مع بداية انطلاقة العد التنازلى لانطلاق أكبر تظاهرة أوليمبية، وهى دورة الألعاب الأوليمبية ريو دى جانيرو 2016، التى ستقام خلال الفترة من 6 إلى 22 أغسطس المقبل، والتى يشارك فيها 12 ألف لاعب ولاعبة يمثلون قرابة 205 دول فى 28 لعبة رياضية جماعية وفردية، وبمناسبة هذه التظاهرة التى مر عليها 120 عاما من تاريخ هذه الدورات الأوليمبية، تحتفل البرازيل بهذه المناسبة التاريخية ما بين انطلاق أول دورة أوليمبية أثينا 1896 وآخر دورة لندن 2012، وكانت الرياضة المصرية لها شرف المشاركة وصدارة الميداليات العربية والإفريقية، ولم تخلو مشاركة مصرية من إحراز ميداليات أو مراكز شرفية من الرابع حتى الثامن، وقد ارتفع نصيب الرياضة المصرية من الميداليات فى السجل الأوليمبى إلى 28 ميدالية متنوعة، فى مقدمتها الميداليات السبع الذهبية، وعشر فضيات، وإحدى عشرة برونزية. انضمت مصر للجنة الأوليمبية الدولية عام 1910، وكان ترتيبها رقم 14 بين الدول الأعضاء الأوائل، وتم حجز مقعد لها فى المقدمة فى الاحتفالية الكبرى بمناسبة مرور 120 عاما على تاريخ دورة الألعاب الأوليمبية. ومصر لم تغب عن هذ التظاهرة الأوليمبية إلا لظروف قهرية، حيث غابت ثلاث مرات، الأولى بسبب العدوان الثلاثى على مصر فى أوليمبياد ملبورن عام 1956 قبل انطلاق الدورة بأسابيع، والثانية أوليمبياد موسكو 1980 للغزو الروسى لأفغانستان، والثالثة مونتريال 1976 بسبب التفرقة العنصرية التى طبقتها نيوزيلندا ومشاركة جنوب إفريقيا التى تطبق سياسة التفرقة العنصرية. وتشارك مصر فى هذه التظاهرة الأوليمبية فى ريو دى جانيرو ببعثة كبيرة قوامها قد يصل إلى مائتين، تشارك فى أكثر من اثنتين وعشرين لعبة جماعية وفردية، وأن جميع الاتحادات الرياضية التى حصلت على شرف التأهل ستشارك فى الدورة، ومن المحتمل أن يصل عدد اللاعبين واللاعبات إلى 150 لاعبا ولاعبة، ولم تشارك ألعاب كرة القدم وكرة السلة وكرة الماء والهوكى والكرة الطائرة سيدات، خاصة الساحرة المستديرة كرة القدم، التى كانت أمامها فرصة لن تتكرر، بعد إهدار الملايين عليها. وأبطال اللعبات الفردية معقود عليهم كل آمال وطموحات الشعب المصرى لتحقيق ميداليات أوليمبية مثلما حدث فى أوليمبياد أثينا 2004. والآن هناك سؤال يفرض نفسه وهو: هل ينجح أبطال وبطلات البعثة فى تحقيق ميداليات مثلما تحققت فى أوليمبياد أثينا 2004؟ وماذا تقول الأرقام؟ نجد أن النتائج والأرقام تؤكد على مدى تاريخ دورات الألعاب الأوليمبية منذ الدورة الأولى 1896 بأثينا حتى آخر دورة لندن 2012، أن أبطال اللعبات الفردية هم الذين سطروا تاريخ مصر الأوليمبى بحروف من ذهب وفضة وبرونز وان رصيد مصر من الميداليات المتنوعة 28 ميدالية 7 ذهبيات و10 فضيات وأول ميدالية ذهبية لمصر حققها المصارع ابراهيم مصطفى بامستردام 1928 واخر ذهبية لمصر حققها المصارع كرم جابر اثينا 2004، وأبطال المصارعة ورفع الأثقال والملاكمة والجودو والسلاح والتايكوندو هم نجوم هذا التاريخ. اما الآن التاريخ لا يكذب ولا يتجمل والحقيقة التى لا يختلف عليها اثنان من الخبراء الدوليين أن بعثة مصر بها ألعاب فردية وجماعية وتأهل اللعبات الجماعية شرف للوجود فى المعترك الأوليمبى وسيكون أداؤهم شرفا للرياضة المصرية. وفى نفس السياق، تؤكد نتائج وأرقام التاريخ أن أبطال اللعبات الفردية هم الأمل فى اقتناص الميداليات الأوليمبية وعزف السلام الوطني. وبنظرة احصائية تاريخية للأبطال المشاركين نجد أنهم الأقرب للمنافسة على الميداليات، حيث تشارك المصارعة بعشرة مصارعين أبرزهم أحمد عثمان وعبداللطيف منيع ومحمد فوزى وأدهم صالح وهيثم فهمى فى المصارعة الرومانية، ومحمد على زغلول وضياء الدين كمال جودة فى المصارعة الحرة، وإيناس خورشيد وسمر عامر النسائية، وفى رفع الأثقال الرباعة سارة سمير، وفى ألعاب القوى إيهاب عبدالرحمن، وفى الجودو رمضان درويش، وفى الرماية عزمى محيلبة، وفى السلاح أبوالقاسم، وفى الملاكمة حسام بكر هؤلاء الأبطال هم الأقرب للمنافسة على العديد من الميداليات واقتناصها، بالاضافة للعديد من الأبطال فى ألعاب أخرى مثل عمر الجزيزى الخماسى الحديث والقوس والرمح. كما تؤكد النتائج والاحصاءات أن هناك ألعابا للتمثيل المشرف وأخرى للمنافسة على الميداليات، ومن هذا المنطلق لابد من التدخل الفورى من وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز بالتعاون مع اللجنة الأوليمبية المصرية لعمل نظام تركيزى وليس شموليا للصرف على أبرز أبطال اللعبات الفردية المعقود عليهم الأمل ،ولابد من عمل برنامج اعداد قوى خارجى وداخلي، ولابد من برنامج اشراف ومتابعة عليهم، وخاصة أن العد التنازلى على افتتاح الدورة انطلق والمؤشرات الفنية تؤكد أن أبطال وبطلات اللعبات الفردية هم الأمل لتحقيق الميداليات وعزف السلام الوطنى فوق منصات التتويج.