مع علمي مؤخراً بإخضاع القس الجنوب أفريقى ديزموند توتو البالغ من العمر 84 عاماً لعملية جراحية فى كيب تاون, دعوت الله له بالرحمة . فقد وصف البعض القس توتو ب " الضمير الأخلاقي الحي ", اختاره الرئيس الراحل لبلاده نايلسون مانديلا لرئاسة لجنة " هيئة الحقيقة والمصالحة " وذلك بعد إقرار الدستور المؤقت فى 18 نوفمبر 1993 والذى جاء فى نهايته – حسبما أورد السيد حسن إبراهيم فى ورقته التى حملت عنوان " دستور جنوب افريقيا ... شهادة ميلاد أمة " – " جسر تأريخي بين ماضي مجتمع منقسم على نفسه بصورة عميقة تميزت بصراع وتنازع ومعاناة غير معلنة وغياب عدالة، ومستقبل مؤسس على الا عتراف بحقوق الإنسان والديمقراطية والتعايش السلمي وإتاحة فرص التنمية للجميع بغض النظر عن اللون والعنصر والطبقة الا جتماعية والمعتقد أو الجنس ." وفى بروفايل للرجل بصحيفة " الشرق الأوسط " السعودية سبتمبر 2012 أورد طلحة جبريل ما قاله القس توتو فى مقابلته مع قناة نوبل – ربما وهو يتسلم جائزة نوبل عام 1984- ما يلى " الشخصيات العظيمة في التاريخ هي تلك التي قدمت خدمات جليلة إلى شعوبها والإنسانية، مثل المهاتما غاندي، ومارتن لوثر كينغ، ونيلسون مانديلا، والأم تريزا، والدالاي لاما، هؤلاء لم يكونوا فقط ملهمين لشعوبهم بل كانوا، وهذا هو الأهم، في خدمة شعوبهم والإنسانية " . القس توتو سيظل – أمد الله فى عمره – فى ذاكرتنا مثالاً للتسامح والعفو وعنواناً جديداً لحياة شعب جنوب أفريقيا . [email protected]