بدأ بالقاهرة عرض الفيلم الأمريكي أسطورة طرزان، وهو من بطولة إليكساندر سكارسجارد 39 سنة وكريستوفر والتز، وصامويل إل جاكسون، ومارجوت روبي، وإخراج دافيد ياتس وقصة الفيلم مأخوذة عن شخصية طرزان التي ابتدعها في بدايات القرن العشرين »إدجار رايس بوروتس» وتحولت إلي عشرات الحكايات والقصص المصورة والأفلام الكرتونية والروائية، وعمادها الأساسي، عن أسرة إنجليزية تفقد طفلها في إحدي الغابات،الاستوائية، فتقوم إحدي الغوريلات بحمايته وتنشئته فيشب كأنه واحد من حيوانات الغابة، يجيد التفاهم معها وتسلق الأشجار بخفة ورشاقة، ينافس القرود وطبعا لأنه يتمتع بعقل أرقي فهو يحسن استخدامه وفهم قانون الغابة وعلاقة كل حيوان بالآخر ومراكز القوي وكيفية التغلب علي الصعاب، ولكن يحدث أن يتم العثور علي طرزان من قبل أحد فرق البحث والتنقيب في الغابة، ويصبح العثور عليه حديث الساعة في المجتمع البريطاني ، وتحاول عائلته أن تدربه علي التأقلم علي سلوك البشر وكيفية التعامل بشكل متحضر، بعيدا عن الحياة البدائية التي عايشها في الغابة ولكنه يجد صعوبة شديدة في التأقلم، ويكتشف ونكتشف معه أن حياة البشر أكثر ضراوة وشراسة ومكرا من حياة حيوانات الغابة، فيواجه صراعات إنسانية شديدة لكونه الوريث الوحيد لعائلته، وعندما يجد نفسه محاطاً بشرور البشر يأخذه الحنين لحياة الغابة، فيهجر الحياة المدنية ويعود إلي أصدقائه الحيوانات ويقرر أن يعيش بينهم! خرجت من عباءة تلك الحكاية مجموعة ضخمة من الأفلام عن مغامرات طرزان وصديقته القردة شيتا، التي تولت تربيته منذ أن كان طفلا رضيعا، حتي أن السينما المصرية لم تفوت الفرصة واقتبست الحكاية وحولتها إلي فيلم كوميدي،باسم إسماعيل ياسين طرزان، وطبعا كان من بطولة إسماعيل ياسين وشاركته البطولة فيروز التي كانت طفلة مشهورة في سينما الخمسينيات ولكنها في هذا الفيلم كانت قد وصلت إلي مرحلة الشباب! أما فيلم »أسطورة طرزان» الذي كتب له السيناريو كريج بروير،و»آدم كوزاد» فهو يبدأ بعد أن وصل طرزان إلي سن الرجولة، وعاد إلي المجتمع المتحضر وأصبح جنتلمان يشار له بالبنان وقد تزوج من ابنة عائلة راقية ، ولكنه يقرر أن يعود للغابة بعد علمه أن هناك خطراً داهماً يتربص بها، يتمثل في بعثة أرسلها ملك بلجيكا »ليوبولد الثاني» الذي كان يلقب في الحقيقة بسفاح الكونغو، وكانت مهمة البعثة البلجيكية التي يقودها »كريستوفر والتز» هي بالطبع البحث عن الماس، حتي لو أدي ذلك إلي تدمير الغابة ومن عليها من بشر أو حيوانات، ومع تكثيف أسباب الصراع وخلق فرص لصراعات جانبية بين المغتصب الأبيض وأصحاب الأرض من ذوي البشرة السمراء، الذين يعيشون حياة بدائية، ومع ثورة حيوانات الغابة الذين فوجئوا بكثافة تدخل الإنسان في طبيعتهم العذراء بغرض تدميرها للاستفادة من ثرواتها،يكون تدخل طرزان لحماية من عاش بينهم وحموا طفولته وعلموه معاني الحياة، وتشاركه في المغامرة زوجته، التي تتحول إلي عبء عند اختطافها من قبل مبعوث ملك بلجيكا لإجبار طرزان علي الظهور وتسليم نفسه! فيلم »أسطورة طرزان»، يضم مشاهد صراع مبتكرة، مصورة بأسلوب ال3D حتي أن المشاهد يشعر أنه داخل الحدث وأن الحيوانات تقفز من حوله وفوق رأسه، وقد تم تصنيع وخلق عشرات من القردة المتوحشة وحيوانات الغابة عن طريق الديجيتال، مع اختيار بطل وسيم مفتول العضلات، رشيق الحركة وإن كانت ملامحه بها الجمود، ولكن يمكن تبرير ذلك بكونه قد نشأ في الغابة وتعلم فنون التفاهم باللمس والحركة وليس بالتخاطب الذي تعلمه مؤخرا، تجارب إليكساندر سكارسجارد السابقة لم تكن مبهرة وقد وصل لعامه السادس والثلاثين قبل أن يحقق شهرة واسعة، وأعتقد أن نجاح أسطورة طرزان كفيلم تجاري جيد الصنع ربما تقفز باسمه في السنوات القادمة، أما »مارجوت روبي» فهي امرأة فاتنة ولكنها لم تقدم شيئا يستحق الذكر في الأحداث، وطبعا كان كريستوفر والتز شرير الشاشة هو محرك الصراع، ومكمن الخطر علي الأبطال، ولكنه يعتمد فقط علي الكاريزما التي لم يستغلها لتنوع أدائه أو مفاجأة المشاهد بشيء مختلف وغير متوقع، أعتقد أنه أصبح في أزمة حقيقية، لأنه ومنذ فيلم ترانتينو »جانجو بلاقيود» 2012 لم يقدم أي أداء لافت أومثير للإعجاب! فيلم »أسطورة طرزان» موجه للفئة العمرية التي تزيد عن 13 سنة، لتضمنه مشاهد عنف كثيرة، أما فيلم كتاب الأدغال فهو يعتمد أيضا علي حكاية الطفل الذي تربي وعاش في الغابة وسط مجموعة من الحيوانات،ولكنه موجه إلي من هم أقل من 13 سنة، ولامانع طبعا من أن يستمتع به الكبار،لأنه ممتع حقا، ويقوم ببطولته الطفل »نايل سيثي» في دور »موجلي» وهو العنصر البشري الوحيد في الفيلم، أما بقية الشخصيات فهي نماذج ديجيتال، لحيوانات الغابة، يلعب البطولة الصوتية مجموعة كبيرة من النجوم بينهم بيل موراي في دور الدب الطيب عاشق أقراص العسل، بن كينجسلي في دور الفهد الذي تولي تربية موجلي وتنشئته علي القيم وتقاليد الغابة، إدريس إلبا النمر الشرير الذي يسعي للسيطرة علي حيوانات الغابة وقتل الطفل موجلي،لأنه يتوجس منه خيفة ويؤمن أنه سوف يكون سببا في جلب الخراب علي الغابة، في يوم ما،لأنه يدرك أن طبيعة الإنسان التدمير والخراب أينما حل، أما سكارلت جوهانسون فرغم دورها القصير في دور الأفعي إلا أن أداءها الصوتي المبهر أضاف عبقا للفيلم! وتؤدي الممثلة السمراء »ليوبيتا نيونجو» شخصية الثعلبة التي قامت باحتضان موجلي منذ العثور عليه في الغابة وأرضعته مثل صغارها، فيلم كتاب الغابة هو حالة سينمائية من المتعة الخالصة.