما جري بالفعل خلال الايام القليلة الماضية في المؤتمر الوطني الاول للشباب، وما يجري الآن من اجراءات متسارعة لتنفيذ التوصيات والقرارات الصادرة عن المؤتمر، لابد أن يتوقف كثيرا للتدقيق في الواقع الجديد الذي أصبح قائما علي الارض المصرية، بما يحمله في طياته من صيغة جديدة للعلاقة بين الشعب بصفة عامة والشباب بالذات وبين رموز السلطة والحكم في الدولة. وأحسب أنه بات واضحا وجود صيغة جديدة تنظم هذه العلاقة، كشفت عن وجهها، ووجودها الايجابي الرائع خلال المؤتمر، وبطول الجلسات وورش العمل المكثفة التي استغرقتها مدة انعقاده علي مدي الثلاثة أيام، بحضور الرئيس ومشاركته الفاعلة في الحوارات والمناقشات الساخنة والصريحة التي جرت حول كل القضايا والموضوعات المصيرية محل البحث. هذه الصيغة الجديدة يمكن تلخيصها في جملة محددة، وهي المشاركة الكاملة وتبادل الرأي بين الشعب والشباب بالذات وبين رموز السلطة والحكم حول قضايا الوطن وشئونه، سواء هذه المتصلة بالواقع الذي نعايشه الآن، أو تلك المتعلقة بالمستقبل الذي نتطلع للوصول اليه. الصيغة الجديدة تقول بوضوح لا يقبل الشك، اننا بدأنا بالفعل عهدا جديدا يقوم في اساسه علي المساندة والدعم الكامل للشباب، للمشاركة الجادة في صناعة المستقبل، والعبور بمصر الي الغد الأفضل بإذن الله، وصولا الي الدولة الديمقراطية الحديثة القائمة علي العدالة الاجتماعية وسيادة القانون وحقوق الانسان، والمعتمدة في انطلاقها علي العمل ووفرة الانتاج،...، الخلاصة الصادقة هي أن مصر تتغير،...، ونحن أيضا.