نعم وصل الزمالك لنهائي دوري أبطال أفريقيا، ولكن بشكل مخزٍ.. نعم بلغ نقطة لم يبلغها منذ 14 عاماً ولكن بعدما كاد يُصيب جمهوره بالسكتة الكروية والجلطات الدماغية، حيث كان الأبيض علي بُعد هدف واحد من خروج مُشين لولا براعة وثبات النيجيري ستانلي الذي صنع هدفاً وسجل آخر وسط جماهير الوداد المغربي وفي قلب جحيم ملعب مولاي عبد الله. الزمالك كشف عورات المنتخب ما حدث في المغرب لم يكشف العورات الفنية للزمالك فقط، بل يمكن القول إنه كشف كل العيوب الفنية للكرة المصرية وبالتالي للمنتخب الوطني، الذي يقف علي بُعد أيام قليلة من انطلاق ماراثون التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا، وكذلك كأس الأمم الأفريقية بالجابون في يناير المقبل. يأتي علي رأس هؤلاء اللاعبين حارس المرمي أحمد الشناوي الذي يُطلق عليه البعض حارس مصر الأول، بينما هو لا علاقة له بالكرات العرضية والمواجهات الصعبة وهو ما ثبت يقيناً من مواجهة الوداد الأخيرة ومواجهة النجم الساحلي ذات الخماسية العام الماضي بالكونفيدرالية، وكذلك مواجهة جنوب أفريقيا التي جرت منذ أيام بجوهانسبرج وخسرها الفراعنة بهدف نظيف إثر عرضية كان من المفترض أن يخرج الشناوي للتعامل معها. ولكنه يعتبر أن مثل هذه الكرات ليست من اختصاصه!! مباراة الوداد أثبتت أيضاً كم السذاجة الكروية والبطء الحركي في قلب دفاع الزمالك، والحديث هنا عن علي جبر وأحمد دويدار، وكلاهما دوليان، ونفس الصفات تنطبق علي قلبي دفاع الأهلي رامي ربيعة وأحمد حجازي، ومن المؤكد أن أي ثنائي منهم سيلعب لن يتمكن من مواجهة سرعات ومهارات لاعبي القارة السمراء المحترفين في أقوي الدوريات الأوروبية، وهو ما ظهر جلياً في لقاءات الأبيض والأحمر أمام الوداد وصن داونز وزيسكو الزامبي، يضاف إلي هؤلاء لاعب الوسط المدافع إبراهيم صلاح الذي لايجيد نقل الكرة للأمام وبناء الهجمة فضلا عن الضغط السلبي. المشكلة الثانية تكمن في مركز رأس الحربة، حيث تفتقد مصر لمهاجم بالمعني الذي يفهمه خبراء اللعبة.. مهاجم من طراز عمرو زكي وعماد متعب نسخة 2006-2008. فلا باسم مرسي يستطيع الاستلام تحت ضغط أو القطع علي القائم القريب أو عمل المحطة المطلوبة منه لزملائه، أو المراوغة والمرور والتسديد من خارج المنطقة، ولولا بعض الحماس والتشويح والاعتراضات »عمال علي بطال»! والأهداف التي يسجلها أي مهاجم عادي لما شعر أحد بوجود باسم في الملعب، أما عمرو جمال فهو ليس نفس اللاعب الذي عرفناه قبل إصابته بالرباط الصليبي، وكذلك أحمد حسن كوكا المحترف في براغا البرتغالي ولم يُثبت حتي الآن أي حضور مميز في الوديات والرسميات التي خاضها مع الفراعنة. وبالعودة إلي ودية جنوب أفريقيا وقبلها لقاءي نيجيريا، نكتشف أن الظهيرين الأيسرين، محمد عبد الشافي وحمادة طلبة، قد تجاوزا الثلاثين، وأن عبد الشافي تحديداً لو لعب أساسياً علي اعتبار أنه أكثر مهارة من طلبة، فإنه ضعيف جسمانياً ولا يمتلك السرعات اللازمة لمواجهة اللاعبين الأفارقة الذين يصلح بعضهم لألعاب القوي، وعلي ذكر التكوين الجسماني الضعيف والتقدم في السن فإن الأمر نفسه ينطبق علي عمر جابر وأحمد حسن تريزيجيه وعبد الله السعيد وأحمد فتحي ومصطفي فتحي، الذي ظهرت عليه أعراض »الخضة الكروية» في مواجهة الوداد.. وهو ما يعني في النهاية أن مصر بأكملها تعقد آمالها علي سرعات محمد صلاح مهاجم روما الإيطالي.. فهل يستطيع صلاح وحده قيادة الفراعنة في تصفيات المونديال وكذا في نهائيات الأمم الأفريقية؟! !