سعدت جدا بقراءة كتاب أستاذي الراحل الدكتور صلاح قبضايا »اعترافات صحفية».. فهي تأريخ للكاتب منذ طفولته في بورسعيد ومعاصرته لعهد الملك فاروق، وبعدها قيام ثورة 23 يوليو مرورا بأحداث مصر وحروب 56 و67 ونصر أكتوبر 73 وكان مسجلا بارعاً لأحداث نصر أكتوبر وما حدث فيه من بطولات لرجال القوات المسلحة. وقد عملت تلميذاً لدي د.صلاح قبضايا في »الأخبار» عقب تعييني مباشرة، فقد كنت محرراً بقسم التحقيقات الصحفية وتولي الكاتب الكبير الإشراف علي ما يُنشر من تحقيقات صحفية يجري إعدادها من كل أقسام الجريدة، واختارني معه مراجعاً للتحقيقات التي يقدمها الزملاء إلي أن ترك »الأخبار» ليتولي رئاسة تحرير أول جريدة معارضة وهي »الأحرار» التي كانت تتبع حزب الأحرار برئاسة مصطفي كامل مراد. ورغم تركه ل »الأخبار» فقد تابعت رحلته بين الصحافة والحصو ل علي الدكتوراه، ثم العمل في التدريس بالجامعات بجانب استمرار عمله الصحفي كرئيس لتحرير العديد من الصحف، ومنها صحيفة »المسلمون» التي كانت تصدر من لندن للشركة السعودية صاحبة جريدة »الشرق الأوسط» ومجلة »المجلة» ومجلة »سيدتي»، وعندما عدت إلي مصر تعلمت منه الكثير، فهو الصحفي المشاغب والجريء، ويتميز بالمواجهة وكانت مقالبه طريفة ومقبولة، فهو الصحفي الذي سجل اسمه بأحرف من نور ُ كل معاركه الصحفية، وقد اختار في سنواته الأخيرة العمل في الصحافة الدينية، وأعاد إصدار جريدة »المسلمون» من القاهرة، ولكن لم يُكتب لها النجاح بسبب التمويل. فالأستاذ الراحل صاحب قلم رشيق ارتبط بالصحافة ونجح فيها وظلت علاقاته متميزة مع كبار وألمع الكتَّاب الصحفيين علي المستويين المصري والعربي.. وكتابه »اعترافات صحفية» الذي أصرت حرمه الأستاذة نبيلة بدران علي إصداره، يؤرخ لفترة ما بعد ثورة يوليو وما مر بالصحافة المصرية علي مدي 60 عاما.