أقام بيت الشعر، الأحد الماضي، احتفالية أدبية احتفاءً بحصول الشاعر أحمد سويلم علي جائزة الدولة التقديرية لهذا العام. أدار الاحتفالية الشاعر السماح عبد الله الذي تحدث عن أدب أحمد سويلم وتجربته الشعرية وأضاف : " يعتبر أحمد سويلم من الركائز الشعرية للتجربة الشعرية المصرية، فهو يكتب الشعر منذ نصف قرن ولا أظن أن يوماً واحداً قد مر عليه دون أن يتعاطي الشعر كتابة أو قراءة أو تواصلاً مع الشعراء. كان سويلم واحداً ممن أرخوا لحرب أكتوبر إذ كان أحد جنودنا البواسل الذين شاركوا في الحرب. لمع اسمه كأحد شعراء الستينيات وتوالت من بعد ذلك دواوينه، وأظنه واحداً من شعراء قليلين يتميزون بالغزارة في الإنتاج فلديه ما يربو علي العشرين ديواناً في مجال الشعر فقط، بخلاف ما كتبه في أدب الأطفال، وكذلك الدراسات والبحوث النقدية. الناقد أحمد الصغير قال : " نحن نحتفي اليوم بأحد أهم شعراء الوطن العربي. عرفت أحمد سويلم منذ كنت طالباً بالجامعة عندما أهداني أستاذي الشاعر نصار عبد الله ديوان الهجرة من الجهات الأربع لأحمد سويلم فقرأته وانبهرت به وكان حاضراً بروحه، فكان هذا هو لقاؤنا الأول. النص عند أحمد سويلم مفتوح علي العالم. إنه ينفتح علي التراث الفرعوني والإسلامي والعربي، كما نجد أن صورة الوطن حاضرة بشكل واضح في شعر أحمد سويلم ولكنها لا تأتي بصورة مباشرة لكنها تأتي علي صورة العشق وصورة المحبوبة إلي غير ذلك من الدلالات التي تحملها بعض المفردات. لم يقم أحمد سويلم بتقليد أحد أو السير علي خطي مدرسة معينة، بل رسم طريقه الخاص وسار فيه عازفاً لحنه المنفرد ومن هنا جاء تميزه، إذ جاءت كتابته تشبهه وهو يميل دائماً إلي ما يعرفه وما يفهمه هو ولم يتوقف يوماً واحداً عن كتابة الشعر. يتميز أيضاً شاعرنا أحمد سويلم بما يمكن أن نسميه السرد الشعري، بمعني أنه يتخذ من الحكايات أرضاً أو فضاءً شعرياً يكتب من خلاله النص الشعري المفتوح. أود أن أشير أيضاً إلي النزعة الصوفية في شعر أحمد سويلم وقد بدت واضحة من خلال ديوانه العطش الأكبر وهو السابع بين دواوينه. نجد أن الذات الشاعرة في هذا الديوان تحاول أن ترصد ملامح الحب الأول وملامح العشق الأول ويحاول سويلم أن ينتصر للآخر والآخر هنا هو الحبيب بمعني أنه ينتصر للحب دائماً. "من جانبه تحدث الكاتب عبده الزراع عن أدب الطفل عند أحمد سويلم فقال : " ينتمي الشاعر أحمد سويلم إلي جيل السبعينات الأدبي، واستمر عطاءه الشعري حتي الآن، ولكنه اهتم بأدب الطفل وأولاه اهتماماً كبيراً حتي صار عنده مشروعا يوازي مشروعه الشعري للكبار، فكتابته للأطفال متميزة علي نحو يرقي بها إلي مصاف الرجال فكتب لهم الدواوين والمسرحيات الشعرية والبحوث والدراسات. يعتبر أدب الطفل من الآداب الحديثة مقارنة بأدب الكبار حيث بدأ مع رفاعة الطهطاوي عندما ألف كتابه المرشد الأمين في تربية البنات والبنين. لقد استطاع أحمد سويلم بحنكة الخبير أن ينفذ إلي عقول وقلوب الأطفال بداية من سن السادسة وحتي مرحلة الطفولة المتأخرة. " الناقد الدكتور محمد عبد المطلب قال : " قد يتصور البعض أن بدايات أحمد سويلم كانت شعرية وهذا خطأ، لأن بداياته كانت برواية " حب في الظلام " ثم كتب شعراً بالعامية، إلي أن أقدم علي كتابة شعر الفصحي. بدأ النشر في بيروت عام 1964، لقد أنجز أحمد سويلم 22 ديواناً شعرياً كان آخرها العام الماضي. أعتبر أحمد سويلم أحد الموسوعيين في هذا الزمان وكان آخر هؤلاء هو الدكتور الراحل شوقي ضيف، هذا بخلاف 33 عملاً للأطفال، وهناك 26 عملاً أدبياً ونقدياً، كما كتب 4 مسرحيات. "