تنتشر ظاهرة الأمثال الساخرة عن أهالى محافظات مصر، والتى يطغى عليها صفة التعميم، بمعنى أن أى شخص ينتمى لمحافظة يطلق عليها "مثل" معين فلا بد وأن يكون هذا الشخص له نصيب من وصف هذا المثل, بغض النظر عن شخصيته أو طباعه وسلوكه الذى ربما يكون مختلفا فى كثير من الأحيان عن الحكم المسبق الذى يلتصق بالشخص ما دام من أهل محافظة معينة. يعتقد البعض أن إطلاق هذه الأمثلة شيء لم يأت من فراغ ولا بد أن يكون بها شيء من الصحة ولكن أمر الأمثلة لا يجب أن يكون المعيار الأساسى لمعاملة سكان الأقاليم المختلفة لأن صفة التعميم لا تأتى بنتائج صحيحة دائما خاصة أن لكل إنسان طابعه الخاص الذى لا بد أن يفرقه عن غيره. الشرقية ودمياط على الرغم مثلا من الكرم المعروف عن أهالى الشرقية إلا أن هذا الكرم لم يسلم من سخرية الأمثال, فصار المثل الشهير "الشرقاوى اللى عزم التروماى" وعلى عكس تلك الصفة الحميدة التى أطلقت على محافظة الشرقية دون أسباب واضحة, التصقت بمحافظة دمياط صفة البخل والشح ويطلق الساخرين عليها "الدمايطة.. تتعشى ولا تنام خفيف, تشرب شاي ولا مانتش كييف؟" المنوفية وأيضا لم تأمن محافظة المنوفية, مسقط رأس الرئيس الأسبق حسنى مبارك والرئيس أنور السادات أيضا, مكر الأمثال الساخرة حيث يطلق على أهلها المثل ذو النغمة الرنانة " المنوفي لا يلوفي ولو أكلته لحم الكتوفي" ويقول البعض عن هذا المثل أن كلمة "لا يلوفى" تعنى الائتلاف لأن المنايفة لا يأتلفوا مع الغير بسهولة. هناك مثل آخر يقول "شريطين على كمي ولا فدانين عند أمي" وهو يطلق على أهالى المنوفية على وجه الخصوص لتفضيلهم الرتب "الميرى" على امتلاك الأراضى الزراعية أو بشكل عام تفضيل المناصب على الأملاك حيث تجد معظم متطوعى الجيش من المنايفة. يفتخر أهالى المنوفية بأنها مسقط رأس اثنين من رؤساء مصر ساخرين من الأمر بالقول " اقل واحد عندنا بيفهم بقى رئيس جمهورية ..أمال بقى اللي بيفهم هيبقى إيه؟!". الإسكندرية أما بالنسبة لسكان الإسكندرية, عروس البحر الأبيض المتوسط, فيطلق عليهم "ميه مالحة ووشوش كالحة" ويرد الإسكندرانيون على القاهريين بمثل "ميه نيلى ووشوش خنازيرى" وهو ربما يكون ناتج إما عن عنصرية أو ضيق أهالى الإسكندرية من توافد المصطافين القاهريين بأعداد كبيرة على الإسكندرية كل عام. طنطا على الرغم من جود وأخلاق أهالى طنطا, إلا أنهم ارتبطوا بالمثل الشعبى "بلدى طنطا وأنا أحب أعيش أونطة" ويرجع البعض هذا المثل للاعتقاد بأن الطنطاويين يفضلون الاستسهال فى أمورهم بالعيش على حساب الغير. القاهرةوالجيزة يصف البعض أن مواليد محافظتى القاهرة و الجيزة بأنهم "اللى ساكن فيهم مالوش أصل " وذلك لانتماء معظم المحافظات إما لوجه قبلى أو بحرى. الغربية والبحيرة بينما طغت على أمثال محافظتى الغربية والبحيرة وصفهم بالنصب والفهلوة حيث يقال على أهالى الغربية والمحلة "صاحب حاوي ولا تصاحب محلاوي" بينما يقال على مدينة دمنهور فى البحيرة "ميت نوري ولا دمنهوري" والنورى هو اللص والبعض يسخر من طريقة نطق أهلها ويعيبون لكنتهم المائلة بين الساحلية والريفية ويسمونها "دمنهوء". سيناء والعريش يقال على التعامل مع السيناويين وسكان البحر الأحمر والعريش "قيراط عداوة ولا فدان جار البداوة" وهو مثل ينتقد الخلفيات التاريخية للبدو وما أثار حولهم من أنهم عملاء وخائنين لسكنهم مناطق واقعة مع حدود فلسطين وإسرائيل. بني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج نال سكان الوجه القبلى النصيب الأكبر من الأمثلة الساخرة والشهيرة ومن ذلك محافظات بني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج الذين عرفوا بمثل "الصعايدة وصلوا". قنا وأسوان. ونظرا لشهرة محافظة قنا بصناعة الأوانى الفخارية لشرب المياه "القلة", نال سكان هذه المحافظة لقب ساخر :" القلل" ويطلق على الأسوانيين "بكار" ارتباطا بالمسلسل الرمضانى الشهير للأطفال "بكار", الطفل الأسوانى الصغير ذو البشرة السمراء الداكنة. الفيوم على الرغم من جمال المناظر الطبيعية ووجود شلالات وادى الريان بمحافظة الفيوم التى تعتبر بالتبعية بيئة مناسبة لتربية "البط", إلا أن سكان المحافظة يطلق عليهم "البطة" أو " البطة الفيومى". المنصورةوالدقهلية لم تشفع مقاومة محافظة الدقهليةوالمنصورة للاحتلال الفرنسى فى القرن الماضى, بل اتخذها الناس وصمة عار عليهم ووصفوهم ب "المخلطين" و"أولاد لويس" انتسابا للملك الفرنسى لويس التاسع قائد الحملة الفرنسية فى مصر. مطروح نظرا لشهرة محافظة مطروح بصناعة اللب الأبيض المملح, فكان من الطبيعى أن ينال "المطارحة" نفس اللقب الذى أطلق على نبات اللب. كفر الشيخ أما بالنسبة لمحافظة كفر الشيخ الشهيرة بشاطىء مدينة بلطيم والتى يسخر مستخدمى مواقع التواصل الإجتماعى من إعتبارها مدينة ساحلية لرخص أسعار التصييف بها ولجوء المصطافين البسطاء إليها عند هجوم موجة الحر ولذلك أطلق على مصطافيها اسم "مايوهات بلطيم". بورسعيد يطلق على أهالى بورسعيد اسم "أبو العربى" ..تلك الشخصية الشهيرة فى تاريخ بورسعيد التى تعود إلى زمن الاحتلال الإنجليزي لمصر. ففى البداية كانت بورسعيد مقسمة إلى حيين (الحى الأفرنجى) وكان يسكنه الأوربيون فقط ولا يدخله أى مصرى أو عربى إلا للعمل والخدمة لدى الغرب، والثاني (حى العرب) وسمى العرب لكثرة العائلات العربية القادمة من سوريا وفلسطين والشام بصفة عامة والتي كانت تسكنه جنبا إلى جنب مع عائلات الصعيد التي ساهمت في حفر قناة السويس. وكانت عمليات المقاومة الشعبية تنطلق من حى العرب باتجاه الحى الأفرنجى الذي يسكنه الأجانب...ومن هنا جاءت كلمة أبو العربى مرتبطة بحس المقاومة نسبة لأهالى الحى العربي ضد قوات الاحتلال ونظرًا لارتباط شخصية أبو العربي بالأعمال الخارقة لعادة أو كما يقال (الفشر) يدافع البورسعيدية عن أنفسهم ويوضحون أن مقاومة أجدادهم للمحتل كانت بالفعل خارقة للعادة وبطولية إلى حد بعيد.