تصاعدت حدة المعارك في سوريا أمس بعد اخفاق مجلس الامن الدولي في الاتفاق علي اصدار قرار بوقف القتال وانهاء العمليات العسكرية في حلب والسماح بوصول امدادات الاغاثة الانسانية للسكان المدنيين في المناطق المحاصرة داخل وحارج مدينة حلب. كانت روسيا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن الدولي يطالب بنهاية فورية للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق مدينة حلب ويدعو إلي هدنة ووصول المساعدات الإنسانية إلي مختلف المناطق في سوريا. وفي الوقت ذاته أخفق مشروع قرار روسي منافس -كان يدعو ايضا لهدنة ويستهدف إحياء اتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار في سوريا- في الحصول علي موافقة تسعة أصوات وهو الحد الأدني اللازم لإقراره. وتبادلت روسيا والغرب الاتهامات عقب فشل المجلس في استصدار قرار وقالت وزارة الخارجية الروسية ان مشروع القرار الفرنسي في الأممالمتحدة كان سيساعد الإسلاميين المتشددين في منطقة حلب بحمايتهم من القصف الجوي ووسط مخاوف من التصعيد قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا قادرة علي حماية أصولها في سوريا في حال قررت واشنطن قصف القواعد الجوية السورية بكثافة وتدميرها. وأضاف أنه سمع أن هذا من ضمن الخيارات التي يدعو إليها بعض صناع السياسة في واشنطن. وقال لافروف لقناة (فيرست) التلفزيونية الروسية »هذه لعبة خطيرة للغاية باعتبار أن روسيا -الموجودة في سوريا بدعوة من الحكومة الشرعية لهذا البلد ولها قاعدتان هناك- لديها أنظمة دفاع جوي هناك لحماية أصولها.» وقال لافروف في المقابلة إنه مقتنع أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لن يوافق علي مثل هذا السيناريو. وقال أسعد الزعبي عضو الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية ان الهيئة »لن تقبل بهدنة جديدة إلا بوجود مراقبين أوروبيين وعرب.» واعتبر فيتالي تشوركين سفير روسيا الذي ترأس جلسة مجلس الامن ان التصويت علي القرارين من »أغرب» ما حدث في مجلس الامن كون جميع اعضائه كانوا علي دراية مسبقة بانهما لن يمرا وقال »مضيعة الوقت هذه غير مقبولة» في المقابل وصف مندوب بريطانيا لدي مجلس الامن ما حصل بانه »يوم سيئ لروسيا ولكنه اسوأ لسكان حلب» وعلي صعيد اخر قال الجيش التركي إن 31 من متشددي تنظيم داعش قتلوا في اشتباكات وضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في شمال سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية فيما يعد تصعيدا للعنف في المنطقة.