خبراء الإعلام يرسمون استراتيجية التصدي لمنصات إطلاق الأكاذيب ليلي عبد المجيد: الحقائق ينبغي أن تدعم الردود محمود علم الدين : بعضها يستحق التجاهل ماجي الحلواني: سرعة التوضيح مطلوبة عبد الحليم قنديل : فوضي مواقع التواصل عالمية لم يجدوا أمامهم سوي سلاح الشائعات بعد ان احبطت الانجازات مخططاتهم لاستهداف البلاد. وهكذا تضافر المغرضون في الداخل والخارج وبدأوا في اطلاق الأكاذيب في محاولة جديدة لكسر إرادة المصريين ورغم ان الضغوط الاقتصادية أمر واقع باعتراف الحكومة نفسها فإنها كانت نقطة الانطلاق حيث حاول المشككون الترويج لانها دليل علي الفشل وتجاهلوا اشادات جهات دولية عديدة لما يتم علي ارض الواقع من اصلاحات اقتصادية لانها تساهم في حل مشكلات مزمنة. ولأن الشائعات هي »القشة» التي يتعلق بها الغرقي من المتربصين بمصر فقد استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات الخارجية لإطلاقها بكثافة ولم تتوقف مزاعمهم عند حد او مجال بعينه معتمدين علي شعار »الاشاعة اللي ما تصيبش تدوش» ! في هذا الملف يطرح الخبراء وجهات نظرهم بشفافية، لا يعتمدون علي الكلمات المنمقة بل يعترفون بوجود مشكلات لكنهم يؤكدون انها »ليست مخيفة» وهو امر طبيعي لان المشكلات امر طبيعي في دولة تنتقل بين واقعين . احدها كان مظلما والثاني يفتح الابواب امام مستقبل أكبر. الغالبية أجمعوا علي ان الشائعات تأتي في اطار مؤامرة منظمة تقودها دول كبري و»صغري» بعد ان فشلت مخططات تقسيم مصر. لكن الجميع اتفقوا علي ان التكاتف هو الذي سيكتب كلمة النهاية في سيناريو المؤامرة الكبري »اذا أردت ان تدمر شعبا فاعطني إعلاما بلا ضمير».. هكذا يفكر بعض المغرضين في الاعلام الموازي عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث يتم الترويج لحروب شائعات لتزييف وعي المصريين وأصبحت المواقع الإلكترونية منصات لإطلاق الشائعات دون رقيب. »الأخبار» قامت بسؤال خبراء الإعلام والمتخصصين. في البداية تؤكد د.ليلي عبد المجيد عميد كلية الإعلام الأسبق أن مقاومة الشائعات تحتاج الي شفافية في نشر المعلومات والحقائق بشرط أن يتم ذلك بسرعة وأضافت أن الرد أحيانا لا يعتمد علي حقائق وهذا لايصح لأن الرد يجب أن يكون مدعوما بالمعلومات الصحيحة وطالبت بمحاسبة المسئولين بالقانون لأن الشائعات تصنع الأزمات ونحن في وقت عصيب وتتعجب ممن يقومون بمشاركة أي مزاعم علي انها حقائق بمواقع السوشيال ميديا وتشير إلي أن هناك بعض المبادرات الإيجابية التي يجب زيادتها لنشر الوعي والبعد عن الشائعات وهذا مايستحقه منا هذا الوطن. توضح الدكتورة هويدا مصطفي، عميد المعهد الدولي للإعلام بأكاديمية الشروق أن هناك بعض الدول المعادية لمصر مثل قطر وتركيا تدعم جماعة الاخوان وتتحكم في الكثير من وسائل الاعلام والقنوات معتمدة علي إمكاناتها المادية وتنفق الكثير من الأموال علي التوجهات المعادية لمصر، ويجب ألا نعطيها الفرصة. وتشير إلي أن هناك جهات معادية نشطة تستغل وسائل الاعلام بالمجتمعات الغربية، تقوم باستغلال الثغرات المتواجدة بالإعلام المصري وبطئه في توضيح الأحداث، بالإضافة إلي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لمزاعمهم وطالبت المواطنين بتحري الدقة قبل تداول أو نشر أي كتابات او صور، وأن يعود ماسبيرو كما كان من قبل ذا مكانة رائدة ومؤثرة ويستعين بالخبرات والكفاءات ومن خلال ادارة رشيدة، بالإضافة إلي استغلال وسائل التواصل الاجتماعي بشكل جيد لتدعيم وجهة النظر المصرية ومسايرة الاعلام العالمي. حرب نفسية وشدد د. محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، علي أهمية التصدي لحرب الشائعات، من خلال تحليل الشائعة والتحري عن مصداقيتها وتحليل مصادرها، وأشار إلي أن طرق الرد تتنوع بحسب نوعها فهناك شائعات ينبغي تجاهلها لعدم إكسابها مصداقية، والبعض الآخر يتم الرد عليه بشكل مباشر وآخر غير مباشر. ويري أنه يجب دعم تجربة مركز المعلومات بمجلس الوزراء، الذي يتابع الشائعات المنشورة علي وسائل التواصل الإجتماعي ويرد عليها بعد الرجوع للجهات المعنية بها، ويضيف ان إطلاق الشائعات يرتبط بالأحداث الهامة مع ندرة المعلومات المتاحة للجمهور المتشوق لمعرفة تفاصيلها. واستشهد بادعاءات عدد من وكالات الأنباء العالمية في وقت سابق استشهاد أكثر من 100 جندي بسيناء، في حين أنه لم يستشهد سوي 20 فقط وفقًا للبيان الذي أذاعه المتحدث الرسمي للقوات المسلحة وقتها. وأوضح أن هدف مروجي بعض الشائعات يكون مجرد الحصول علي نفي لها لهذا فإن تجاهلها يؤدي لعدم تكرارها مرة أخري، لافتا إلي أن الشائعات جزء من حرب نفسية التي تتعرض لها الدول في أوقات الأزمات كالحرب ومواجهة الجماعات المتطرفة والعصابات الإرهابية مثلما يحدث في مصر الآن، ويشدد علي أن المصارحة وكشف المعلومات الخاصة بالأحداث المهمة ضروري في ضوء طبيعة الحدث. وسائل تقنية وتري د. ماجي الحلواني عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق انه يجب علي المصادر الرسمية الإسراع في تكذيب مثل هذه الأخبار في بيانات واضحة، وأن تمتلك وسائل تقنية للتعامل مع السوشيال ميديا لوأد مثل هذه الأخبار منذ بدايتها وأكدت ضرورة أن يقوم الإعلام وقنوات الإذاعة والتلفزيون بتقديم التصحيح الدائم لمثل هذه الأخبار وعدم الانتظار حتي تتفاقم الازمة. ويشير الكاتب الصحفي الدكتور عبد الحليم قنديل إلي أن الأمر لا يتعلق بالإعلام فقط بل يرتبط بالقيم والأخلاق العامة السائدة في المجتمع والفوضوية في مواقع التواصل الاجتماعي ويري أن الحل يتمثل في احترافية الإعلام بكافة وسائله كالجرائد والتليفزيون الرسمي والقنوات التليفزيونية الخاصة موضحا انه لابد أن يمتاز الإعلام بالشفافية والانفتاح وعدم التقييد حتي يكتسب ثقة المواطن وقال: لا نحتاج أن نعيد اختراع العجلة بل علينا احترام عقل المواطن وحاجته للصدق والشعور بالاطمئنان وعدم الشك في الوسائل الإعلامية وهذا يحدث فعليا وأكد أن ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي عالمية يعاني منها الجميع لكن الفيصل يبقي في حرية الفكر، مشيرا الي أنه كلما تآكلت الحرية في إحدي الدول زادت خطورة مواقع التواصل الاجتماعي.