لم يكتف أهالي قرية واقد بكوم حمادة بمحافظة البحيرة بضرب أكبر مثال للمشاركة المجتمعية علي مستوي قري الجمهورية،ولكن أيضا في الوفاء الأسري،كانت البداية مع وفاة ابنة القرية الدكتورة سها بالسرطان،وفي لمسة وفاء نادرة تبرع حماها وزوجها العقيد شرطة محمد مبروك أبو رية بقطعة أرض،و تكافل الأهالي لينجحوا في إقامة أول مركز للغسيل الكلوي عليها بالجهود الذاتية تحت اسم »مركز الدكتورة سها للغسيل الكلوي»،وتبع ذلك سلسلة من المشاريع الخدمية التي ساعدت في تلبية إحتياجات الاهالي ومنها أول مبني للسجل المدني ومكتب للبريد ووحدة إسعاف، كما تم تخصيص قطعة أرض لإقامة نقطة للإطفاء بالإضافة لتوصيل الغاز الطبيعي والصرف الصحي بالجهود الذاتية، وقام فرع التأمين الصحي بالبحيرة بالتعاقد مع المركز لعلاج المرضي من غير القادرين ومرضي التامين الصحي من أهالي القرية والقري الجاورة، حيث أكد العديد من المرضي أن المركز ساعدهم في توفير معاناة ومشقة السفر لكوم حمادة ودمنهور 3 أيام أسبوعيا كما أزاح عن كاهلهم مصاريف التنقلات، ويوضح الدكتور أحمد فهيم عبد الحميد المدير الفني للمركز أنه مقام علي مساحة 250 متر ومكون من طابقين ويحوي 9 أجهزة غسيل كلوي منها 6 للمرضي السلبيين لفيرس سي و3 للمصابين بالفيروس ويعالج به الآن 45 مريضا ومريضة منهم 16 من خلال تأمين صحي والباقي علي نفقة الدولة من خلال التعاقد مع المجالس الطبية المتخصصة والتامين الصحي موضحا أن المركز الذي يتبع جمعية تنمية المجتمع بقرية واقد يستقبل حالات الطواريء من الاهالي ويتم علاجها مجانا. وتضيف الدكتورة إيناس جويلي رئيس الشئون الصحية بفرع التامين الصحي بالبحيرة أن المركز هو الاول من نوعة علي مستوي الجمهورية،وقام الأهالي بتجهيزه بالكامل بمبلغ 2 مليون جنية بالأجهزة الطبية وأجهزة الغسيل الكلوي بالإضافة،بالاضافة إلي إعداده لإستقبال عدد اخر من الأجهزة ووحدة عناية مركزة وحجز لمرضي عناية الكلي،ووصفته بأنه مثال يحتذي به في المشاركة المجتمعية،وأعربت عن أملها في أن يتم تعميمه في باقي القري.. ويدعوالحاج »محمد علي عصمت» عضو مجلس إدارة الجمعية رجال الأعمال ومحافظ البحيرة الدكتور محمد سلطان بدعم المركز وإستكمال شراء باقي الاجهزة حتي يستطيع القيام بدوره علي أكمل لخدمة أهالي القرية والقري المجاورة،فيما يلفت الحاج » محمد عبد الفتاح أبو إسماعيل عضو مجلس إدارة الجمعية إلي أن الجمعية تسدد مرتبات وأجور الطاقم الطبي والعاملين،ويستقبل الحالات علي مدار ال 24 ساعة من خلال 3 ورديات عمل، ومن جانبهم أكد عدد كبير من المرضي أن المركز ساعد في تخفيف العبء عنهم بعد ان كانوا يقطعون مسافات طويلة للوصول لمستشفي كوم حمادة وإيتاي البارود للغسيل الكلوي وطالبوا المسئولين بالتأمين الصحي بالبحيرة والدكتور محمود السيد مدير التامين بعودة نظام التحاليل كل 6 أشهر كما كانت من قبل،وإلغاء قرار كل شهرين رحمة بهم حيث يضطرون إلي السفر لمستشفي كوم حمادة كل شهرين،مما يرهقهم صحيا وماديا في ظل إجراءات روتينية معقدة تضطرهم للسفر عدة مرات للحصول علي التحاليل.