لا أعرف كيف سمح من ألقي خطبة الجمعة في مسجد النور بالعباسية لنفسه أن يفعل ما فعله في المصريين جميعاً! هذا الشيخ أهاننا جميعاً: المسلمون والأقباط والرجال والنساء والأطفال والشيوخ، تطاول علينا وسبّ بناتنا، ولم يكفه ما جري لابنة المصريين المسحولة من إهانة لحقت بنا جميعاً، بل راح يطعن في شرفها بقلب بارد لم يرتجف لحظة أمام ما جري لفتاة كل ما فعلته أنها مارست حقها في التظاهر السلمي. قال الشيخ إنها مندسة علي المتظاهرين، فكيف تخرج من بيتها مرتدية عباءة دون أن ترتدي شيئاً تحتها إلا ملابسها الداخلية.. إذن فالبنت هي المجرمة، بل- هكذا أضاف الشيخ- أنها من بيت بلا رجل! لا أظن أن هناك إسفافاً وبلادة وقلة نخوة أكثر من هذا، والشيخ يهتم بما تحت العباءة، بينما البنت حرة ترتدي ما تشاء من ملابس مادامت محتشمة.. أما ما تحت العباءة فليس متصوراً أن يخرج الواحد من بيته مرتدياً دروعاً من تحت ومن فوق لأن جنودنا البواسل قد يقابلونه مصادفة! كان الأفضل للشيخ أن يصمت تماماً، إذا كان هدفه إرضاء المجلس العسكري، أو إرضاء مشايخ السلفية المتلمظين علي صناديق الانتخابات.. أما أن يطعن في شرف وعِرض بناتنا، فإن الله وحده سيحاسبه عليه. أما حق هذه البنت وسائر بنات مصر ممن تعرضن للسحل والضرب والتعذيب في مذبحة مجلس الوزراء فحقهن في رقبة كل المصريين، والعار الذي لحق بهن لحق بنا جميعاً قبلهن. هل يريد الشيخ أن يقوم بالكشف علي كل بنات مصر قبل أن يشاركن في المظاهرات، وإذا وجد أنهن يرتدين ملابس داخلية، يسمح لهن بالمشاركة مثلاً؟ ولماذا لم يهاجم بقية بنات مصر ممن شاركن في المظاهرات، هل كشف عليهن فضيلته ووجد أنهن يرتدين ملابس داخلية؟! الحقيقة أن فضيلته ارتكب جرماً لا يرتكبه بلطجي للأسف! شأنه شأن شيخ آخر يتولي منصباً رسمياً في أحد الأحزاب السلفية، الذي خرج علينا يعلن بكل فخر أن البنت المسحولة ليست سلفية! يعلن بكل زهو اكتشافه العبقري أن البنت ليست سلفية! هل القضية هي أن البنت سلفية أو بهائية أو قبطية أم القضية أنه هتك عرض البنت وإهانتها وتعذيبها وسحلها وتعريتها؟! نحن المصريين انتهك عرضنا جميعاً، ونحن- الرجال قبل النساء- الذين تم تعريتنا.. أما ما قاله الشيخان فهو عار عليهم وعار علي من اعتدي علي بناتنا!