حريصون علي العلاقات الوطيدة مع الأشقاء في الخليج وقرارنا مستقل وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس عدة رسائل مهمة للشعب المصري، ولقادة دول الخليج العربي، وللقيادة الاثيوبية، وللإعلام المصري. أكد الرئيس للمصريين أن مصر تركع لله فقط.. وانه ليس لديه مشكلة في أي تحديات طالما المصريين علي قلب رجل واحد، ويد واحدة في مواجهة تلك التحديات.. وأشار الرئيس إلي أنه يتابع بعض التقارير عن وجود سخط في الشارع من بعض المواطنين لنقص السكر والأرز.. مطالبا المصريين بالتحمل لكي يكون لنا وطن مستقل. وأكد الرئيس السيسي في رسائله: أن مصر حريصة علي العلاقات التاريخية مع اشقائنا في الخليج لأننا مسئولون عن حماية الأمن القومي والعربي باعتباره جزءا لا يتجزأ منا. قال أن مصر لا تتدخل في شئون الآخرين، ونحن لا نتأخر علي أحد.. ونفي الرئيس الشائعات التي انتشرت بدعم مصر لقوي اثيوبية معارضة.. مؤكدا أن مصر لم ولن تقوم بعمل تآمري ضد اثيوبيا ولا تدعم المعارضة الاثيوبية. أوضح الرئيس السيسي إن ثوابت السياسة المصرية لا تتغير.. وأن مصر تنتهج سياسة تتسم بالاعتدال، والتسامح، والاستقلالية في القرار. وأن هذه السياسة نتيجة دراسة تجارب الآخرين، قائلا: »تابعت تجربة محمد علي.. ولماذا لم تكتمل؟!.. وكذلك تجربة مصر في عام 1952.. ولماذا لم تكتمل؟!.. ورأينا دروس دول أخري كانت قوية ولكنها لم تكتمل نتيجة لممارسات دمرت بلادها». موضحا أن هناك دول كانت كبيرة وقوية دمرت نفسها بسياسات خاطئة خلال ال25 سنة الأخيرة.. جاء ذلك خلال الندوة التثقيفية الثالثة والعشرين للقوات المسلحة أمس. وأضاف الرئيس: ان المتابع الجيد للسياسة المصرية خلال ال 25 عاما الماضية.. يري ذلك جيدا.. مؤكدا أن مصر دولة لها استقلالها، وسيادتها، وارادتها.. وهذه ثوابت نضعها مع فريق عمل متكامل.. حيث إن لمصر سياسة منفتحة بقرار مستقل.. واستطرد الرئيس السيسي قائلا: »نؤكد علي عدم التدخل في شئون الآخرين، نحن لا نتآمر علي أحد رغم اعتقاد بعض السياسيين بأن هذه السياسة قد لا تنجح، لكنني أري أنها لا تتعارض مع سنن الوجود» وقال: »كانت سياستنا منذ البداية تدعو إلي التعاون والانفتاح مع جميع الدول». إحترام الغير وردا علي ما تردد خلال الفترة الماضية من دعم مصر للمعارضة الاثيوبية.. أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي »منذ أن كنت وزيرا للدفاع، ونحن نحترم الغير، ونتمني له الخير، طالما يحافظ علي حقوق مصر».. وقد أكدت ذلك للجانب الاثيوبي من قبل، »وقد اتفقنا منذ أن كنت في البرلمان الاثيوبي علي اختيار طريق التعاون للحفاظ علي حق الاثيوبيين في التنمية وحقنا التاريخي في المياه»، »وقد أكدت لهم أن هناك طريقين إما التعاون أو المواجهة.. واخترنا التعاون». ونفي الرئيس السيسي ما يتردد عن دعم المعارضة الاثيوبية قائلا: »هناك شائعات انتشرت بتدعيم مصر قوي معارضة، وأكدنا لاشقائنا في اثيوبيا ان مصر لم ولن تقوم بعمل تآمري ضد اثيوبيا، ولا تدعم المعارضة الاثيوبية، بل ان مصر تدعم خيار التعاون مع الأشقاء الاثيوبيين.. موجها رسالة للاثيوبيين قائلا: ليس من أدبيات وسياسة مصر أن تقوم بدعم أفعال تآمرية في أي بلاد». وأكد الرئيس تحمله أمام الشعب المصري مسئولية حماية جميع المصالح المصرية ومنها المصالح المائية . وأضاف الرئيس السيسي قائلا أنه أثناء افتتاح مشروع غيط العنب قبل شهر.. وجهت رسالة لدول الخليج أكدت فيها: لا يستطيع أحد التدخل في العلاقة الوطيدة بيننا وبين أشقائنا في الخليج، ونحن حريصون علي ذلك لكن لنا سياسة مستقلة هي الحفاظ علي الأمن القومي العربي في اطار الرؤية المصرية. الأزمة السورية وتحدث الرئيس السيسي عن الأزمة السورية قائلا: إن موقف مصر من الأزمة ثابت وهو ايجاد حل سياسي لسوريا ووحدة الأراضي وإرادة الشعب السوري ونزع أسلحة الجماعات المتطرفة واعادة إعمار سوريا، وهذا ما صوتنا عليه في مجلس الأمن وتصورنا أن أشقاءنا في الخليج ليس لهم اعتراض علي ذلك. وأكد السيسي أن موقف مصر من الأزمة السورية ثابت وهو إيجاد حل سياسي للحفاظ علي وحدة الأرض السورية واحترام إرادة الشعب السوري ونزع سلاح الجماعات المتطرفة وإعادة اعمار سوريا..وقال صوتنا في مجلس الامن علي قرارين غير متناقضين لانهما تضمنا فقرة تنادي بوقف إطلاق النار وإعلان هدنة وإدخال مساعدات انسانية وأكد السيسي أن تصويت مصر علي القرارين الروسي والفرنسي واحد وليس متناقضا.. موضحا أن دافع مصر كان دعم قرارات التهدئة والسماح بدخول المساعدات.. وموقفنا ثابت في الأزمة السورية بضرورة ايجاد حل سياسي يضمن أراضيها واحترام ارادة الشعب السوري ونزع أسلحة الجماعات المتطرفة. وردا علي ما تردد حول ايقاف شحنات البترول السعودية، قال الرئيس هذا الاتفاق هو اتفاق تجاري موقع من ابريل الماضي، واخذنا اجراءات بديلة لحل الموقف ولا نعرف ظروف هذه الشركات. مشيرا إلي أن البعض تصور ان ايقاف شحنات البترول جاءت في اطار الرد علي موقفنا في مجلس الأمن وهذا غير صحيح واتخذنا إجراءات فورية ولا مشكلة في البترول. إرادة مستقلة وتحدث السيسي للشعب المصري قائلا: »تابعت خلال الفترة الماضية علي مواقع التواصل الاجتماعي التي تصلني تقارير منها عن وجود سخط في الشارع من بعض المواطنين من نقص السكر والأرز، مطالبا المصريين بالتحمل لكي يكون لهم وطن وإرادة مستقلة». وأشار السيسي إلي »انه منذ 3 يوليو لم يتآمر علي أحد أو يخادع أحدا»، مؤكدا انه هو نفسه الشخص الحالي، فكيف له ان يتآمر الان، قائلا: »اللي عنده ثقة في ربه يعرف كيف تسير الأمور ولا يتآمر ولا يخادع». وأوضح السيسي ان استقلال القرار يعكس الشرف والخلق قبل كل شيء، ووجه حديثه للشعب قائلا: الدولة المستقلة في قرارها تعاني كثيرا، وسيقول البعض »متفقناش علي كدة»، ورد الحضور: » معاك ياريس». علاقات راسخة وشدد السيسي علي ان الظروف الحالية التي تمر بها البلاد تتطلب تحمل كافة فئات الشعب، وارادة حرة لذلك، مشيرا إلي أن العلاقة بين مصر ودول الخليج راسخة واستراتيجية، وما يتم حاليا هو محاولة لتخريب تلك العلاقات وعزل مصر عن أشقائها. وأكد حرصه علي العلاقات التاريخية مع أشقائنا في الخليج لأننا مسئولون عن حماية الأمن القومي والعربي باعتباره جزءا لا يتجرأ منا. وأشار السيسي إلي أن هناك شائعات ومحاولات لتخريب الداخل، وانه يتابع جيدا مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: »انتبهوا من يتحدث، إنها محاولات لتخريب مصر وعزلها». وقال السيسي ردا علي مقولة الدبلوماسي مصطفي الفقي، بأن مصر لن تركع، قائلا: »مصر تركع لله فقط». واكد الرئيس انه ليس لديه مشكلة في أي تحديات، طالما المصريين علي قلب رجل واحد، ويد واحدة في مواجهة تلك التحدديات، مشيرا إلي أن »مصر أمة تتعامل بقيم شريفة في وقت عز فيه الشرف». وقال السيسي إنه عندما سأل الرئيس السوداني عمر البشير عن قرار وقف السودان باستيراد المنتجات الزراعية المصرية، فقال: »إنه كان هناك تقرير تليفزيوني مرعب بثته إحدي القنوات في مصر، حول استخدام المياه غير الصالحة في الزراعة، مما أثر علي القرار السوداني، بوقف استيراد الخضراوات»، وأضاف الرئيس السيسي أن المعالجة الإعلامية الخاطئة لبعض القضايا تتسبب في أزمات وهو ما تكرر أيضا في أزمة الطالب الإيطالي ريجيني وحادث الطائرة الروسية. رسالة إلي الإعلام ووجه الرئيس رسالة إلي الإعلام المصري.. مطالبا بضرورة نقل المعلومات الصحيحة وتبني القضايا الوطنية.. مؤكدا أنه يحترم الدستور والقانون.. قائلا: رفضت إعادة منصب وزير الاعلام احتراما للدستور والتجربة الجديدة وأتمني علي الإعلام ان لا يرد بالاساءة علي من يسيء لمصر. وقال السيسي يسألوني: »لماذا تطول بالك»، فرد: ان المصريين كلهم أهلي وناسي، ولا اتمني أي مواطن مصري يقول لفظ مسيء ضد أي شخص حتي لو حمل الاخر الاساءة.