الشباب عادة ما يبحر في طريقه ضد التيار.. ويغترب بأفكاره بحثا عن واقع مختلف ربما لم يختبره غيره من قبل، بحثا عن رحلته المتفردة، وقدره المغاير واهتماماته المتطورة وتوقعاته اللامحدودة! الشباب لا يعرف الصبر.. ولا الهدوء المشوب بالحذر.. ولا يفضل الانتظار علي أبواب المستقبل.. فهو شجاع مقدام.. مبادر لا يخشي من خوض المعارك.. أو المواجهة وحتي الصدام.. وهو عادة غاضب.. مقاطع.. متشكك.. رافض.. عنيد.. لا يهادن.. ولا ينافق.. ولا يعرف سياسات الالتواء.. ولا يفضل المناورات مهما كلفه ذلك من خسائر في المواقف.. أو البشر. والشباب هو ثائر.. مفعم بالوطنية.. يحمل هموم الوطن في قلبه، وهو يريد الحرية.. والديمقراطية.. والعدالة الاجتماعية.. والحق في الحياة الكريمة.. والتعليم.. والرعاية الصحية.. والسكن.. والوظائف الواعدة.. لأنه إيجابي وراغب في المشاركة والقيادة، وفي اختبار نفسه في مواقع القيادة واتخاذ القرار. والشباب هو مبدع.. ومبتكر.. ويرغب في إيجاد حلول مختلفة وحقيقية لمشاكله.. ويسعي للاكتشاف والمغامرة والترحال. والشباب عاطفي وحالم.. يريد أن يُحب ويُحَب، وهو مرح يريد أن يضحك ويسخر ويشاغب.. ويجرب.. ويثبت نتائج التجارب بنفسه ولنفسه.. ولا يريد من يكسر حلمه. وأخيرا الشباب هو صادق وواع تماما بما دار وما يدور حوله في وطنه أو في حياته أو محيطه مهما أظهر من عدم اكتراث، ولكن ما يبعده هو الكذب والتسلق والتزلف. هذا هو الشباب.. في كل مكان وزمان.. هذه هي مواصفات مرحلته العمرية، ومعاييره الأخلاقية، وهذه هي آليات تحركه صوب مستقبله لتحقيق غاياته وآماله.. وهي مرحلة لا يمكن أن ينجح من يحاول أن يعترض سبيلها خاصة الكبار ممن هم عاجزون عن تقبل اختلافهم، والتجاوز عن بعض أخطائهم أو اندفاعهم، وعن اجتذابهم لكل خانات الانتماء للأهل والوطن. أما الشباب المصري، فهو من أروع وأجمل شباب الدنيا » من وجهة نظري » وهو الأمل والعمل وطاقة الوطنية وقدرة الانتماء وشهامة العطاء والتضحية، وهو »مصر بكرة» ومهما قيل عنه من تمرد أو انسحاب، فهو حاضر واسألوا رمال سيناء وتراب مصر، وزروعها وصناعاتها وإنتاجها وسياساتها وفنها ورياضتها وعلمها وبحوثها وكل وإبداعاتها.. لذلك أرجو أن يبدأ مشوار مستقبلهم الحقيقي لا الشكلي من نقطة انطلاق فعاليات المؤتمر الوطني الأول الرائع للشباب تحت رعاية الرئيس السيسي تحت عنوان ( ابدع.. انطلق).. وهو ما ستكشف الأيام إما عن إحياء رؤيتهم أو دفنها في دوامات النسيان ! مسك الكلام.. » ياريس أنت عندك أولادك - ربنا يخليهم لك كلهم في سن الشباب - وزي ما أنت بتحبهم وبتفهمهم.. شباب مصر كلهم برضه أولادك.. وهم محتاجين قربك وتفهمك وصدقك.. ويريدون أن تتبني أنت شخصيا أحلامهم الحقيقية وأن تساعدهم علي تحقيقها، وألا تسمح لكبار المحبطين »وهم كُثر» أن يحولوا بينك وبينهم، أو أن يسرقوا أحلامهم».