اتمنيً ان نكون قد تعلمنا الدرس جيدا من نتائج الاهمال والفوضي واللا مبالاة التي كنّا نتعامل بها مع صناعة السياحة..الخسائر التي تكبدتها السياحة المصرية وما ترتب عليها من اثار سلبية علي الاقتصاد المصري كفيلة بان تعلمنا كيف نتعامل مع السائحين الذين يزورون مصر..عانينا (الامرين )حتي نستطيع إقناع الدول بان ترفع الحظر الذي فرضته علي شركات السياحة العالمية بعدم التوجه إلي الاراضي المصرية بحجة انها غير آمنة..من وجهة نظري المتواضعة ان عنصر الأمن تحديدا في قطاع السياحة هو الآن الأكثر انضباطا واعتقد اننا لن نجد من جديد من يحصل علي 20 دولارا ليسمح لأي سائح بالعبور باشياء غير مسموح بها.. ولكن الأهم..هل تعلمنا كيف نتعامل مع ضيوف مصر..دعونا نتحدث بصراحة..لو كنّا نمتلك أفضل منتجعات العالم علي الشواطئ المصرية ولو كنّا نمتلك ثلث اثار العالم ونتمتع بمناخ (رباني) فلماذا لا نحتل مكانة تليق بِنَا كدولة سياحية ؟..باختصار شديد نحن دولة لا تجيد التعامل مع السائحين لأننا نسمح لسائقي التاكسي بان يكونوا اول المستقبلين للسائحين في المطار وهذا لا ولن يحدث في اي مكان في العالم الا في مصر.. ونطلق الشحاتين علي السائحين في كل مكان..ولا توجد لدينا دورات مياه آدمية في الأماكن العامة تحسبا لاي ظرف..ونترك السائحين فريسة لاصحاب الجمال وغيرهم في الاهرامات..ونتعامل بنظام السبوبة مع توصيل وتسليم الأفواج السياحية..لو لم ننظر بجدية إلي هذه السلبيات ونعمل علي التخلص منها والتعامل معها بالقانون سنكون شركاء في مؤامرة تدمير السياحة المصرية..صناعة السياحة لها أسس والكثير من الذين يعملون في السياحة يعرفونها جيدا ولكنهم لا يحرصون علي تطبيقها..التعامل بنظام أخطف واجري ونظام الفهلوة في التعامل مع زوار مصر تسبب في خسارتنا للكثير.. واليوم وبعد مرور اكثر من عام علي توقف حركة السياحة الوافدة إلي مصر علينا ان نضع في نصب اعيننا مناظر القري السياحية في شرم والغردقة وهي مغلقة لانها بلا زبائن..ناهيك عن تسريح العمالة ووقف جميع الخدمات المعاونة..بشائر الخير بدأت تهل من جديد نتيجة لجهود الرجل الوطني المحترم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي طرق كل الأبواب ليبعث برسائل طمأنة إلي العالم بان مصر آمنة وتستطيع استقبال الزوار..وعلي الجميع ان يساعد الرجل وإلا نسمح لضعفاء النفوس بتصدر المشهد من جديد ونعود إلي سابق عهدنا في التعامل مع السائحين..أفضل وسائل الترويج للسياحة ان يزور مصر ضيف ويعود إلي بلده ليتحدث عما شاهده في المنتجعات المصرية ومدي الراحة والسعادة والأمان ووقتها سنجد ملايين السياح يتسابقون علي زيارة مصر لانها قبلة آمنة ومستقرة ونظيفة ولا تستغل البشر..اعرف اننا سوف ندق الطبول ونفرش الارض بالورود لاستقبال اول فوج سياحي سيصل إلي مصر من اي دولة بعد رفع الحظر..واعرف اننا بعد شهرين او ثلاثة قد تعود ريما إلي عادتها.. ووقتها سنكون جنينا علي أنفسنا وساهمنا في تعطيل استثمارات بمليارات الدولارات لأننا لا نريد ان نتعلم او نعترف بالأخطاء..دعونا نصدق ان عودة السياحة ستفتح أبواب الرزق لملايين المصريين من جديد وستقضي علي ازمة الدولار وستجعلنا دولة تمتلك احتياطا اجنبيا محترما بجانب جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية..كل هذا يمكن ان يتحقق بشرط التعامل مع صناعة السياحة باحترام والاعتراف بأنها احد اهم مصادر الدخل القومي والذي يعاني من نقص حاد في العملة بسبب تراجع الصادرات وتحويلات المصريين بالخارج وفهلوة المصريين الذين يرغبون في الحصول علي كل شيء دون ان يعملوا..دعونا ننتظر كيف تعلمنا من الدرس الأقصي ونقيم التجربة من جديد بعد عودة السياحة قريبا جدا بإذن الله..وتحيا مصر.