خرجت مصر من دورة ريو دي جانيرو الأوليمبية بحصاد » مقبول » بالقياس لما تم في إعداد اللاعبين واللاعبات علي مدار السنوات السابقة علي الدورة وفق المعايير والمناهج العلمية والرياضية المتبعة في هذا الشأن والتي تصل تكلفتها إلي ما يزيد عن ثمانمائة ألف جنيه سنوياً للفرد الواحد.. ويخرج عن هذه المعايير بعض الأفراد الذين يمثلون دولا فقيرة ولكن لها طبيعة خاصة ومناخ يساعدهم علي التفوق بسهولة كبيرة في رياضات معينة مثل العدو للمسافات المتوسطة والطويلة فنجد مثلاً أبطال هذه السباقات من أثيوبيا وجامايكا لارتفاع بلادهم عن مستوي سطح البحر بآلاف الأمتار.. ونعود إلي أبطالنا في ريو، فنجد أنه إلي جانب الميداليات البرونزية الثلاث التي انتزعتها سارة سمير ومحمد إيهاب في رفع الأثقال وهداية ملاك في التايكوندو، هناك ما يقرب من 20 بطلاً وبطلة من المصريين ظهروا بمستوي مشرف وكادوا أن يضيفوا ميداليات أخري إلي الرصيد المصري مثل الرباعة شيماء خلف والرباع رجب عبد الحي والملاكم حسام بكر وعبد الخالق البنا في التجديف ورمضان درويش في الجودو وفريدة عثمان في السباحة وعلاء أبو القاسم في السلاح وعفاف الهدهد وعزمي محيلبة في الرماية وإيناس خورشيد في المصارعة.. ولم يوفق بعضهم لسوء الإدارة الفنية من مدربيهم أو لتحيز التحكيم ضدهم ورحم الله د. اسماعيل حامد رئيس اتحاد الملاكمة وعضو لجنة التحكيم الدولية السابق ! ومصر التي كانت من أوائل الدول في الانضمام إلي اللجنة الأوليمبية الدولية في عام 1910 كأول دولة عربية وأفريقية وصاحبة الدعوة لإقامة دورات الألعاب المتوسطية والأفريقية والعربية لها مكانة خاصة ووضع متميز يجب أن يوضع في الإعتبار ونحن نستعد للمشاركة في المسابقات الرياضية الدولية الكبري والدورات الأوليمبية علي وجه الخصوص.. ولذلك يجب أن نستعد من الآن لدورة طوكيو الأوليمبية 2020 وما بعدها وإعادة الروح إلي مشروع البطل الأوليمبي الذي كان قد بدأ التفكير فيه عام 2001 ولكن لم تكتمل أركانه ولم يكتب له النجاح والمطلوب مراجعة المشروع وإعادته إلي الحياة مع التحلي بالصبر والإصرار والنفس الطويل لأننا لو بدأنا من الآن فلن تكون هناك نتائج ايجابية بالصورة التي نتمناها إلا بعد 8 سنوات ( أي في الدورة التالية لدورة طوكيو ).. وفي هذا الإطار يجب وضع تصور مقترح لاستراتيجية متكاملة لمشروع البطل الأوليمبي » الجديد » مع التركيز علي الألعاب التي لمصر باع طويل فيها علي مدي التاريخ الأوليمبي مثل رفع الأثقال والمصارعة والملاكمة وعدد من اللعبات الفردية الأخري.. مع مراعاة ألا يرتبط موضوع البطل الأوليمبي بالقيادات العاملة في مجال الرياضة الحكومية والأهلية الحالية، وأن تتضمن القوانين واللوائح الدائمة في الرياضة كل ما يتصل بهذا المشروع وتقنيته وأن يتم توفير الكوادر الرياضية القادرة علي العمل في مجال البطولة الرياضية وإعداد اللاعبين الواعدين والأوليمبيين مع الدعم الحكومي والأهلي اللازم لاستمرار المشروع ووضع قواعد دقيقة للرعاة والاحتراف تتناسب مع التشريعات الدولية.. أقول هذا من واقع تجربة حقيقية فقد شاركت في اللجنة التي أسست مشروع البطل الأوليمبي، وأسفت جدا لعدم استمرار المشروع الذي كنت أتوقع له نجاحاً كبيراً خاصة بعد ميداليات دورة أثينا الأوليمبية الخمس في 2004.. » ولنا عودة »