شهران فقط تفصلنا عن افتتاح المرحلة الأولي لمحطة كهرباء بني سويف.. الجميع يعيش أجواء حماسية وشعوراً بالفخر.. الفرحة تعلو وجوه العاملين خاصة بعدما بدأت شركة »سيمنز» العالمية في التشغيل التجريبي للمحطة العملاقة التي ستوفر مع إبريل 2018 8 آلاف و400 ميجاوات.. تشغيل المرحلة الأولي يبدأ رسمياً مع نهاية ديسمبر القادم بطاقة تصل إلي 2400 ميجاوات.. ثم يضاف 400 ميجاوات العام القادم.. وألفان ميجاوات في الربع الأول من عام 2018. »الأخبار» زارت الموقع.. وشاركت في بدء التشغيل التجريبي.. والتقت مع المهندسين والعمال. علي بُعد 30 كيلو مترا من مدخل مدينة بني سويف.. وبالقرب من الطريق الصحراوي الشرقي تقع قرية غياضة الشرقية.. القرية تابعة لمركز ببا.. ويسكنها أكثر من 15 ألف نسمة يعملون بالزراعة ونسبة كبيرة منهم من خريجي المدارس والجامعات وجدوا في المشروع العملاق فرصة عمل انقذتهم من البطالة. في البداية يقول المهندس هاني فايد مدير الموقع إن محطة كهرباء غياضة من أكبر المحطات في العالم ويتم تنفيذها علي مساحة 85 فدانا بتكلفة 2 مليار يورو لتنتج 4800 ميجا وات في ابريل بعد القادم.. يدخل منها 2400 ميجا وات نهاية ديسمبر القادم، وأضاف ان المحطة تتكون من 8 توربينات غازية و 4 بخارية قدرة التوربين الواحد 400 ميجا وات وتعمل بنظام الدورة المركبة أي ان كل توربينين غاز يخدمان توربين بخاري وتعمل الغلاية علي انتاج العوادم الغازية وادخالها للتوربينة البخارية في درجة حرارة تتراوح ما بين400 و600 درجة سلزيوس ثم يعبر الغاز علي خطوط مياه داخل ملفات يتم تحويلها الي بخار محمص يدخل التوربينة البخارية وهي مكونة من 3 مراحل Lp,IP,HP للحصول علي طاقة قدرتها 400 ميجا وات للتوربينة البخارية وبالتالي تنتج المحطة بأكملها 4800 ميجا وات.. وأضاف »فايد» انه طبقا للجدول الزمني بدأنا بالفعل مرحلة الاختبارات وتم عقد اجتماع تنسيقي مع الشركة القابضة للكهرباء والاتفاق خلاله علي توصيل 500 كيلو فولت للمحطة كتغذية راجعة للبدء في اختبارات التشغيل وتشغيل المحولات، مشيرا الي انه تم تركيب جميع المحولات الرئيسية والبالغ عددها 12 محولا من بينها 6 محولات رئيسية و6 مساعدة بنسبة 100% بالاضافة إلي الانتهاء من تركيب 6 وحدات كل وحدة تنتج 400 ميجا وات والوحدة عبارة عن المولد والتوربينه والمدخنة والفلاتر ونظام التبريد الخاص بها.. كما تم الانتهاء من أعمال مياه التبريد المعالجة وكذلك أعمال مكافحة الحريق للمحطة بأكملها بنسبة 75% فضلا عن البدء في التركيبات الميكانيكية للمرحلة الثانية للمشروع لتتراوح بذلك نسبة الانجاز للمرحلة الاولي ما بين 85 - 90% وتصل نسبة الانجاز للمشروع بأكمله إلي 55% وهو ما يعد انجازا بمعني الكلمة. ويشير المهندس وليد عبدالباسط مدير المشروع إلي ان هذه المحطة الأولي من نوعها في الشرق الأوسط وتنفذها شركة سيمنز الالمانية بالاشتراك مع شركة السويدي الكتريك بنظام (H - class) وهي احدث تكنولوجيا في انتاج التوربينات والتي تتميز بقلة الوقود المستعمل والانبعاثات الضارة بالبيئة لتنتج 4800 ميجا وات يتم توصيلها علي الشبكة القومية مما سيساعد علي توفير متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والزراعية في صعيد مصر.. اضافة إلي ذلك فإن المشروع قد حقق 12 مليون ساعة عمل بدون اصابات وهو ما يعد حدثا عظيما في مثل هذه المشروعات الضخمة.. وأضاف عبدالباسط أنه مع انتهاء مراحل المحطة الثلاث وتشغيلها بالكامل نستطيع الاكتفاء ذاتيا من انتاج الكهرباء والتصدير أيضا. تجولنا داخل المحطة والتقينا بالعمال.. يقول عبدالمجيد علي »عامل» واجهنا في البداية الكثير من الصعاب من قلة توافر المياه وارتفاع درجة الحرارة نهاراً والشعور بالبرودة ليلاً إضافة إلي اجواء صيام شهر رمضان الماضي ولكن ذلك لم يوقفنا يوماً ولم نشعر لحظة بالتعب وسننسي كل ذلك بمجرد افتتاح المحطة.. وأعرب محمد حسين »عامل- من محافظة البحيرة» عن سعادته بقرب افتتاح المحطة، مشيراً إلي أنه لم يفكر يوما في الحصول علي اجازة حتي عطلة عيد الاضحي قائلاً: المحطة هي عيدنا. وأضاف: لا وقت لدينا للإجازات نحن نسابق الزمن.. وبالفعل لم يعد أمامنا سوي خطوات وتنتهي جميع الأعمال قبل انطلاق المرحلة الاولي وسيعود كل منا بعد الافتتاح محملاً بذكريات لا تنسي. لا للبطالة ويقول اسلام دياب »عامل من قرية غياضة» نحن سعداء بهذا المشروع العظيم ونفخر أننا نعمل به فلقد أحدث رواجا منقطع النظير في قريتنا في كل المجالات ووفر فرص عمل كثيرة للشباب وتساءل »انا مش عارف الشباب اللي بتقول مفيش شغل، قاعدين ليه في البيوت؟ تعالوا اشتغلوا في المحطة في فرص عمل كتير. وأضاف محمد جابر »عامل» جئنا من مختلف المحافظات واجتمعنا علي هدف واحد انجاز المحطة في الميعاد المحدد. فكنا نعمل بأقصي جهدنا ونواصل الليل بالنهار حتي وصلنا إلي نهاية المرحلة الأولي. ويلتقط ناصر سيد أحد أبناء بني سويف خيط الكلام: أعمل 8 ساعات بحد أقصي في اليوم، والعمل هنا مقسم علي 3 ورديات، وشاركت في اعمال الحفر والتي وجدنا فيها صعوبة كبيرة بسبب طبيعة الأرض.. ونجحنا في البداية في رفع مليون و850 مترا مكعبا من الرمال خلال 6 شهور فضلا عن الحفر في الصخور علي عمق يصل إلي 40 مترا لكي تصل مياه النيل للمحطة ولكن كل ذلك يهون في سبيل اتمام هذا الانجاز العظيم. علي الجانب الاخر سادت سعادة بالغة لدي أبناء بني سويف ويقول علي بدر عضو مجلس النواب إن بني سويف تشهد خطوات غير مسبوقة نحو التنمية والخروج من الاهمال الذي عانت منه طوال العقود الماضية وتحقق وعود الرئيس عبدالفتاح السيسي بسرعة تنمية صعيد مصر واخراجه من نفق الاهمال المظلم وهو ما بدأ بالفعل علي ارض الواقع من خلال مشروعات تنموية ضخمة وعلي رأسها تلك المحطة. ويضيف النائب حسام العمدة ان المحطة ستساعد في توفير متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والزراعية في صعيد مصر ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط بل انها وفرت فرص عمل جديدة فضلا عن انها ستساعد في تشغيل العديد من المصانع المتوقفة من خلال توفير الطاقة لها وهو ما سيعود بالنفع علي المحافظة ومواطنيها من جراء تنمية المناطق الصناعية الموجودة بها. بكرة أحلي وتقول هناء عبدالعزيز السكرتير العام المساعد للمحافظة إن سعادة أهالي بني سويف لا توصف هذه الأيام بعدما وجدوا الرئيس يضعهم علي خريطة التنمية بهذه الانجازات العظيمة التي تجعلهم يطمئنون علي مستقبل بلادهم ويبعث في قلوبهم الطمأنينة بأن مستقبل أبنائهم في أيدي أمينة.. وأضافت أن تلك المشروعات العملاقة ترد علي كل من يحاول التشكيك بإهمال الصعيد وتؤكد لهم أن الصعيد سيشهد المزيد والمزيد فالمحطة طفرة حقيقية سوف نجني ثمارها في المستقبل القريب لأنها ستفتح طاقة أمل جديدة لمزيد من المشروعات التي توفر العديد من فرص العمل.. وأضاف المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف ان محطة »غياضة» تساهم في تلبية 20% من إجمالي استهلاك الكهرباء علي مستوي الجمهورية، ويعمل بها 6 آلاف شخص ما بين مهندسين، فنيين، وعاملين بشكل مستمر دون توقف أو تباطؤ، رغبة منهم في الإنتهاء من المحطة بشكل نهائي، واصفا ما يحدث بالإنجاز خلال فترة وجيزة.. مشيرا إلي أن المحطة انجاز كبير والمحافظة سخرت جميع إمكاناتها حتي يخرج هذا المشروع القومي العملاق إلي النور.