أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أن ما تمر به المنطقة من تطورات يتطلب إجراء نوع من المراجعة للجهد العربي الحالي الساعي لاحتواء وفض النزاعات في المنطقة عن طريق تطوير أساليب التعامل مع قضايا السلم والأمن في المنطقة بشكل شامل، من أجل حماية أمن واستقرار الدول العربية. جاء ذلك خلال كلمته أمام المؤتمر الوزاري الأول رفيع المستوي حول »المرأة وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة العربية» الذي عقد أمس بأحد فنادق القاهرة. وقال أبو الغيط: »أري من جانبي أن إطار العمل الخاص بتنمية المرأة والسلم والأمن يستدعي من دولنا العربية التحرك في اتجاهات إضافية، من بينها: بناء القدرات لمواجهة نشاطات التنظيمات والجماعات الإرهابية، ليس فقط من خلال المواجهة الأمنية، ولكن أيضاً عبر التصدي للفكر المتطرف، الذي لا يتورع عن التحفيز علي تجاهل أو الإقلال من حقوق المرأة أو ارتكاب انتهاكات مختلفة ضدها، وتعزيز دور القيادات النسائية والمجتمعات المحلية ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية في مجال حماية المرأة وتعزيز احترامها، وتعزيز المشاركة العربية في النقاش الجاري حول الإعداد لمرحلة ما بعد انتهاء النزاعات، خاصة أنه من المتوقع أن تواجه المنطقة ضرورة ملحة في مرحلة ما لإطلاق عمليات ضخمة لإعادة الإعمار لابد أن تأخذ في اعتبارها الأوضاع الخاصة بالمرأة والطفل، والنظر في إنشاء منظمة عربية للإغاثة الإنسانية حتي تكون الاستجابة أكثر تأثيراً وحرفية ومخاطبة للاحتياجات الحقيقية للفئات المهمشة المختلفة ومن بينها النساء استعداداً لاحتمالات الطوارئ في المستقبل. وقال إن انعقاد المؤتمر يمثل تأكيداً للالتزام العربي والدولي لحماية النساء والفتيات من الآثار الناتجة عن الحروب والنزاعات المسلحة في العالم العربي، وتجسيداً لتطلعاتنا المشتركة من أجل تنفيذ أجندة المرأة والأمن والسلم. ودعا أبو الغيط كل الشركاء والجهات المعنية، والمنظمات الإقليمية والدولية، والمجتمع المدني للعمل بشكل مشترك وبناء لضمان وجود فعالية حقيقية ولحماية النساء والفتيات في مرحلتي النزاعات وما بعد النزاعات، مع العمل علي توفير حياة كريمة وآمنة لهن جميعاً ينعمن في إطارها بكامل حقوقهن الإنسانية.