في مشهد مهيب وأجواء روحانية وأيضاً تحت حرارة الشمس الحارقة، تدفقت افواج الحجيج طوال يوم أمس ما بين مشعري مزدلفة ومني والمسجد الحرام بمكةالمكرمة لاستكمال مناسك الحج بعد أداء الركن الأعظم بالوقوف بصعيد عرفات امس الاول. بدأت مواكب الحجيج في التحرك فجراً من مزدلفة إلي جسر الجمرات لرمي جمرة العقبة الكبري والتوجه إلي مشعر مني لقضاء أيام التشريق التي تبدأ اليوم، ومغادرة الحجيج لمزدلفة لم يقتصر علي فجر أمس انما تم في توقيتات مختلفة، أخذاً برخصة وفتاوي العلماء. ونفر الجميع من عرفات إلي مزدلفة مرة واحدة وجاءت نفرتهم من مشعر مزدلفة هذا العام من ايسر النفرات نظراً للتجديدات التي تقوم بها السعودية وتراجع أعداد الحجيج وهناك اعداد من الحجيج امضت بعض الوقت في مزدلفة لم يتجاوز نصف ساعة أخذاً برخصة البقاء في المشعر علي قدر حط الرحال ثم غادروها ما بين المسجد الحرام وما بين مني. واللافت هذا العام زيادة اعداد الحجيج الذين توجهوا إلي المسجد الحرام في مكة وادوا طواف الافاضة والسعي فور وصولهم وقبل منتصف الليل كما كان يفعل الحجيج بالسنوات الماضية وهناك من العلماء من اجاز الطواف والسعي بمجرد النزول إلي مكة ولو كان قبل منتصف الليل.. والغالبية العظمي من الحجاج باتوا ليلة امس الاول في مزدلفة عملاً بسنة النبي وانطلقت مواكبهم إلي مشعر مني لرمي الجمرة الأولي وبدأ انتشار الحجيج ما بين مكة ومني ومنطقة العزيزية القريبة من مني خاصة أن هناك زيادة في اعداد الحجيج الذين باتوا في مني وفي مشعر مني تم رمي جمرة العقبة الكبري في سهولة شديدة وبدا ان السلطات السعودية تحسبت كثيراً لعدم تكرار حوادث التدافع ونشرت اعدادا غفيرة من القوات في جسر الجمرات وشوارع مني ومنعوا وقوف الحجاج بمنطقة الجسر ومنعوا الافتراش بها وقامت السلطات بغلق العديد من الشوارع. والفتحات في مشعر مني مما منع التزاحم في الشوارع إلي أنه ادي طول المسافات التي قطعها الحجيج ذهابا واياباً لجسر الجمرات بعد أن تم تخصيص شوارع تؤدي إلي الجمرات واخري للعودة منها ومنعوا سير الحجيج عكس الاتجاه. وتواصل افواج الحجيج ايام التشريق بمشعر مني استعداداً لمغادرتها بدءا من غد للمتعجلين. وعلي صعيد المصريين فقد تم نفرتهم من عرفات إلي مزدلفة بسهولة وقلت إلي حد كبير حالات التوهان والبقاء في عرفات.. وحرصت البعثات النوعية الثلاث »القرعة والسياحة والجمعيات» علي تواجد لجانها ومسئوليها بين الحجاج طوال نفراتهم وطوال تواجدهم بمشعري مزدلفة ومني كما ساعد في سهولة النفرة اعتماد البعثات المصرية علي اتوبيسات حديثة لنقل الحجاج بالاضافة إلي وجود »أدلاء» ذوي خبرة بالطرق والشوارع بالمشاعر المقدسة وتابع د. اشرف العربي وزير التخطيط ورئيس البعثة الرسمية للحج احوال الحجاج علي مدار الساعة مع رؤساء البعثات الثلاث واطمأن منهم علي سهولة النفرة والتحرك ما بين مزدلفة ومني. وطالب العربي رؤساء البعثات استمرار لجانها في مساعدة الحجاج حتي الانتهاء من مناسك الحج وعلي صعيد الحج السياحي وصلت اتوبيسات الشركات وحجاجها إلي مشعر مني في الساعات الأولي من صباح امس وكان من الممكن ان يصل بعضها قبل هذا الموعد الا أن معظم الحجاج طلبوا قضاء ليلتهم في مزدلفة قبل المغادرة إلي مني وأكد محمد شعلان وكيل اول وزارة السياحة المشرف علي الحج السياحي أن اللجنة المركزية لم تتلق شكاوي كثيرة هذا العام سواء في النفرة او التحرك في المشاعر او المخيمات. وأشار إلي أنه نشر اكثر من لجنة من الوزارة للبقاء بين الحجاج وخاصة العدد الاكبر منهم حجاج البري والاقتصادي لحرص البعثة علي متابعة البسطاء من الحجاج. واضاف أن هناك تحسنا في مخيمات مني للحج البري من حيث الوجبات والتزام الشركات بحجز مساكن في منطقة العزيزية لمن لا يرغب البقاء في مني بسبب ضيق مساحة المخيمات.. وتوجهت اعداد من الحجاج إلي هذه المساكن.. واضاف ان اللجان تم نشرها ايضاً في مخيمات مني مع التنبيه علي جميع اعضاء اللجان بالتواجد من الحجاج والمرور علي المخيمات علي مدار الساعة للتأكد من توافر الخدمات اللازمة لهم.. واضاف ان اللجنة الرئيسية للحج السياحي اعدت مقراً لها بمني بمشاركة المستشار أحمد المحمدي والدكتور خالد المناوي مستشاري وزير السياحة وناصر تركي عضو اللجنة العليا للحج وإيمان قنديل رئيس البعثة ومحمد بكر رئيس غرفة عمليات الحج.. واشار إلي أن اللجنة تتابع احوال الحجاج وترفع تقريراً يومياً إلي يحيي راشد وزير السياحة.. واضاف ترك أن اللجنة تواصلت مع مؤسسة »الطوافة» لتشكيل لجنة من الجانبين للتأكد من توفير الخدمات المتفق عليها في التعاقد بين الطرفين وسيتم خصم قيمة أي خدمات لا يتم تقديمها للحجاج. واوضح ترك ان أهم ما ساعد علي سهولة نفرة شركات السياحة الاعتماد علي مشرفين ذوي خبرة حيث اشترطت ضوابط الحج علي الا تقل الخبرة عن 5 سنوات بجانب زيادة المشرفين عن كل عام. واكد اسامة عمارة امين عام غرفة شركات السياحة ان هناك تعاونا كبيرا بين الغرفة والوزارة في متابعة الحج واداء الشركات خلاله.. مشيرا الي ان مصلحة الحاج وراحته هي الهدف الاول والاهم للجميع. وأضاف ان الشركات تتنافس فيما بينها لتقديم خدمات متمزة بأسعار تنافسية.. مؤكدا ان جزءا كبيرا من الخدمة يقع علي عاتق المطوفين وهناك اجراءات يتم اتخاذها ضد المطوف المقصر في خدمة الحجاج تصل الي حد وقف التعامل معه نهائيا واضاف محمد بكر أن اللجنة نشرت ارقامها وعنوايهنا في مني بين جميع الحجاج المصريين لتلقي أي شكوي منهم علي مدار الساعة مشيراً إلي أن اللجنة تتلقي ايضاً شكاوي الشركات من المطوفين وتتدخل لحلها بالتنسيق مع مؤسسة »الطوافة».. في الوقت نفسه أكد اللواء سيد ماهر مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية الرئيس التنفيذي لبعثة الحج المصرية أن جميع الحجاج بخير باستثناء ارتفاع حالات الوفاة إلي 28 حالة، مؤكدا أن بعض الحالات التي تعرضت إلي بعض المشاكل الصحية ومنها ضربات الشمس أو الإغماءات تم إسعافها امس اثناء الوقوف بعرفة، مؤكدا علي أن البعثة الطبية المصرية قامت بجهود فائقة ولاتزال مع ضيوف الرحمن، موضحا أن الأمور تسير بشكل طبيعي، ولم تحدث أي عقبات واجهت الحجاج سوي الزحام الطبيعي أثناء نقل ضيوف الرحمن خلال المشاعر المقدسة، من عرفات إلي مزدلفة، حتي استقروا في مني للمبيت بها، مؤكدا أن المخيمات بها كل الإمكانات والتجهيزات من »تكييفات» وعصائر ومياه، بالإضافة إلي غرف العمليات التي تتلقي أي شكوي من الحجاج وقد تم اعادة عدد من الحجاج التائهين وامتعتهم التي فقدوها اثناء النفرة.