»وقوع البلا ولا انتظاره».. مثل شعبي يشخص الحالة التي تعيشها الاسواق حاليا انتظارا لشيئين تؤكد كل المؤشرات انهما سيقعان لا محالة.. الاول: التعويم الجزئي للجنيه المصري أمام الدولار الامريكي، والثاني تحريك أسعار الوقود. التأخير في تطبيق هذين القرارين تسببا في استغلال التجار للأمر وقاموا برفع مسبق للأسعار، واصبحت اسعار بعض السلع تحدد يوميا، اكرر يوميا، حسب سعر الدولار في نفس اليوم، ورغم ان التاجر ربما استورد البضاعة قبل عدة شهور، ولكنه الجشع، وغياب كل ضوابط السوق. كل شيء ارتفعت أسعاره ليس بنسب مئوية منطقية، ولكنك مثلا يمكن ان تشتري قطعة كهربائية منزلية هذه الايام ربما بضعف السعر الذي اشتريته بها منذ عدة شهور.. عوامل كثيرة تسببت في ذلك بداية من الدولار، وضريبة القيمة المضافة، وانتهاء بالرفع الذي لم يحدث بعد لاسعار الوقود.. ولكن الاسواق تقف علي اطراف اصابعها، تنتظر وقوعه. الرئيس تحدث في غيط العنب عن هذا الأمر وهو يسعي وفريقه الي تخفيض الاسعار وكبح جماحها عن طريق زيادة العرض الذي يؤدي حتما الي انخفاض الاسعار.. ولكن لا يجب ان يغيب عن الاذهان خطورة الدور الذي يلعبه الدولار في أسعار كل شيء حتي سعر »ربطة الجرجير».. لذلك يبقي التحدي قائما بإدارة ملف الدولار الذي لا نعاني في تقديري من ندرته، ولكن بإدارته بعد ان تم حبسه عمدا لاسباب لانعرفها جميعا، واصبح سلعة وليس عملة يتم تداولها. ما اريد ان اقوله: لم يعد هناك سر. القراران الدولار والبنزين سيقعان لا محالة.. والتأخير يصب في مصلحة التجار!