قلاوون بزحف المياه الجوفية عليها. وعلي الفور بدأت وزارة الآثار التعامل مع المشكلة لإنقاذ واحدة من أكبر المجموعات الأثرية علي مستوي العالم. وبالفعل نجحت في التعامل مع المشكلة، وانتهت من صيانة نظام تخفيض منسوب المياه الجوفية، لتستعيد المجموعة الأمان، بما تحتويه من منشآت دينية ومدنية وجنائزية. يؤكد الأثري محمد عبد العزيز، مُعاون الوزير لشئون الآثار الإسلامية والقبطية، المُشرف العام علي مشروع القاهرة التاريخية: أن المجموعة تقع بشارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة.. وقام بانشائها »السلطان المنصور قلاوون»، الذي يعد من أفضل وأشهر المماليك البحرية وهو السابع من ملوك الترك بمصر، وقد تولي عرش مصر سنة 1276ميلادية- بعد أن عُزِل »بدر الدين سلامش بن الظاهر بيبرس، الذي كان»قلاوون» يقوم بالوصاية عليه. وهو من مماليك الصالح نجم الدين أيوب، اشتراه بألف دينار، لذا كان يلقب بقلاوون الألفي وأخذ يتدرج في المناصب العليا حتي ظفر بحكم مصر.. ويضيف: وتُعد مجموعة»السلطان المنصور قلاوون» أعظم المنشآت الأثرية الباقية من عصر»المماليك» حتي الآن.. وهي من أهم الأثار الإسلامية من حيث التخطيط والاشتمال فهي تمثل نمطاً جديداً في التصميم.. ويواصل قائلاً: لقد إحتوي هذا الأثر علي عدة أبنية تتكون من:» مدرسة تعليمية، وضريح للمنشئ، وبيمارستان - »مُستشفي»، وأمامه»سبيل» يرجع تاريخه إلي»السلطان الناصر محمد بن قلاوون» وكان حوضا عميقاً ومبلطا لشرب الدواب، إلا أن الناصر محمد رفض منظر الدواب البشع أمام هذه المنشأة الضخمة، فحوله إلي سبيل ويعد من أقدم الأسبلة بعد سبيل المدارس الظاهرية. كما يحتوي المُجمع علي مئذنة أعيد بناؤها عام 1303- بواسطة» السلطان الناصر محمد بن قلاوون»، وذلك بعد سقوطها إثر زلزال عام 1302، وتحمل المئذنة نقشاً كتابياً مؤرخاً يشير إلي أعمال التجديد. وتذكر بعض المصادر التاريخية أن هناك تشابهاً كبيراً بين هذه الزخارف وزخارف العمارة الأندلسية كما نراها في مئذنة »الجيرالدا» التي بنيت في إسبانيا عام 1184.. ويشير عبد العزيز إلي أن مئذنة مجموعة» قلاوون» تعتبر أضخم مئذنة بنيت في مصر، ويوضح ان أعمال صيانة نظام تخفيض منسوب المياه الجوفية بمجموعة »السلطان قلاوون» بشارع»المعز لدين الله الفاطمي»، كانت ضرورية، فقد بدأت المجموعة الأثرية تُعاني منذ فترة من ارتفاع منسوب المياه، وقامت المنطقة، بإخطار شركة الصرف الصحي لأخذ عينات من المياه وتحليلها لمعرفة ما إذا كانت مياهها جوفية أم مياه صرف صحي. ويضيف المهندس وعد الله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات بالوزارة: فور التأكد من أنها مياه جوفية، تم تشكيل لجنة هندسية من القطاع لمُعاينة الأثر، للوقوف علي حالته الإنشائية والمعمارية، ومعرفة مدي تأثير المياه الجوفية عليه.. وعلي الفور خاطبنا شركة»المقاولون العرب»، لمراجعة مواسير وخطوط المياه، فتبين وجود إنسداد في احدي مواسير.. المياه وعودة النظام للعمل مرة أخري.. ويستطرد: يجري الآن إعداد أعمال الأبحاث والدراسات للبدء في معالجة الشروخ، والرطوبة والأملاح التي سببتها المياه الجوفية.