في كل احتفال بذكري حرب أكتوبر المجيدة.. لا تفكر كثيرا ولا تجهد ذهنك أو عيونك فقبل أن تفرك عينيك وتصحو وتفكر في أن تأخذ الريموت كونترول لفتح التليفزيون اعرف جيدا أنك ستشاهد أفلاما حفظناها عن ظهر قلب وفي كل القنوات وعليك أن تختار بين فيلم بدور أو الرصاصة لاتزال في جيبي أو الوفاء العظيم وقد يسعدك الحظ بالخروج من هذا الاختيار الإجباري لأن تجد قناة تعرض فيلما آخر مثل إعدام ميت أو الطريق إلي إيلات أو يوم الكرامة أو العمر لحظة وقد يسعدك الحظ لتشاهد فيلم أغنية علي الممر أو أبناء الصمت. وأخيرا وبمناسبة الذكري 43 لانتصار أكتوبر وبعد حظره قرابة 20 عاما يقرر التليفزيون المصري إعطاءنا خيارا آخر يتمثل في فيلم حائط البطولات الذي حظر عرضه لأسباب غير معلومة وما ذكر كله مجرد تكهنات. الفيلم من إنتاج اتحاد الإذاعة والتليفزيون »قطاع الإنتاج» عام 1997 ويروي قصة بناء حائط الصواريخ من قبل قوات الدفاع الجوي بقيادة الفريق محمد علي فهمي خلال حرب الاستنزاف ويبرز مدي التضحيات والبطولات، التي قام بها ضباط وجنود هذا السلاح إلي جانب المدنيين في بناء هذه القواعد التي كانت المحور الرئيسي في انتصار حرب أكتوبر المجيدة، وبلغت تكلفة إنتاج الفيلم 11 مليون جنيه في وقتها وهو من تأليف إبراهيم رشاد وإخراج محمد راضي وبطولة النجم الكبير محمود ياسين صاحب أكبر عدد من الأفلام عن انتصار أكتوبر ومعه كوكبة نجوم أبرزهم فاروق الفيشاوي وخالد النبوي.. ولعل هؤلاء النجوم هم الأكثر حزنا علي تأخر عرض الفيلم طوال هذه السنين فمنهم من كان في مرحلة النضج وأصبح شيخا ومنهم من كان شابا وأضحي في مرحلة النضج لكن كل ذلك مردود عليه والأهم القيمة الفنية والتاريخية والوطنية لهذا الفيلم. وبغض النظر عن كون الحظر إهدارا للمال العام لكن الغريب سبب الحظر فكما يشاع أن سبب وقف عرض الفيلم وشاية إلي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بأن العمل يقلل من قدره في الحرب، ولا يسلط الضوء علي مبارك بالشكل الذي يجعله صاحب الضربة الجوية، حيث منع الفيلم بعد تصوير 25% منه ثم استؤنف بعد إجازته من جهة سيادية تصويره ليدخل في حظر آخر عن العرض استمر قرابة 20 عاما. السؤال الآن والذي نكرره كثيرا في العديد من مناسباتنا الدينية والوطنية لماذا لم ننجح حتي الآن في إنتاج فيلم كبير يؤرخ لحرب أكتوبر المجيدة ويظهر بطولات كثيرة بدلا من أفلام العوالم والبلطجة. وأمام حقيقة أن مثل هذه الأفلام تحتاج إلي تكاليف إنتاجية عالية جداً لشراء معدات وأجهزة عسكرية والحصول علي موافقات من القوات المسلحة وجهات سيادية أخري يجب علي الدولة التدخل فلا يوجد منتج قطاع خاص خاصة منتجي هذه الأيام سيقدم علي هذه الخطوة التي لا شك ستكون من وجهة نظره »متأكلش بقلاوة».. ومعلوماتي أن هناك مشاريع لعدة أفلام توقفت لغياب التمويل والخوف من الخسارة منها مشروع للراحل السيناريست الكبير أسامة أنور عكاشة وفيلم اليوم الثامن عن قصة أسر الجنرال عساف ياجوري أكبر رتبة في الجيش الإسرائيلي. رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي نواجهها هذه الأيام لا أشك أن أي مصري سيرفض فكرة إنتاج فيلم كبير عن حرب أكتوبر المجيدة وأنا علي يقين من أن كل مصري سيرحب بالمشاركة في تمويله وجربوا الفكرة وأنا متنازل عن حقوق الملكية الفكرية. وبدلا من الانشغال بقضايا باهتة مثل لحية أبو إسحق الحويني التي يشبهها بالعلم »بفتح العين» في الأهمية رغم الاختلاف الشرعي حول اللحية وكذلك النائب إلهامي عجينة الذي دأب علي اللت والعجن ليخرج علينا باقتراح كشوف العذرية لطلاب الجامعات.. لماذا لا نبرز لأولادنا من الأطفال والشباب القدوة ممثلة في أبطال عظام ضحوا بأرواحهم فداء للوطن وليس لأي شئ آخر مثل أبطال كبريت وأبطال تدمير المدمرة إيلات فردا فردا وأبطال نوابغ مثل المهندس المصري الذي ابتكر فكرة الإطاحة بخط بارليف أكبر مانع مائي في العالم والذي فتح الطريق لقواتنا للعبور العظيم وعبد العاطي صائد الدبابات وغيرهم. من هذا المكان أناشد المخرجة الكبيرة القديرة إنعام محمد علي مبدعة المسلسل الرائع »أم كلثوم» لأن تتحمس للفكرة عبر مسلسل من الحلقات المنفصلة المتصلة عن حكاية كل بطل علي حدة ففي اعتقادي أن هذا أنفع للشعب والوطن من تخليد ذكري الراقصات في مسلسلات وأفلام ولا أعتقد أن أي جهة إنتاج محترمة تابعة للدولة أو القطاع الخاص ستتخلف عن إنتاج مثل هذه الدراما الهادفة ولو من منطلق الدخول في ذاكرة التاريخ فالأبطال لا يموتون. ولاشك أن الشئون المعنوية للقوات المسلحة لن تبخل علي عمل مثل هذا من مخزون سجلاتها المليئة بالبطولات. شنطة البوتي سعدت بتفاعل العديد من القراء لفقرة البنطلون المقطوع في يوميات الشهر الماضي، ومن بينهم زميلة مهنة بادرتني بقولها: انت زعلان من البنطلون المقطوع والمبهدل فما بالك بشنطة البوتي.. رددت: الحقيقة أعترف بأنني لست موسوعة فتحي خليل في أصول التفصيل وتقاليع الموضة ويا ستي ياما هنشوف ونسمع عن تقاليع وافتكاسات علي ودنة.. إيه حكاية شنطة البوتي؟ فاجأتني بأنها شنطة سيدات علي شكل قاعدة حمام، يتوافر منها اللون الأبيض، وسخر منها رواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وأكدوا ارتباطها بالبنطلون المبلول، قائلين إنها لإنقاذ الموقف. تابعت: مبلول وإيه حكاية البنطلون المبلول هي الأخري؟ قالت موضة يبدو فيها البنطلون مبلولا وكأن من يلبسه خرج لتوه من الحمام. قلت: يا لطيف اللطف يارب ومالها الجلابية.. بلاها بناطيل من أصله علي الأقل الجلابية لبس أجدادنا ونعرف أصلها وفصلها وكمان مرحرحة في الحر. من نبع الحكمة - علي قدر أهل العَزْمِ تأتي العزائِمُ وتأتي علي قدرِ الكرام المكارِمُ، وتعظُمُ في عين الصَّغيرِ صِغَارُها وتصغر في عين العظيم العظائِمُ - وإذا لم يكن من الموت بُد فمن العجز أن تموت جبانا - ألا كل شئ ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل - العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الملامة - تأتي المكاره حين تأتي جملة وأري السرور يأتي في الفلتات - من يربط الكلب العقور ببابه فكل بلاء الناس من رابط الكلب - إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق