الطلاق أصعب تجربة عاطفية يمكن ان تمر بها المرأة في حياتها علي الإطلاق حتي ولو تم الانفصال بين الزوجين برضا كل منهما الا انها تحاط بالذكريات الأليمة والخوف من خوض التجربة وتكون علي درجة حذر شديدة من مواقف معينة كانت سبب فشل تجربتها وبالرغم من ذلك الا ان المرأة يمكنها ان تستعيد حياتها وسعادتها مرة اخري فالحياة لا تتوقف بعد الانفصال وصفت دينا أحمد 28 عاما إنفصالها للمرة الثانية أنه كان بعد قصة حب كبيرة تركت جرحا عميقا وأن كلمة خائفة قليلة علي ما تشعر به بل هي مرعوبة من تكرار التجربة فقد ترك إنفصالها للمرة الثانية أثرا عميقا في داخلها وعلي الرغم من مرور أكثر من سنتين وتقدم الكثيرين لخطبتها إلا أن الخوف من الفشل يجعلها ترفض تكرار الإرتباط، مضيفة أن الوقت قادرعلي محو الآلام ولكن لا يمحو الذاكرة والخوف من الإرتباط وتقول رشا مجدي أن تجربتها جعلتها أكثر قوة ومع الوقت شعرت أنها إتخذت القرار السليم فكل شئ نصيب وأن التجربة لم تترك فيها أثارا سلبية لأنها مدركة أنه كما يوجد شخص سيئ هناك أيضا الجيد وأضافت أنها تعلمت من تجربتها بأن تتمعن ولا تتسرع بعد ذلك في إختيار الشخص المناسب لها ، إلا أنها لن تنكر شعورها بالقلق والخوف من الإرتباط لكنها تحاول ألا يسيطرعليها. مواجهة الضغوط أوضحت د.منال زكريا أستاذ علم النفس بكلية آداب جامعة القاهرة أن هناك فروقا بين البشر في التعامل مع الإنفصال فهناك أشخاص عندما يكتسبون الخبرة من تجاربهم السابقه يكونون أكثر قدرة علي خوض تجارب أو إرتباط جديد وهناك أشخاص آخرون تكون فكرة الإرتباط بالنسبة لهم صعبة ومخيفة ففي العادة عندما نربي بناتنا تكون أسس التربية علي كيفية التكيف ومواجهة الضغوط، ففي حياتنا نمر بضغوط عاطفية كثيرة علينا أن نكون علي قدر المستطاع قادرين علي التغلب عليها ومواجهتها وتضيف أن هناك فروقا بين كل منا والآخر في قدرة التحمل والمواجهة للضغوط ولكن حتي وإن كانت قدرتك منخفضة علي مواجهة الضغوط فيمكن أن تنميها بأن يكون في حياتك أنشطة متعددة، وتستطرد د. منال قائلة أن الحياة لا يجب أن تكون مرتكزه علي شئ واحد وأن تكون مرتكزه علي أشياء متعددة فعلي سبيل المثال يجب ألايكون الزواج كل شئ بل يكون هناك أنشطة أخري كالعمل والأصدقاء وأنشطة إجتماعية فكلما تعددت نشاطاتك أدي ذلك إلي زيادة قدرتك في مواجهة الأزمات بشكل أسرع وتوضح د. منال علينا أن ننظر للتجربة بشكل موضوعي حتي نخفف من وطأة المشكلة التي نواجهها و أشارت إلي أن الدراسات التي قام بها أساتذة علم نفس عن الاختيار الزواجي أوضحت أن البنات تهتم بالمظهر أكثر من إهتمامها بالجوهر وتقييمها غالبا يكون عن أناقته أو مستواه المادي أو مدي جاذبيته لذلك علي البنت أن تهتم بالجوهر أكثر من المظهر كما أكدت د.ميرفت جودة استشاري نفسي أن طريقة الانفصال تؤثر في مرحلة ما بعد الانفصال ومدي قدرة المرأة علي تخطي الأزمة فعندما تأخذ المرأة قرار الانفصال تكون أكثر قناعة وقدرة علي التغلب علي وجعها أما إذا الطرف الآخر هو من اتخذ هذا القرار نجد أنها تكون أكثر ألما لأنها تعتقد خطأ أن ذلك فيه إهانة لها ويقلل من شأنها ولكن المسألة ببساطة أن من حق كل طرف إذا ما شعر عدم قدرته علي الاستمرارفي العلاقة بأن ينسحب وذلك لا يقلل من أي من الطرفين وعلي المرأة تقبل ذلك حق المرأة وتوضح د. ميرفت جودة أن ما تشعر به المرأة بعد الانفصال من ألم وفراغ عاطفي يكون بسبب اعتيادها علي نمط مختلف في حياتها ومشاركة شخص لها طوال الوقت وفجأة تجد نفسها في حالة واحدة وإحساس بالفقد الذي ينتج عن حالة الفراغ وتضيف أن من حق المرأة أن تبكي وتعبر عن مشاعرها وحزنها وعليها ألا تدخل في علاقة جديدة في وقت قريب ، فالعلاقة يجب أن تأخذ وقتها في البداية وأيضا تأخذ الوقت الكافي لإنهائها وعليها احتمال ذلك الوقت المؤلم حتي نهايتها. كما يجب علي الآباء عدم إلقاء اللوم علي بناتهم في تلك الفترة فيجب أن تجد من يحتوي ألمها من حضن أم أو صديقة وأن يهتموا بهن ويراعوهن ويجب أن يعلموا أن من حق المرأة أن تبكي وتحزن في تلك الفترة، كما يجب عليها أن تأخذ فترة للتأكد من أنها قادرة علي خوض علاقة جديدة حتي وإن طالت المدة لأنها تكون مشوشة وعليها أن تندمج مع الحياة وتنفتح ولا تغلق علي نفسها في دائرة الأحزان فتجربتها تمنحها خبرة في الحياة وتجعلها أكثر قدرة علي تحديد الشخص المناسب لها.