تلقيت من "حماري" التهنئة التالية: زميلي توفيق الحكيم! واجب الصداقة و الزمالة و العيش و الملح - ولو أني لا آكل الملح – يدعوني إلي أن أتقدم إليك قبل جميع الناس مهنئا. ولا تظن أني طامع في أن تمنحني العيدية فأنا كما تعلم لا أنتظر منك منفعة ولا مصلحة..إنما أعرفك لوجه الله... وهذا نادر اليوم في بلدك وعن أبناء جنسك!..بل إنك لتعلم أني أنا الذى يوحى إليك بالأفكار وأنت الذى تقبض الاجور..! ولم يخطر ببالي أن أطالبك يوما بنصيب...لأني حمار"! فليكن عزائي على الأقل حسن ظنك بي و بأخلاقي وثقتك ببعدي عن الغايات و الأغراض. فتهنئتي لك إذن ليست من طراز تلك التهاني التي تمطر اليوم سيولاً على أبواب ذوي السلطان وتمنياتي لك ليست من قبيل الزلفى و الرياء..بل هى شىء خالص صادق لشخصك المكتوب على أصاحبه فى الأيام السود و البيض..! وإذا سألتني ماذا أتمنى لك فى حقيقة الأمر لقلت لك بكل بساطة أن تكون مثلي!! إياك أن تغير مبادئك فى الحياة..إياك أن تطيش بلبك الأطماع الزائفة ويبهر بصرك الجاه الكاذب! اثبت على مبدئي الذي ألقنه لك صباح مساء: عش لأداء الواجب ولا تهدر الواجب لتعيش.. وسوف أذكرك بهذه الكلمة في كل عيد ما حييت..أنت وأنا.. "حمارك" فكتبت إليه : عزيزي الحمار...أنت دائما لا فائدة منك إلا الثرثرة و وجع الدماغ..لو كنت خروفاً لذبحناك وأكلناك..وتظاهرنا بتوزيع لحمك على الفقراء..ولكنك حمار..!