رغم انه لم يحظ بشهرة معابد أخري مثل الكرنك وأبوسمبل إلا انه يعد واحدا من أجمل معابد مصر القديمة، فهو تحفة معمارية بديعة، كما أنه يحتوي علي نقوش فريدة لا توجد في أي موقع آخر بمصر كلها، ومنها ذلك الذي يمثل كيلوباترا السابقة وهي تتعبد مع ابنها، لكن النقش الأشهر سيظل هو »الزووياك» الذي يعتبر واحدا من أشهر النقوش الفلكية، حيث بروج السماء بدقة متناهية، حيث تم نقله عام 1820 الي باريس حيث استقر في متحف اللوفر. وعلي بعد 5 كيلو مترات شمال غرب مدينة قنا يقع معبد »دندرة» الذي جعله موقعه بعيدا نسبيا عن مسارات السياحة المعتادة ، وقبل أيام وافقت اللجنة الدائمة للآثار المصرية علي استكمال أعمال الرفع التي تقوم بها بعثة المعهد العالي الفرنسي بالمعبد، وأوضح الدكتور مصطفي أمين الأمين العام للمجلس الأعلي للاثار، أن البعثة ستستخدم طائرة لاسلكية صغيرة لتصوير مبانيه من الداخل والخارج. تحوي جدران المعبد الخارجية والداخلية مئات المناظر، والنصوص المهمة التي تلقي الضوء علي المعتقدات الدينية.. »ويشمل الممرات المنقورة تحت مستوي أرضية المعبد» وكان مخصصاً لحفظ أدوات الطقوس الخاصة بالألهة حاتحور، ثم الدرج المؤدي إلي سطح المعبد، والذي يُشيع الرهبة في نفوس الصاعدين من خلال الظلمة التي يخترقها ضوء خافت من كوات جانبية. وعلي سطح المعبد نري مقصورة اتحاد »حاتحور» مع قرص الشمس، ثم الحجرات التي مثلت علي جدرانها قصة »موت وبعث أوزير»، و»الزودياك الدائري» الذي انتقل الي باريس ليستقر في متحف »اللوفر». ويتميز المعبد أيضاً بأن أحد جدرانه الخارجية يتضمن منظرًا فريدًا في مصر كلها، وهو ذلك الذي يمثل الملكة كيلوباترا السابعة وأمامها ابنها قيصرون، وهما يتعبدان للآلهة. بُنيت بوابة المعبد بواسطة كل من الأمبراطور»دوميتيان»، والأمبراطور »تراجان» في القرن الأول الميلادي، وهي تؤدي إلي فناء مفتوح عبر بيت الولادة الروماني والكنيسة القبطية من الجانب الأيمن. وتعد واجهة معبد»دندرة» من أروع الواجهات الخاصة بالمعابد المصرية القديمة. حيث يبلغ عرضها 35 مترا، وارتفاعها 12.5 متر يتصدرها ستة اعمدة متوجة برؤوس »حتحورية» يعلوها نص من ثلاثة سطور كتب باليونانية عام 35 ميلادية. وهي تعلن أن المعبد كان للإمبراطور »تيبريس» قيصر أغسطس الجديد ابن أغسطس الإلهي. وتوجد بعض المناظر التي علي الجانب الأيسر من الجدار الأمامي تصورالإمبراطور مرتدياً تاج مصر السفلي وهو يغادر القصر لإتمام المراسم بالمعبد. ويقوم بتطهيرة الآلهة حورس، وجحوتي. ويعتبر سقف معبد دندرة تحفة ابداعية لا يمكن اغفالها أو إغفال انها أهم وابرز نماذج العمارة البطلمية في تاريخ مصر القديمة أما في الركن الخلفي للمعبد أي الجنوبي الغربي يوجد بناء صغير به اثني عشر عامودًا متوجا برؤوس حتحورية. ويحيط بالمعبد من الخارج جدار مصور برسوم ونقوش مصرية قديمة. فيصور لنا الجدارالخلفي للمعبد الملكة »كليوباترا» تقف لجوار ابنها »قيصرون» في مشهدين أمام الآلهة »حتحور» وأرباب أخري.. ويوجد خلف المعبد معبد صغير ل »إيزيس» مبني من قطع قد جمعها الإمبراطور »أغسطس» من مبانٍ سابقةً كانت في نفس الموقع. وإلي الجوار توجد البحيرة المقدسة وهي حافلة بالأشجار الآن، وإن كانت صغيرة الحجم.. أشرف إكرام