سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البائعون: 36جنيها سعر «الدستة» .. الأطباء:لا تخضع لأي ضوابط .. وكيل وزارة الصحة: ليست مسئوليتنا مني اشترتها لحضور عرس أخيها فأصيبت بالعمي وراندا أجرت عملية خطيرة بعد استخدامها
عدسات »مضروبة» تباع علي الرصيف ب 10 جنيهات ! رئيس جهاز حماية المستهلك: حملات مفاجئة لضبط المخالفين بالتعاون مع مباحث التموين قطعة بلاستيكية لينة، عائمة في قليل من المحلول مجهول المصدر، تتلون كيفما شئت ان يكون لونها، تقف علي إصبعك برفق لتخدعك بلينها، وسرعان ما تلتصق بعينك لتبهرك بسحر لونها الجديد، دقائق ويتلاشي رفقها وتبدأ في الإفصاح عن نواياها الخبيثة، ويتحول اللين لإبر حادة توخز عينك بحدة، ساعات ويتحول اللون الجميل لإحمرار مخيف، وينقلب صفاء عيونك لعاصفة من الدموع لا تتوقف، فتحاول مسرعا التخلص من الإيذاء الذي بليت عينك به وعكرت صفوها، فيأبي الخروج منها بعد ان استوطنها واحكم الالتصاق بها، فتعافر في عينك يمينا ويسارا، وتزيد عاصفة الدموع اكثر واكثر حتي ان تنتهي هذه المعركة الدامية بانتصار القطعة البلاستيكية التي خدعتك برفقها ولونها البراق وسرقت نظرك من موطنه.. إنها العدسات اللاصقة مجهولة المصدر والتي تمكنك من شراء العمي بعشر جنيهات فقط والتي تباع علي الأرصفة في مناطق مختلفة بامبابة »وعلي عينك ياتاجر».. ترتديها الفتيات والسيدات في المناسبات المختلفة لتبدو في مظهر جميل ومختلف.. ولكنها دقائق معدودة ويتلاشي جمالها المؤقت وتبدء في الإفصاح عن نواياها الخبيثة لتطبق المثل الشعبي »جه يكحلها عماها». »الأخبار» رصدت في هذا التحقيق »عدسات لاصقة مضروبة» وباسعار بخس في مناطق مختلفة بامبابة تسبب العمي للمصريين، وتحدثنا مع المواطنين وبعض الحالات التي عانت الأمرين من »عدسات بير السلم»، ووجهنا السؤال للمسئولين والخبراء لكيفية حل هذه الظاهرة والقضاء عليها. البداية كانت من منطقة امبابة وبالتحديد من اكثر الشوارع ازدحاما بالمنطقة الا وهو نفق المنيرة والذي تحول الي سوق مترامي الاطراف لهذا النوع من المنتجات الطبية المضروبة.. أسعارها تتراوح بين 10 و25 جنيهاً.. من الوهلة الأولي تعلم بانها تحمل تصاريح مزيفة ووهمية من قبل وزارة الصحة.. لتجد في النهاية فتاة او شابة يافعه تقدم علي هؤلاء الباعه معدومي الضمير لتشتري »عدسة ملونة» من الشارع من الممكن ان تصيبها باضرار خطيرة لايحمد عقباها.. قابلنا »م.ص» احد بائعي هذه العدسات والذي يبيع في الأساس »نظارات الشمس» وبعض القبعات المقلدة لماركات عالمية..وداخل المحل الذي لايتجاوز المترx متر تجد انواعا من العدسات اللاصقة الملونة والتي تباع باسعار بخس من 10 جنيهات وحتي 25 جنيها..مكتوب عليها اسم احدي الشركات العالمية في هذا المجال وبعلب وباختام وزارة الصحة مقلدة.. تكتشفها منذ الوهلة الأولي وتباع علي الرصيف وسط حرارة الشمس الحارقة والأتربة وعوادم السيارات وبجانب مخلفات بائعي الخضراوات وتجار السمك.. اقتربنا من المحل الصغير الكائن اعلي نفق المنيرة بامبابة وتحدثنا الي »م.ص» والذي اكد انه يبيع جميع الوان العدسات اللاصقة وباسعار تنافس الجميع مشيرا بانه يجلبها من تجار الرصيف بمنطقة العتبة وعابدين وهناك مناطق اخري مثل حارة اليهود مضيفا بان اسعارها تكون بالجملة لتبدأ من 3جنيهات ونصف وحتي 7 جنيهات علي حسب اللون والخامة والشركة المصنعه، واضاف بانه يعمل في هذه المهنة منذ اكثر من عامين ولايوجد سوي بعض الشكاوي من تلك العدسات الا ان المواطنين يقبلون عليها نظرا لرخص سعرها. لانسيز يوم واحد ومن امام احدي الباكيات العشوائية بشارع الجامع رصدنا شاب في العشرينات يقوم بيبع الإكسسوارات وبعض النظارات المقلدة لماركات عالمية وبسؤاله عن »عدسات لاصقة ملونة» ،افاد علي الفور بانه يمتلك كافه الألوان مؤكدا ان العدسة من الممكن ان تستخدم ل 3شهور ،وبالنظر الي شكل العلبة تأكدنا من انها غير مطابقة للمواصفات حتي ختم وزارة الصحة مزور ومازاد الطين بلة وصعقنا وجدنا مكتوب عليها لانسيز »one day» اي عدسة قابلة للإرتداء ليوم واحد فقط وما اثار استياءنا اكثر عدم اهتمام البائع بتنبيه الفتيات والمواطنين قبل شرائهم هذا النوع الذي لايحمد عقباه،وبسؤاله عن السعر اشار بانه يبدأ من 10 جنيهات وحتي 20 جنيها علي حسب اللون والمادة السائلة »المحلول» مضيفا بانه يقدم عروض مخفضة اذا ماتم شراء عدستين يقوم باعطاء عدسة اخري مجانا. العناية الألهية وبعد انتهاء حديثنا مع البائع وعدناه بشراء العرض بعد ساعه، امام فرشته بامتار قابلنا »3 فتيات في سن المراهقة» »وهن سارة وايفون ونجلاء واللاتي اكدن بانهن قامن بشراء هذه العدسات في العيد الماضي وقامن بالقائها في القمامة بعد ان احرقت عيونهم واشعرتهم بنار موقدة داخل عيونهم الرقيقة، وتقاطعهن في الحديث ايفون والتي اكدت انها احتفظت بالعدسة وكان لونها ازرق ولم تتخلص منها بل ارتدتها اكثر من مرة ولكن العناية الألهية انقذتها بعدما شعرت بتآكل في عينها واحمرار شديد وعدم وضوح الرؤية فابلغت والدتها التي القتها في صندوق القمامة. اسواق شعبية أما محمد فريد »عامل بمطعم» فيري ان هذه العدسات لابد ان يمنع تداولها في الأسواق خصوصا في الأسواق الشعبية التي لايوجد عليعا رقيب ولاحسيب مضيفا انه حذر بناته الأثنتين من شراء هذا النوع من العدسات فهو بحكم عمله يري هؤلاء »السريحة» ضعاف النفوس من بائعي هذه العدسات المضروبة كل يوم وهو قادم او مغادر من العمل ،واشار فريد ان العقل يرفض فكرة وضع عدسة ملونة داخل عينك بهذا السعر فبالتاكيد »فيها عفريت» علي حد تعبيره، وفي وسط البلد التقينا ب»مروة محمد» فتاة عشرينية افادت بانها قامت بشراء هذا النوع مرة واحدة من العتبة وبجنيهات قليلة من اجل استخدامها في مناسبة مشيرة بانها كادت ان تصاب بالعمي لولا متابعتها مع دكتور عيون متخصص اعطي لها بعض الأدوية و»القطرة» وبعد اسبوع تم شفاؤها من تقرحات العين وعدم وصول الأوكسجين للقرنية بسبب ان هذه العدسات الملونة »مضروبة». لاتري النور ومن علي ارض الواقع قابلنا مأساة هي الأصعب بسبب ارتداء تلك العدسات اللاصقة المضروبة.. فتاة ارادت ان تتجمل يوم زفاف شقيقها، فقررت ان تغير لون عينيها كي تبدو اكثر جمالا وجاذبية، ولم تكن حينها تعلم ان نظرها سيكون الثمن ليوم ارادت ان تتألق فيه » مني، ع » فتاة جميلة تبلغ من العمر 27 عاما، خيم الظلام علي حياتها بعد ان فقدت نور عينها.. استسهلت ان تشتري عدسات لاصقة ملونة من ارصفة الشوارع ب10 جنيهات بدلا من الذهاب للطبيب.. إعتادت علي لصقها بعيونها اكثر من مرة، فازداد الالتهاب مرة بعد المرة حتي كانت العدسة الأخيرة هي القشة التي اطفأت حياتها وليس عينيها فقط.. حينما ارتدتها منذ اول اليوم.. وبعد مرور ساعات طويلة شعرت »بشكشكة » شديدة في عياناها ولكنها لم تلتفت لها وسط ضجيج الموسيقي العالية وفرحتها بشقيقها الوحيد.. كابرت وتخطت الألم واستكملت ليلتها حتي استوطن الصداع نصف رأسها، واصبح الألم لا يحتمل فأسرعت إلي المرأة تنظر إلي عيناها فوجدت العروق الحمراء تكسوها وبات اللون الأخضر الذي وضعته احمر كاكسات الدماء، فإضطرت للذهاب إلي الطبيب ليخبرها ان عينيها سليمة ولا مشاكل بها سوي بعض الالتهابات الطفيفة، فاطمأنت وعادت إلي منزلها ولكن الأعراض مازالت مستمرة ،وفي تفاقم متزايد حتي لم يعد الألم محتملا، وباتت الرؤية مشوشة للغاية، فعادت مغلوبة علي امرها إلي الطبيب الأول مرة اخري، وكانت الصدمة حينها فقد اخبرها بوجود »خراج» علي القرنية بسبب العدسات المضروبة التي اشترتها من احد »السريحة» ضعاف النفوس بامبابة.. وان الحالة متأخرة للغاية واصبح من الصعب إنقاذ نظرها.. يوم تلو الأخر اصبحت مني ضريرة لا تري النور. تقرحات بالقرنية مأساة أخري لم تختلف في نتائجها كثيرا عن المأساة السابقة باختلاف تفاصيلها، فتروي راندا ياسر مأساتها قائلة » لم يكن لدي اي معلومات عن العدسات اللاصقة انها بهذه الخطورة، ولم اكن اتخيل انها من الممكن ان تتسبب في كوني ملتزمة بنظارة نظر مقعرة لا اري النور من دونها، فقد كنت دائمة ارتداء العدسات اللاصقة وكنت اقوم بشرائها من اي مكان، وبعد فترة بدأت اشعر بإعراض غريبة في عيني، واصبحت دائمة الإحمرار، فذهبت للطبيب واخبرني انني اعراني من تقرحات بالقرنية تسببت في ضعف نظري للغاية، ولابد ان اتوقف تماما عن ارتداء هذه العدسات، والالتزام الدائم بالنظارة الطبية والعلاج، وذلك بعد إجراء عملية جراحية خطيرة بعيني كي لا افقد بصري خراج في القرنية وفي هذا الإطار يقول د. اشرف برعي استاذ جراحة العيون بجامعة الزقازيق » ان الأمر لا يستدعي الاستهانة مطلقا، فهذا النوع من العدسات قد يصيب مستخدميه بالعمي في وقت قصير جدا بعد تفاقم المضاعفات، والتي تبدأ بإلتهاب في العين، ثم قرحة في القرنية، ثم »خراج» في القرنية، ثم التهاب صديدي قد يقود إلي العمي مضيفا ان هذه العدسات مجهولة المصدر لا تخضع لأي ضوابط طبية تحد من خطورتها، مشيرا إلي ان المحلول المستخدم مع هذه العدسات يجب ان يكون بمواصفات خاصة فهو مصنوع من مادة تشبه دموع العين، اما المحلول الذي يصرف مجانا مع هذه العدسات مجهولة المصدر فغالبا مايكون عبارة عن ماء لا مصدر له، ومع حرارة الشمس التي يتعرض لها الماء وركنته المستمرة يصبح ماء ملوثا وبالتالي فتصبح الأضرار اكثر خطورة وتسبب العمي اذا ما لم يتم علاج الحالة بسرعه. اضرار كارثية واضاف الدكتور حسام الألفي اخصائي طب وجراحة العيون » ان ارتداء العدسات اللاصقة لم يكن بالعشوائية التي يمارسها الكثيرين، فالعين جزء حساس جدا بالجسم، وكل مايخصه يجب ان يخضع لإشراف طبي دقيق، ولذلك فالعدسات اللاصقة ليست سلعة كي يتم شراؤها من اي مكان، بلإضافة لضرورة إجراء الفحص الطبي قبل استخدام العدسات، لمعرفة نوع العين ومدي قابلية استخدامها للعدسات، فبعض العيون لا يمكن ان تستقبل عدسات من الأساس حتي وإن كانت طبية وخاضعة لإشراف طبيب، بالإضافة لكونها تحتاج لدرجة حرارة معينة وفي حالات ارتفاع درجات الحرارة فينصح بعدم استخدامها اتقاء لالتهابات العين كما ان لها عدد ساعات معينة يجب الا تزيد عنها، وهذا بالنسبة للعدسات الطبية، فماذا إذا عن عدسات مجهولة المصدر لا تخضع لأي إشراف طبي ؟! فهي تسبب اضرارا كارثية بالعين واكد الألفي ان هناك العديد من الحالات التي ترددت عليه سواء في عيادته الخاصة او في المستشفي، كان السبب الأول في إصابتها هو العدسات اللاصقة، حتي ان احد الحالات تعرضت لضعف حاد في النظر وكادت ان تفقد نظرها وتحتاج لعلاج بالخارج . الصحة: مش مسئولين اما عن وزارة الصحة فقد اكد الدكتور محمد عزمي وكيل اول وزارة الصحة بالجيزة » ان مسؤلية متابعة بائعي العدسات في الشوارع وعلي الأرصفة ليست من مسئولية وزارة الصحة، ولكن المسؤلية تقع علي جهاز حماية المستهلك، فنحن نقوم بضبطيات مستمرة علي مراكز البصريات المرخصة فقط وليس منوطا بنا متابعة بائعي تلك العدسات المعروضه في الشارع وكذلك المحاليل الخاصة بها، حيث ان الأمر ليس هينا كما يتخيل البعض فهو دور مشترك بين الأحياء وجهاز حماية المستهلك. حملات مفاجئة من جانبه اكد اللواء عاطف يعقوب »رئيس جهاز حماية المستهلك » ان الجهاز سيقوم بحملات لضبط مثل هذه النوعيات من العدسات اللاصقة مجهولة المصدر، وهذه الحملات تكون مفاجئة بالتعاون مع مباحث التموين، ولكن الأمر لا يتوقف علي مجهودنا فقط بل يحتاج لقناعة خاصة من المواطنين بمصادر الخطر التي هم في غني عنها من الأساس، وعدم اللجوء لأي سلع مجهولة المصدر.