رئيس جامعة المنيا يشارك في اجتماع «الجامعات الأهلية» لبحث استعدادات الدراسة    أسعار طبق البيض اليوم الاربعاء 17-9-2025 في قنا    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الاربعاء 17-9-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    خبير أمن معلومات: تركيب الصور بالذكاء الاصطناعي يهدد ملايين المستخدمين    الخارجية الكندية: الهجوم البري الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة مروع    مباحثات سعودية إيرانية في الرياض حول المستجدات الإقليمية    فرنسا تدين توسيع العملية الإسرائيلية بغزة وتدعو إلى وضع حد للحملة التدميرية    ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 108 منذ فجر الثلاثاء    السيطرة على حريق هائل نشب بمطعم شهير بمدينة أبو حمص في البحيرة    إصابة 12 شخصًا إثر إنقلاب "تروسيكل" بالبحيرة    د.حماد عبدالله يكتب: البيض الممشش يتلم على بعضه !!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 17-9-2025 في محافظة قنا    بهدف ذاتي.. توتنام يفتتح مشواره في دوري الأبطال بالفوز على فياريال    أمين عمر حكما لمواجهة الإسماعيلي والزمالك    «دروس نبوية في عصر التحديات».. ندوة لمجلة الأزهر بدار الكتب    الخارجية السورية تكشف تفاصيل الاجتماع الثلاثي واعتماد خارطة طريق لحل الأزمة في السويداء    حرق من الدرجة الثانية.. إصابة شاب بصعق كهربائي في أبو صوير بالإسماعيلية    زيلينسكي: مستعد للقاء ترامب وبوتين بشكل ثلاثي أو ثنائي دون أي شروط    بالصور- مشاجرة وكلام جارح بين شباب وفتيات برنامج قسمة ونصيب    "يانجو بلاي" تكشف موعد عرض فيلم "السيستم".. صورة    سارة سلامة بفستان قصير وهيدي كرم جريئة .. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    مبابي: مباراة مارسيليا تعقدت بعد الطرد.. ولا أفكر في أن أكون قائدا لريال مدريد    بسبب زيزو وإمام عاشور.. ميدو يفتح النار على طبيب الأهلي.. وينتقد تصريحات النحاس    موعد إعلان نتيجة تنسيق جامعة الأزهر 2025 رسميا بعد انتهاء التسجيل (رابط الاستعلام)    ارتفاع جديد ب 340 للجنيه.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 بالصاغة    زيارة صرف الأنظار، ترامب يصل إلى بريطانيا ومراسم استقبال ملكية في انتظاره    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. الأسد: كلمة منك قد تغير كل شيء    حريق هائل بمطعم شهير بمدينة أبو حمص في البحيرة (صور)    مصرع وإصابة 3 شبان بحادث تصادم في محافظة البحيرة    تدريبات فنية خاصة بمران الزمالك في إطار الاستعداد لمباراة الإسماعيلي    صندوق النقد: مطلوب زيادة اسعار الطاقة باسرع وقت .. مصطفى مدبولي: بنزين وسولار وبوتجاز من أول أكتوبر يا افندم!    بعد تضخم ثروته بالبنوك، قرار جديد ضد "مستريح البيض والمزارع"    نائب رئيس جامعة الأزهر يعلن موعد نتيجة التنسيق (فيديو)    أبرزها الإسماعيلي والزمالك، حكام مباريات الخميس بالجولة السابعة من الدوري المصري    مروان خوري وآدم ومحمد فضل شاكر في حفل واحد بجدة، غدا    انخفاض بدرجات الحرارة، الأرصاد تعلن طقس اليوم    أعراض مسمار الكعب وأسباب الإصابة به    كاراباك يصعق بنفيكا بثلاثية تاريخية في عقر داره بدوري الأبطال    4 أيام عطلة في سبتمبر.. موعد الإجازة الرسمية المقبلة للقطاع العام والخاص (تفاصيل)    رئيس أركان جيش الاحتلال ل نتنياهو: القوات تعمّق الآن «إنجازًا» سيقرب نهاية الحرب    سعر السمك البلطي والسردين والجمبري في الأسواق اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025    سعر التفاح والموز والفاكهة في الأسواق اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025    ننشر خريطة موعد بدء الدراسة للتعليم الابتدائي بمدارس الفيوم تدريجيًا.. صور    على باب الوزير    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شاب طافية بنهر النيل في الوراق    ضبط ومصادرة 2 طن طحينة بمصنع بدون ترخيص بالمنيرة    مي عز الدين تهنئ محمد إمام بعيد ميلاده: «خفة دم الكون»    قبول الآخر.. معركة الإنسان التي لم ينتصر فيها بعد!    داليا عبد الرحيم تكتب: ثلاث ساعات في حضرة رئيس الوزراء    أوقاف الفيوم تنظّم ندوات حول منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إعانة الضعفاء.. صور    يوفنتوس ينتزع تعادلًا دراماتيكيًا من دورتموند في ليلة الأهداف الثمانية بدوري الأبطال    قافلة طبية مجانية بقرية الروضة بالفيوم تكشف على 300 طفل وتُجري37 عملية    حتى لا تعتمد على الأدوية.. أطعمة فعالة لعلاج التهاب المرارة    يؤثر على النمو والسر في النظام الغذائي.. أسباب ارتفاع ضغط الدم عن الأطفال    ليست كلها سيئة.. تفاعلات تحدث للجسم عند شرب الشاي بعد تناول الطعام    أمين الفتوى يوضح حكم استخدام الروبوت في غسل الموتى وشروط من يقوم بالتغسيل    فيديو - أمين الفتوى يوضح حالات سجود السهو ومتى تجب إعادة الصلاة    أمين الفتوى يوضح الجدل القائم حول حكم طهارة الكلاب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مواسم العشق الأخيرة
نشر في أخبار الحوادث يوم 13 - 08 - 2016


‮ ‬رجلٌ‮ ‬وحيد‮ .. ‬
ماذا تريد ؟‮!!‬
لا الهاتف‮ ‬ُالغافي‮ ‬
بقربِ‮ ‬سريركَ‮ ‬المقرورِ‮ ‬
يحملُ‮ ‬ما تودُّ‮ .. ‬ولا البريد‮ ...‬
ولا وجوهُ‮ ‬الأصدقاء‮ ‬
بدفترِ‮ ‬الصورِ‮ ‬القديمةِ
تستعيد ملامحَ‮ ‬الزمنِ‮ ‬السعيد‮ ‬
ياأيُّها الرجلُ‮ ‬الوحيد‮ .. ‬
ماذا تريد ؟‮ !!‬
جدرانُ‮ ‬حجرتِكَ‮ ‬استحالتْ‮ ‬
عالماً‮ ‬في ضيقِ‮ ‬صدرِكَ‮ ‬،
يحتويكَ‮ ‬،‮ ‬ولا‮ ‬يزيد‮ ..‬
ما زلتَ‮ ‬تطمعُ‮ ‬أنْ‮ ‬تريقَ‮ ‬علي جذورِكَ‮ ‬
‮ ‬من رواءِ‮ ‬حديثِها‮ ‬
طلاً‮ ‬يعيدُكَ‮ ‬للوجود ؟
هي لم تجدْ‮ ‬في صوتِكَ‮ ‬المشروخِ‮ ‬
أغنية تعلِّقُ‮ ‬صدرها بالريحِ‮ ‬
أغنيةً‮ ‬
تُفتِّحُ‮ ‬في ربيعِ‮ ‬الصدرِ‮ ‬
أجفانَ‮ ‬الورود‮ .. !!‬
ماذا تريد ؟‮ ‬
ما زلتَ‮ ‬تحلمُ‮ ‬
أنْ‮ ‬يدُقَّ‮ ‬بصدرِها‮ ‬
ما دقَّ‮ ‬صدرَكَ‮ ‬من رعود‮ ‬
هي صدفةٌ‮ ‬
جمعتْ‮ ‬خريفَكَ‮ ‬والربيعَ‮ ‬،‮ ‬
وجاوزتْ‮ ‬كلَّ‮ ‬الحدود‮ ‬
ومضت‮ .. ‬
كما تمضي الحياةُ‮ ‬،
ولن تعود‮ ....‬
بين الربيعِ‮ ‬وبين خاتمةِ‮ ‬الخريفِ‮ ‬
مواسمُ‮ ‬الأمطارِ‮ ‬،
والتذكارُ‮ ‬،
والليلُ‮ ‬المعبأُ‮ ‬بالجليد‮ .. ‬
يا أيُّها الرجلُ‮ ‬الوحيد‮ ‬
هذا خريفُكَ‮ ‬فانتظرْ‮ ‬
علَّ‮ ‬الربيع‮ ‬يدقُّ‮ ‬بابَكَ‮ ‬
من جديد‮ ‬
يوميات‮ ‬غزة
صلاة
من ركامِ‮ ‬المخيَّم تنبتُ‮ ‬،‮ ‬
مسَّربلاً‮ ‬بالترابِ‮ ‬البهيِّ‮ ‬،‮ ‬
ومطَّهراً‮ ‬بالدماء‮ .. ‬
من ضجيجِ‮ ‬المخيّمِ‮ ‬
في أذن المرجفين ‮ ‬
تؤذِّنُ‮ : ‬حي علي النصر والفوز والافتداء‮ ..‬
وتنوي صلاةً‮ ‬بغير ركوعٍ،
بغير سجودٍ‮ ‬،‮ ‬بغير انحناء‮ .. ‬
فهل جاز لي أن أصلي وراءانبعاثك‮ ‬
دون وضوء ؟‮!!‬
فإني تيممتُ‮ ‬بالصمتِ‮ ‬
أقرأُ‮ ‬سراً‮ ‬بفاتحة الانتماء‮ ..!! ‬
حصار‮ ‬
)اتْنِينْ‮ ‬ورَاهْ‮ ‬ ‮ ‬واتْنِينْ‮ ‬ورَا العِلْوَه
‮ ‬واتْنِينْ‮ ‬يِقُولو‮:‬ ‮ ‬خُدوهْ‮ ‬عَلَي سهْوَه
‮ ‬وِلْدِ‮ ‬الحَرَامْ‮ ‬ ‮ ‬شِرْبوا عليك قَهْوَهْ‮ ‬(
أسئلة الفصول‮ ‬
0من أنتَ‮ ‬يا درويشُ‮ ‬؟‮ ‬
قُلْ‮ .. ‬
بالله قل ‮ ‬
إنْ‮ ‬كنتَ‮ ‬تعرفُ‮ ‬ما تقول‮ .. ‬
من أنتَ‮ ‬؟‮!!‬
لا جذرٌ‮ ‬من الصبَّارِ‮ ‬
يمتصُّ‮ ‬التواريخَ‮ ‬القديمةَ‮ ‬
كي‮ ‬يكحِّلَ‮ ‬أعينَ‮ ‬الأطفالِ
‮ ‬بالأزهار‮.. ‬والرؤيا‮ ‬
ولا خَضَرٌ‮ ‬نما في كَرْمةِ‮ ‬الأيامِ‮ ‬
كي‮ ‬يعطي لعينِ‮ ‬الشمسِ‮ ‬
برهانًا علي قربِ‮ ‬الوصول‮ .. ‬
من أنتَ‮ ‬يادرويشُ‮ ‬؟‮!!‬
لا‮ ‬غيمٌ‮ ‬يحلِّقُ‮ ‬في سماءِ‮ ‬المتعبينَ‮ ‬
بهذهِ‮ ‬الصحراءِ‮ ‬ قريتِنا ‮ ‬
ولا عينٌ‮ ‬تغازلُ‮ ‬أعينَ‮ ‬العطشي‮ ‬
ولا قَطْرٌ‮ ‬يُبشِّرُ‮ ‬بالهطول‮ ..‬
من أنتَ‮ ‬يا درويشُ‮ ‬
لا سربٌ‮ ‬منَ‮ ‬الأحلامِ‮ ‬ يَدخلُ‮ ‬في سريرِ‮ ‬الليلِ‮ .. ‬
يفرشُهُ‮ ‬بما تهوي ملائكةُ‮ ‬النهارِ‮ ‬
ولا فَرَاشٌ‮ ‬حطَّ‮ ‬في شُبَّاكِ‮ ‬قريتِنا‮ ‬
فأنهكَهُ‮ ‬الصقيعُ‮ ‬،‮ ‬
وملَّ‮ ‬من مطرِ‮ ‬المثول‮ ..!!‬
من أنتَ‮ ‬يا درويشُ‮ ‬
لا أدري‮ ..!! ‬
‮...................‬
ولا تدري العصافيرُ‮ ‬التي نامت‮ ‬
علي‮ ‬غصنِ‮ ‬المجاعةِ‮ ‬من تكون‮ .. ‬؟‮!!‬
أشجارُ‮ ‬سنطِ‮ ‬الله تسألُ‮ ‬من تكون ؟‮ ‬
وبأي حقٍّ‮ ‬تجتبي من دمعنا نَهَرًا‮ ‬
من الشِّعرِ‮ ‬المساقط من مآقينا‮ ‬
ومن حزنِ‮ ‬الحقول ؟‮!!‬
من ذا الذي أعطاكَ‮ ‬خارطةَ‮ ‬المواسمِ‮ ‬والفصولِ‮ ‬؟
فرحتَ‮ ‬تسألُ‮ ‬قُبَّرات الصيفِ‮ ‬
عن ماءِ‮ ‬الشتاءِ‮ .. ‬
وعن‮ ‬ينابيعِ‮ ‬السهول ؟‮ ‬
يا أيُّها الولدُ‮ ‬العَجُول‮ ..‬
يا أيها الولد العجول‮..‬
لا شيء في كفَّيْكَ‮ ‬من قمحِ‮ ‬الحقول‮ ‬
ولا علي الشفتيْنِ‮ ‬أغنيةُ‮ ‬الحصاد‮ ..!!‬
يا أيُّها الولدُ‮ ‬البلاد‮ .. ‬
خُذْ‮ ‬ما قبستَ‮ ‬مِنَ‮ ‬المواقيتِ‮ ‬السعيدةِ‮ ‬،‮ ‬وارْتحلْ‮ ‬،‮ ‬
هذي بلادٌ‮ ‬غيرُ‮ ‬ما تهوي‮ ‬
وناسٌ‮ ‬لا‮ ‬يحبونَ‮ ‬البلاد‮ ..!!‬
هذي بيوتٌ‮ ‬كِذْبةٌ‮ .. ‬
قد صاغها الجُمَّيْزُ‮ ‬
والنخلُ‮ ‬المروضُ‮ ‬والخجول‮ ..‬
خُذْ‮ ‬ماءَ‮ ‬شِعرِكْ‮ ‬،‮ ‬وارتحلْ‮ ‬،‮ ‬
ودعِ‮ ‬الطلولَ‮ .. ‬
فلا البلادُ‮ ‬هي البلادُ‮ .. ‬
ولا أنا‮ .. ‬أنتَ‮ ‬،‮ ‬
ولا هذي الفصولُ‮ ‬
هي الفصول‮ ..!!‬
لهذا الترابِ‮ ‬البهيِّ‮ ‬أُغنّي‮ ...‬
للصعيدِ‮ ‬الذي أنبتَ‮ ‬الشِّعرَ‮ ..‬
واستوْلدَ‮ ‬النيلَ‮ ‬أبناءَهُ‮ ‬،‮ ‬والبلاد‮ .. ‬
وحطَّ‮ ‬علي الأفْقِ‮ ‬شمسَ‮ ‬الخلودِ‮ ‬،
‮ ‬وخطَّ‮ ‬لشمسِ‮ ‬الخلودِ‮ ‬المدار‮ ... ‬
و استعارَ‮ ‬من الغسقِِ‮ ‬الأزليِّ‮ ‬التواريخَ‮ ‬،‮ ‬
والرسمَ‮ ‬،‮ ‬والنحتَ‮ ‬،‮ ‬
والكدَّ‮ ‬،‮ ‬والانتظار‮ .. ‬
للصعيد‮ ‬البهيِّ‮ ‬أغنّي‮ .. ‬
فيهتزُّ‮ ‬قلبُ‮ ‬القصائدِ‮ .. ‬
يبتدُعُ‮ ‬الأبجديةَ‮ .. ‬
ينشدٌ‮ ‬درويشُ‮ ‬هذا الصعيد التراتيلَ‮ ‬
والأغنياتِ‮ ‬الهزار‮ ..!!‬
للصعيدِ‮ ‬المحاصرِ‮ ‬بالخوفِ‮ ‬
والصهدِ‮ ‬،‮ ‬
والعطشِ‮ ‬الموسميِّ‮ ‬
أغني‮ ..‬
وأملأ كفَّ‮ ‬القصائدِ‮ ‬
من وجعِ‮ ‬النجعِ‮ .. ‬
أفتحُ‮ ‬نافذةً‮ ‬
في سماءِ‮ ‬المواعيدِ‮ ‬
للأنجمِِ‮ ‬التوْقِِ‮ ‬،
والأغنياتِ‮ ‬العذاري‮ ‬،‮ ‬
و للرقص‮ ‬،‮ ‬
والفيضِ‮ .. ‬والانحسار‮ .. ‬
أغني‮ .. ‬
لهذي البلاد التي تلدُ‮ ‬الشمسَ‮ ‬
في كلِّ‮ ‬صبحٍ‮ ‬،‮ ‬
وترضعُ‮ ‬أطفالَ‮ ‬هذا الوجودِ‮ ‬الحَكايا‮ ‬،
وتعطي الترابَ‮ ‬البهيَّ‮ ‬المسافرَ‮ ‬
من مشرقِ‮ ‬الأوليات‮ .. ‬إلي أبدِ‮ ‬الدهرِ‮ .. ‬
شاطئَهُ‮ ‬البكرَ‮ ‬،‮ ‬
تعطي لشطئانِهِ‮ ‬الاخْضرار‮ .. ‬
هذي بلادٌ‮ ..‬
هي النونُ‮ ‬في صرخةِ‮ ‬البَدْءِ‮ (‬كُنْ‮ .. )‬
وقوقعةُ‮ ‬الدهرِ،‮ ‬
تجمِّعُ‮ ‬عشَّاقَها من حنايا‮ ‬الأراغيلِ‮ ‬،
تضربُ‮ ‬للشوقِ‮ ‬موعدَهُ‮ ‬،
‮ ‬والنهار‮ . ‬
للصعيد الذي سنبَلَ‮ ‬الشعرَ‮ ‬
‮ ‬في القلبِ‮ ‬،‮ ‬
أطلعَ‮ ‬في أعينِ‮ ‬الساهرينَ‮ ‬
‮ ‬شموسَ‮ ‬المواوويلِ‮ ‬
والأغنياتِ‮ .. ‬أغني‮ ‬
النخيلُ‮ ‬المثقَّلُ‮ ‬بالتمرِ‮ ‬والذكرياتِ‮ ‬
يغني لمن علموهُ‮ ‬الوقوفَ‮ ‬الأبيَّ‮ ‬
الصلابةَ‮ ‬،‮ ‬
من روضوا‮ ‬لغةَ‮ ‬الصبرِ‮ ‬،‮ ‬
من بدَّلوا الزهوَ‮ ‬بالانكسار‮ .. ‬
أيُّهذا الصعيد‮ .. ‬النهار‮ ‬
أنتَ‮ ‬من‮ ‬يستحقُّ‮ ‬الأناشيدَ‮ ‬
في زمنِ‮ ‬الصمتِ‮ ..‬
والزمنِ‮ ‬الانتحار‮ .. ‬
أنت من أرضع الشعرَ
‮ ‬سحرَ‮ ‬التباهي‮ ‬،
ومن علَّم الشعراءَ‮ ‬الفخار‮ ..!!‬
عتمة الذاكرة‮ .. ‬
التواريخُ‮ ‬تسقطُ‮ ‬في لُجَّةِ‮ ‬الإلتباسِ‮ .. ‬
وفي التيهِ‮ .. ‬والآن‮ .. ‬
‮ ‬واللحظةِ‮ ‬العابرة‮ .‬
والتفاصيلُ‮ ‬تعبرُنا الآنَ‮ ‬لاهثةً‮ ‬لا تبينُ‮ ‬،
كلانا أضاع ملامحها‮ ‬
المستحيلة والفاترة‮ ..!!‬
التفاصيل رخوُ‮ ‬التجاعيدِ‮ ‬يغتالُ‮ ‬فيها حدودَ‮ ‬الزمانِ‮ ‬
حدودَ‮ ‬المكانِ‮ .. !!‬
وأطلالَهُ‮ ‬الصافرة‮ .. ‬
الهلامُ‮ ‬هو الوقتُ‮ .. ‬
والعمرُ‮ ‬متسعٌ‮ ‬للتآويل‮ .. ‬
والحدْسِ‮ .. ‬
‮ ‬والهمةِ‮ ‬الخائرة‮ .. ‬
والمسافاتُ‮ ‬رملٌ‮ ..!!‬
وما كان‮ ‬يدخلُنا حين نلْقي الصِّحابَ‮ ‬
استحال مياهًا‮ ..‬
من الصعبِ‮ ‬أنْ‮ ‬تحملَ‮ ‬الماءَ‮ ‬
في جيبها‮ ‬الذاكرة‮ ..!!‬
العلاماتُ‮ ‬تُدخِلكَ‮ ‬التيهَ‮ .. ‬
حين تطلُّ‮ ‬الوجوهُ‮ ‬من الزمنِ‮ ‬الرخو‮ ‬
والدهشةِ‮ ‬الحائرة‮ ‬
أيهذا الصديق القديم‮ .. ‬
تمهَّل‮ ..‬
وأوقفْ‮ ‬هلامَ‮ ‬الزمانِ‮ ‬الممددِ‮ ‬بين‮ ‬
المشاعر‮ .. ‬والذكريات‮ ..‬
وفتِّشْ‮ ‬عيونَك عنِّي‮ .. ‬
‮ ‬وعن صحبةٍ‮ ‬آسرة‮ .. ‬
ربما تتبدي‮ ‬
بعينيكَ‮ ‬صورتُنا
حين كنَّا نجمعُ‮ ‬كلَّ‮ ‬التفاصيلِ‮ ‬
في ضحكةٍ‮ ‬ساخرة‮ .. ‬
حين كنا نلاقي بموعدنا‮ ‬
عبقَ‮ ‬العمرِ‮ ‬،‮ ‬ووردَ‮ ‬الطموحات‮ ‬،‮ ‬
عشبَ‮ ‬الشباب‮ ..‬
وأيامه العاطرة‮ ‬
ربما تتجمعُ‮ ‬صورتُنا‮ ‬
من شقوق الغبارِ‮ ‬المُسَالِ‮ .. ‬
ومن عتمة الذاكرة‮ .. ‬
ربما بعد جهد جهيد‮ ..‬
‮ ‬سندرك أنا التقينا‮ ‬،‮ ‬
وكنا نحب أمورا
ونكره أخري‮ ..‬
وأن التفاصيل ضاعت‮ .. ‬
كما ضاع من عمرنا كل شيء‮ ‬
سوي الآن‮ ‬
واللحظة الحاضرة
المستحيلُ‮ /‬النَّهار
أيها السَّيْسَبانُ‮ ‬الذي شاخَ‮ ‬في شاطيءِ‮ ‬الذاكرة‮ ‬
لا تسلمْ‮ ‬غصونَكَ‮ ‬للريحِ‮ .. ‬
واخلدْ‮ ‬لصمتِكَ‮ ‬مثليَ‮ .. ‬
واستحلبِ‮ ‬الصبرَ‮ ..‬
‮ ‬واللحظةَ‮ ‬الحاضرة‮ .. ‬
العصافيرُ‮ ‬نامتْ‮ ‬علي أملٍ‮ ‬في الصباحِ‮ ‬،‮ ‬
كما نامَ‮ ‬أطفالُنا في المساءِ‮ ..‬
بأحضانِ‮ ‬أحلامِنا الفاترة‮ .. ‬
قريتي في‮ ‬يدِ‮ ‬الليلِ‮ .. ‬
لكنني لاأراها‮ ..‬
فلليلِ‮ ‬جبٌ‮ ‬يخبيءُ‮ ‬فيهِ‮ ‬القري والنجوعَ‮.. ‬
ليسرقَ‮ ‬منها الحكاياتِ‮ ‬
‮ ‬واللحظةَ‮ ‬النادرة‮ .. ‬
العصافيرُ‮ ‬نامت‮ .. ‬
وأطفالُنا‮ ‬كالعصافيرِ‮ ‬
لا تدرك الخدعةَ‮ ‬الماكرة‮ ‬
لا صباحَ‮ ‬لأطفالنا‮ ‬
و العصافيرِ‮ ‬في قريتي‮ ..!!‬
فالظلامُ‮ ‬الْتَسرَّبَ‮ ‬من جُبَّةِ‮ ‬الليلِ‮ ‬
أطفأ قنديلَها‮ ‬،‮ ‬
والمآذنُ‮ ‬في صمتها حائرة‮ .. ‬
كيفَ‮ ‬تطلقُ‮ ‬من سُرَّةِ‮ ‬الليلِ‮ ‬صرختَها‮ .. ‬
والمصلونَ‮ ‬في سُررِ‮ ‬الصمتِ‮ ‬
يقتسمونَ‮ ‬سحورَ‮ ‬المجاعةِ‮ ‬
‮ ‬ينوونَ‮ ‬صوْماً‮ ‬علي‮ ‬غيرِ‮ ‬موعدةٍ‮ ‬
من نهار‮ ...‬؟‮!!‬
أيها السيسبانُ‮ ‬المعبأُ‮ ‬بالصمتِ‮ .. ‬والانتظار‮ ‬
لا تسلْني عنِ‮ ‬الماءِ‮ ..!!‬
لا ماءَ‮ ‬في جدولِ‮ ‬الحالمين‮ ..‬
ولا الضِّفدَعُ‮ ‬المستهامُ‮ ‬بأنثاهُ‮ ‬نقَّ‮ .. ‬
فأسكرها صوتُهُ‮ ‬المستثار‮ .. ‬
كلُّ‮ ‬شيءٍ‮ ‬علي حالِهِ‮ ‬منْ‮ ‬سنينٍ‮ ..‬
فلا أعينُ‮ ‬القصصِ‮ ‬المستحيلِ‮ ‬تجفُّ‮ ‬،‮ ‬
فلا عسسُ‮ ‬الليلِ‮ ‬
أدركهُ‮ ‬الصبحُ‮ ‬ في الأحجياتِ‮ ‬‮ ‬
كما أدرك الصبح‮ ‬ُصاحبَنا‮ (‬شهريار‮ .. ‬( ,,!!
كلُّ‮ ‬شيءٍ‮ ‬علي حالهِ‮ ‬مستحيلٌ‮ ‬،
‮ ‬ونحن علي هامشِ‮ ‬الليلِ‮ ...‬
نقتاتُ‮ ‬خبزَ‮ ‬القصائدِ‮ ‬
والأمنياتِ‮ ‬القِصار‮ ..!! ‬
افتحي بابَك الآنَ‮ ‬يا قريتي
فالظلامُ‮ ‬المخيف‮ ‬يداهمُني‮ ‬
والبكاء‮ ‬،‮ ‬
والعفاريتُ‮ ‬تدخلُ‮ ‬ما بين جلدي وجلدِكِ‮ .. ‬
تخنق دربَ‮ ‬الوصول إليك‮ ‬
فيرْعشني البردُ‮ ‬،
يشتد ريحُ‮ ‬الحصار‮ .. ‬
مثل طفلٍ‮ ‬يعودُ‮ ‬
إلي حِضنِ‮ ‬جدتِهِ‮ ‬المريميةِ‮ ‬عدتُ‮ ..‬
فلا تمنحي كحلَ‮ ‬عينيك لليلِ‮ ‬
كي لا أضلَّ‮ ‬الطريقَ‮ ‬
إلي حضنها‮ ... ‬والدثار‮ .. ‬
إنه الليلُ‮ ‬يقتلُنا‮ ‬
والظلامُ‮ ‬المسخَّرُ‮ ‬بيني وبينك‮ ‬،‮ ‬
والسيسبانُ‮ ‬المضللُ‮ .. ‬
بالماء والطين‮ ‬
والمستحيل‮ / ‬النهار‮ .. !! ‬
نوبةٌ‮ ‬من كُحْلِ‮ ‬الغناء‮ ..‬
‮(‬1‮) ‬
)يا حبيبتي‮ ‬ يا قَمَرَهْ‮ ‬عَ‮ ‬السَّلُّومْ‮ ‬
السَّهْرَهْ‮ ‬عِنْدِكْ‮ ‬ للْعِشَا‮ .. ‬وِنْقُومْ‮ ‬
يا حبيبتي‮ ‬ يا قمره ع الحَاصِلْ
ما‮ ‬يتشبع‮ ‬ من سهرتك وَاصِلْ‮ ‬(
‮.....................‬
ليسَ‮ ‬للقلبِ‮ ‬أنْ‮ ‬يعرفَ‮ ‬الحزنَ‮ ‬بعدكِ‮ ..‬
لا‮ .. ‬ولا الفرحَ‮ ..!!‬
لا شيء‮ ‬يبدو بدونِكِ‮ ‬غيرُ‮ ‬السواد‮ ...!!‬
بدونك لا شيء‮ ‬يسعدُ‮ ‬قلبيَ‮ ..‬
فالفرْحُ‮ .. ‬ما كان‮ ‬يُطْلعُ‮ ‬شمسَ‮ ‬الرضا في جبينِكِ‮ ‬
والحزنُ‮ ‬ما كان‮ ‬يَكسفُ‮ ‬بالصدرِ‮ ‬
شمسَ‮ ‬الوداد‮ ..!!‬
أنني الآن وحدي‮ .. ‬
يتيمًا علي شطِّ‮ ‬شيخوختي‮ .. ‬
واليتامي‮ .. ‬كثيرٌ‮ ‬هو الحزنُ‮ ‬
في صدرهم‮ .. ‬والشقاءْ‮ ..‬
ليس ما‮ ‬يسقطُ‮ ‬الآن من أعيني‮ ‬
غير ماء التذكُّرِ‮ ‬
يطفيء نارًا بصدري‮ .. ‬
ولا‮ ‬يطفيء الشوقَ‮ ‬غيرُ‮ ‬البكاء‮ .. ‬
لا شيء إنْ‮ ‬غابَ‮ ‬يُحزنُ‮ ‬قلبي‮ ...‬
ولا شيء‮ ‬يفرحُهُ‮ .. ‬
كلُّ‮ ‬شيءٍ‮ ‬تولي وغادرني‮ .. ‬
منذُ‮ ‬غادر وجهُكِ‮ ‬والبشْرُ‮ .. ‬هذا الوجود‮ ‬
وأدخلني في الشتاء‮ ..!!‬
كيف لم تسقط الشمسُ‮ ‬في التِّيهِ‮ ‬
‮ ‬حين تَغَيَّبَ‮ ‬ضوؤكِ‮ ...!!‬؟
لم تأفل الأنجمُ‮ ‬الساهراتُ‮ ‬بليلِ‮ ‬السماء‮ ..!!‬؟‮ ‬
وحدهُ‮ ‬القمرُ‮ ‬المتسربلُ‮ ‬بالغيمِ‮ ‬
‮ ‬غافل عشَّاقَهُ‮ .. ‬
وانتحي في الظلامِ‮ ‬
‮ ‬يُعَدِّدُ‮ .. ‬مثلي‮ .. ‬
وينثرُ‮ ‬في الليلِ‮ ‬كُحلَ‮ ‬الغناء‮ ...!!‬
‮(‬2‮)‬
) يَا مِيمْتِي ‮ ‬مِينْ‮ ‬زَعَّلِكْ‮ ‬فِينَا‮ ‬
‮ ‬لمَّا رَمِيتِي‮ ‬ شُقِّتِكْ‮ ‬لِينَا‮ ‬
‮ ‬يا ميمتي‮ ‬ مين زعّلك ف البيت‮ ‬
‮ ‬يامَّا رميتي ‮ ‬شُقِّتك ع‮ ‬الحيط‮ ‬(
‮....................‬
كيف لي أن أمد‮ ‬يدي للسلام‮ ‬
وحزنُكِ‮ ‬يخترقُ‮ ‬القلبَ‮ ..!!‬؟
حين تمسُّ‮ ‬شفاهيَ‮ ‬كفَّكِ‮ ‬،‮ ‬تَبْتسمينَ‮ ‬،
فأعرفُ‮ ‬أن اشتياقي‮ ‬يغافلُني،‮ ‬
حين‮ ‬يكشفُ‮ ‬في‮ ‬غفلةٍ‮ ‬ما حرصتُ‮ ‬علي حجبِهِ‮ ‬
بالوقارِ‮ ‬المزيَّفِ‮ ‬والضحكةِ‮ ‬الافتعال‮ ‬
إنه القلبُ‮ ‬يفضحُني‮ ‬،‮ ‬
والعيونُ‮ ‬تُساقطُ‮ ‬أمطارَها‮ ‬
والسؤال‮ .. !!‬
كرةٌ‮ ‬من دمِ‮ ‬القلبِ‮ ..‬
تخرجُ‮ ‬من خلفِ‮ ‬قبرِكِ‮ ‬
تعلو علي دَرَجِ‮ ‬الوقتِ‮ ‬
والانكسار‮ .. ‬
إنها تُشْبهُ‮ ‬الشمسَ‮ .. ‬
تعلو‮ .. ‬
ترشُّ‮ ‬علي الكونِ‮ ‬فاكهةَ‮ ‬الضوءِ‮ ‬
والانتظار‮ !!‬
كرةٌ‮ ‬من دمِ‮ ‬القلبِ‮ .. ‬تعلو‮ ‬
ولا‮ ‬يدخلُ‮ ‬الصبحُ‮ ‬صدري‮ .. ‬
تعلو‮ .. ‬
ويبقي الظلام‮ ‬يلازمني‮ .. ‬والنهار‮ .. ‬
‮ ‬
‮(‬3‮)‬
يا عيد عيِّدْ‮ ‬ع الجيران وامْشي‮ ‬
احنا حَزَاني‮ ‬ ‮ ‬وما‮ ‬نْعَيْدْشي‮ ‬
يا عيد عيِّد‮ ‬ع الجيران وروح‮ ‬ ‮ ‬
دا احنا حزاني‮ ‬ ‮ ‬و قلبنا مَجْروحْ‮ ‬
مقاطع من ديوان‮ »‬‬مراسم العشق الأخيرة‮«
‮- ‬قيد النشر‮-‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.