أشعر أننا أغني دول العالم بشبابنا.. فمصر تعد دولة شابة لأن الشباب بطاقتهم الإنتاجية وسواعدهم القوية يشكلون حوالي ستين في المائة من حجم تعداد السكان، ورغم ذلك نواجه العديد من التحديات التي تعوق انطلاقنا لتحقيق الآمال والطموحات ومواكبة التطور المرجو، من هذا المنطلق أتابع باهتمام بالغ علي مدي ثلاثة أيام فاعليات المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي اختتم أعماله أمس بمدينة السلام »شرم الشيخ» تحت رعاية وبحضور رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي وبشعار »ابدع.. انطلق» ليكون هذا اللقاء بمثابة جسر جديد لمشاركة هؤلاء الشباب في بناء الوطن ومواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والعبور بالبلاد إلي مستقبل أفضل. رأيت الشباب الواعد يقفون علي منصة المؤتمر يتحدثون بثقة وثبات ولاحظت أن منظمي المؤتمر اختاروا شبابا طبقا لتقليد جديد بحيث يمثل جميع أطياف الشباب من الجنسين وأن يجلس هؤلاء الشباب المتفوقون علميا ورياضيا إلي جوار الرئيس والوزراء يتبادلون معهم أطراف الحديث مما يقرب من وجهات النظر بين الأجيال ويجعل صوت الشباب مسموعا لدي المسئولين، وهذا يعكس أيضا رهان الرئيس السيسي علي الشباب الواعي والمثقف. كما لاحظت أيضا أن الشباب المشترك يبلغ عددهم حوالي ثلاثة آلاف شاب وفتاة من مختلف المحافظات وأنهم يمثلون جميع شرائح المجتمع من شباب سواء من الطلبة أو المثقفين أو شباب الأحزاب. تابعت برنامج المؤتمر الحافل باللقاءات والندوات التي تناقش هموم الشباب والتي تتصدرها ثماني قضايا رئيسية فتحت ملفات عديدة تمثلت في تشغيل وتدريب الشباب والتعليم والصحة والسكان والإسكان والمرافق والطرق وتمكين الشباب والأمن القومي والفساد المالي والإداري، علاوة علي القيم والأخلاق. وشارك في الحوار أكثر من ثلاثمائة شخصية عامة وشهد المؤتمر 20 جلسة عامة و8 ورش عمل اتسمت جميعها بالنشاط والحيوية مؤكدين أن عام 2016 هو عام الشباب وأن المؤتمر سيعقد سنويا خلال شهر نوفمبر من كل عام. كما حرصت وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية علي إجراء مقابلات حوارية مع من شاركوا في المؤتمر من وزراء وكبار مسئولين وشباب. وأهمس في أذن شباب مصر أن المؤتمر كان فرصة سانحة لسماع صوتهم والكشف عن أحلامهم وعليهم المضي قدماً رافعين شعار المؤتمر »ابدع.. انطلق».