تفتتح اليوم اعمال قمة العشرين بمدينة هانغجو الصينية التي ستكون محط أنظار العالم خلال مدة إنعقاد القمة، وقد ظلت القمم السابقة لمجموعة العشرين تعقد في مدن ذات أهمية عالمية، مثل واشنطن، لندن، تورنتو ، وفي أول مرة تستضيف الصين أعمال هذه القمة، إختارت مدينة هانغجو وليس بكين أو شنجهاي. فما السبب؟ أعدت صحيفة الشعب الصينية تقريرا خاص تحدثت فيه عن مدينة هانغجو التي يطلق عليها الصينينون »جنة الأرض» لجمال المناظر الطبيعية الخلابة بها.تعد هانجتشو مدينة قديمة وتتميز بمعالمها التاريخية وبتراثها الثقافي. كما تتميز بتنوعها البيئي من جبال خضرة ومياه، وتعرف أيضا بطيبة أهلها، ماجعلها تصبح وجهة سياحية للمشاهير. لكن خلال العقدين الآخرين باتت هانجتشو تعرف بعدة معالم جديدة. حيث تعد هانجفو واحدة من بين أهم ثلاثة مراكز للأبتكار في الصين إلي جانب كل من بكين وشنجن، وتظهر آخر المؤشرات أن هانغجو هي المدينة الأسرع نموا في مجال الابتكار. اعتمدت هانغجو في تطورها السريع أساسا علي الابتكار. وفي هذا السياق يمكننا الحديث عن نقطتين أساسيتين. أولا، علي عكس بقية المدن، قامت هانغجو في بداية الألفية الجديدة بهدم السور الذي يحيط بالبحيرةالغربية، وألغت تذاكر الدخول، ومن ثم غدت أول مدينة صينية تلغي تذاكر الدخول إلي المناظر الطبيعية إلي عدم التعويل علي السياحة كقطاع أساسي، بل اعتمادها للدخول إلي قطاعات صناعية أخري وتطوير صناعات جديدة. بعد قرار إلغاء تذاكر الدخول إلي البحيرةالغربية، ارتفع عدد السائحين إلي الضعف خلال 10 سنوات، وزاد دخل السياحة ثلاثة أضعاف لتتجاوز أكثر من مائة مليار يوان.إرتفاع تدفق السياح إلي هانغجو أسهم في دفع أعمال المطاعم والفنادق والتجزئة والمواصلات، ومن ثم تخلصت من الاعتماد علي عائدات التذاكر، وتمكنت من تحفيز كافة قطاع الخدمات. تضاعفت سرعة نمو قطاع الخدمات في هانغجو تسع مرات خلال 15 عاما، وهو مستوي أعلي بكثير من المدن السياحية الأخري مثل شيآن وقويلين، اللتان تضاعفا فيهما نمو هذا القطاع قرابةخمس5 مرات خلال نفس الفترة. النقطة الثانية، وهي الأهم: الآداء القوي لشبكة الإنترنت.أسس مايون (جاك ما) شركة علي بابا عام 1999 بمدينة هانغجو، وتحولت هذه الشركة في ما بعد إلي عملاق خدمات الإنترنت في الصين. و يعود سر نجاح »نموذج هانغجو» أساسا إلي قطاع الخدمات، وخاصة مختلف القطاعات ذات الصلة بالإنترنت، مثل مالية الإنترنت، التجارة الإلكترونية، البيانات الكبري، وغيرها من القطاعات التي حققت نموا سريعا. إذ فاقت مساهمة إقتصاد المعلومات في نمو الناتج المحلي لهانغجو 50% في عام 2015. تعرف هانغجو قديما بإسم »جنة الأرض»، أما الآن فباتت تعرف بإسم »الجنة والسيليكون فالي». يرمز إسم »الجنة» إلي المناظر الطبيعية الخلابة من جبال ومياه في هانغجو، ويعبر السيليكون فالي عن الإبتكار والتقدم التكنولوجي في المدينة. ومع إحتضانها لقمة العشرين، ستتسلط أضواء العالم علي هذه المدينة الحالمة.