رغم تنوع العادات التي استجدت علي جنوبسيناء فقد حرص البدو علي التمسك بطقوسهم المتوارثة ويحاولون جعل احتفالاتهم بالمناسبات ومنها عيد الاضحي تصمد في وجه عادات الوافدين من المحافظات الذين زادت نسبتهم علي أعداد البدو، والسياح الذين يحملون طقوسا احتفالية مختلفة بالاضافة إلي انتقالهم للعيش في بيوت مزودة بالكهرباء واجهزة الستالايت وفي كل عيد يستعيدون طقوسهم التي توارثوها عبر القرون عبر سباقات الهجن وبيت الشعر »والفراشيح» أكلتهم الشهيرة التي تتكون من خبز يتم فرشه في قاع الاناء ويوضع اعلاه الأرز الابيض ولحم الضأن غير ان هذه العادات بدأت تنقرض من بعض الاماكن حسبما أكد البعض. ويؤكد الشيخ ابراهيم جبلي شيخ قبيلة المزينة أكبر قبائل بدو جنوبسيناء ان الضيافة عند البدو امر عظيم لا يفوقها اي امر آخر واكرام الضيف هو الصفة الملازمة لاهل البادية خاصة في عيد الاضحي المبارك، ففي ايام العيد تتزين النساء بالحناء وتظهر عليهن البهجة ويقدمن الحلوي والقهوة والمكسرات للزائرين. ويضيف النائب غريب حسان من قبيلة المزينة انه بعد ذبح الاضحية في الخلاء يبدأ التجمع في بيوت شعر يجتمع فيها كل افراد القبيلة الموجودين ويزينون الجمال ويبدأ الاحتفال بعدها امام البيوت وتبدأ النساء بالزغاريد لراكبيها وتنطلق منافسة بينهم في »سباق الهجن» واشار إلي ان هناك مأدبة جماعية لكل المتواجدين بجانب وجود مسابقة اخري في اطلاق النار وتتم عن طريق وضع رأس شاة »غنم» مذبوحة علي مسافة. وتقول هدي منسي من مدينة طور سيناء تختلف مظاهر العيد عن مثيلاتها في المحافظات الاخري مضيفة ان وجبة »الفراشيح» من اكثر الوجبات المشهورة في العيد. ويؤكد سليمان الجبالي من قبيلة الجبالية ان العادات والتقاليد البدوية الاصيلة تأثرت بعض الشيء بمظاهر المدينة الحديثة مشيرا إلي انه كانت هناك عادات وتقاليد ترتبط بالعيد لكنها انقرضت من اكثر من 20 سنة ومنها سباق الهجن بين الشباب ومسابقات في الشعر.. واضاف لكن الشيء الذي يحرص عليه الجميع كبارا وصغارا هو اداء صلاة العيد في الخلاء وبعدها يتجهون إلي الاقارب لتهنئتهم واشار إلي ان الافطار في العيد عادي مثل بقية الناس لا يختلف كثيرا عن بقية المحافظات لكن الامر يختلف في الغداء فمعظم اهل البدو وخاصة في قرية الجبيل يفضلون أكلة الفراشيح.