تنتظر الشاعرة هدي عمران صدور ديوانها الأول "ساذج وسنتمنتالي" الذي يصدر عن دار روافد وتقول عن هذا العمل: هو مجموعة قصائد، وعلي الرغم من أني بدأت محاولاتي الأولي في سن صغيرة، كنت أكتب قصصا قصيرة لم أنشرها أبدا، إلا أن الشعر اختمر أولا، وفي رأيي أن الشعر فضلا عن كونه المتعة الصافية الحُرّة للكتابة فإنه يحتاج إلي فهم شعوري عميق للحياة لا ينبع من العقل بل من القلب، ويظل الشعر وسيلتي الدائمة لاستكشاف ذاتي، وعن نفسي انطلق الشعر في وقت صعب في حياتي الخاصة، فكان وسيلة للمقاومة أحيانًا، وللحربِ أحيانًا أخري. أو كان السِكين الذي أعطته لي التجربة لأتمرن علي القتل فاستخدمته لحفر أنفاق وممرات للخروج. فازت هدي مؤخرا بمنحة "آفاق" لكتابة الرواية، وتقول: بصراحة لم أفكر يومًا أني سأكتب رواية، كنت دائما أكتب القصة القصيرة وأطلع عليها أصدقائي فقط، حتي إنني من حبي للقصة كتبت بحثًا سوسيولوجيًا مطولًا عنها وسأعمل علي تطويره لاحقًا، ولكن الرواية كانت شيئا مجهولا بالنسبة لي، رغم أن معظم قراءاتي في الرواية وليس الشِعر ويمكن دخلت التجربة بدافع التجريب والتعلم، والمنحة تشترط إقامة ثلاث ورش في لبنان مع الروائي الكبير جبور الدويهي، كانت فكرة الورشة في حد ذاتها صادمة، أن تعرض نصوصك الأولية علي الآخرين وتتعرض للنقد اللاذع والملاحظات المربِكة، وكانت هذه الملاحظات مهمة جدا بالنسبة لي لأنها طرحت علي تساؤلات حول مشروع الكتابة، ككل والهدف منها والذي أريد تحقيقه فيها، وبناءً علي هذه الأسئلة غيرت الفكرة الأولية كلها. لأني شعرت أن الأولي للكاتب أن يكتب عن عالمه الخاص وليس عوالم يشاهدها فقط، وكتابة الرواية تختلف عن كتابة الشِعر بأنها تحتاج إلي دأب وصبر أكبر، كما أنها تحتاج إلي تحليل عميق لشخوصها الذين نستمدهم من حولنا، وقدرة علي إخراجهم علي الورق، ومجهود لصياغة مقنعة لا تفتقد إلي الحس، أظن أنها تجربة ستعلمني كثيرا عن الكتابة وعن الحياة أيضًا، فالكتابة داخل الرواية تتطور طوال الوقت وتخلق عوالمها، المهم أن تجد أول الطريق الصحيح، وأتمني أن أجده.