في مجموعتها القصصية الأولي "البطلة لا يجب أن تكون بدينة" حاولت الكاتبة شيرين فتحي أن تطرح أزمة الإنسان مع الحياة بطرق عديدة مستخدمة الرمزية تارة و المباشرة تارة أخري. المجموعة مقسمة إلي ثلاثة أبوب، أستفتحت كل باب بجملة تلخص روح القصص. كتبت في فصل المجموعة الأول "باب الورق" في البداية خلق الله البشر ثم حاولنا أن نقلده فاخترعنا الحكايات." يضم الجزء بعض القصص التي تتناول علاقة الكاتب بأبطال حكايته، بين كاتب يعذب شخصيات روايته، و بطل يرهق كاتبته. مثل قصة مراوغ " يراوغني طوال الوقت. ولا يلتزم أبدا بمكانه الطبيعي، لا في الأوراق ولا حتي علي شاشة اللاب . أضطر للبحث عنه في داخل الشقة أو في متعلقاتي الشخصية." في الفصل الثاني "باب الهروب" استفتحت الكاتبة بجملة " لا تعرف الأرواح طريقها نحو الأعالي حتي تعرف الأجساد طريقها نحو التراب." مرحلة البحث عن ما يبهج الروح أو يرفع عنها الحزن. مثل قصة "رقصة في الميدان". وربما لان محبة الوطن جزء من هوية الإنسان ضمت الكاتبة قصتان سياسيتان "هروب" و" نهقتا الصباح والمساء". استخدمت الكاتبة في كلاهما الرمزية، فالأولي تحكي عن طائر "الحسون" الذي يهرب من موطنه ليعيش مع المشوهين في سلام بعيدا عن البنادق و الفخاخ. والثانية تناقش تحول المواطنين لحمير لا يفقهون قولا. الفصل الثالث "باب العدم" الذي بدأته الكاتبة "لم تتفجر المياه من تحت قدمي إسماعيل حتي استبدَّ به وبأمه العطش فإذا لمْ تحصل علي مبتغاك فإعلم أنَّ عطشك لم يبلغ منتهاه. "القصص في هذا الجزء تعبر عن روح الإنسان المعذبة والرغبة في الخلاص سواء عن طريق الإعتراف بالخطيئة والذنوب مثل قصة "ثقل" او الهروب من الأزمات عن طريق الإنتحار مثل قصتي "امرأة قابلة للصمت" و"حائط السيدة روز التعيسة". كما حاولت في قصة "هناك" أن تناقش رغبة الأنسان في تغيير حياته و الذهاب إلي منطقة مختلفة وبعيدة. اللافت في المجموعة أن المرأة في نصوص شيرين فتحي معذبة ومضغوطة لا تستطيع أن تساعد نفسها للخروج من الأزمة. فبطلة قصة "ثقل" حملت أوزار المجتمع ومع ذلك نظر لها الجميع بإزدراء "كفَّرت عن ذنوب القرية كلها تقريبا، لكن كل ذلك لم ينقص من حملها شيئا كانت كل صباح تزن كيسها فتجده كما هو. و هي-المرأة- التي لم يسمح لها زوجها بأن تصرخ لتتخلص من غضبها في قصة امرأة قابلة للصمت " بعدما طلبت منه في أول مرة أن يسمح لها بالصراخ ولو لدقيقتن فقط حتي تتمكن من متابعة الحياة معه ببعض السهولة، ولم يجب عليها وقتها إلا بلطمة علي أحد خديها وهي تبتلع صوتها كلما واتتها الرغبة مجددا للصراخ.".هي التي أرادت أن تمارس حريتها فصار جميع المارة ينظرون لها وكأنها مجنونة في قصة "رقصة في الميدان". والعاشقة التي انتحرت كي تبقي إلي جوار حبيبها المتوفي في قصة "أحمد" " الانتحار حلو جدا يا آن؛ فأنا الآن سعيدة. لا وقت لديَّ للبكاء وأحمد.. أحمد معي." وهي الإنسانة التي تحولت إلي جزء من إرث مثلها مثل السيارة والقصر. تتميز كتابات شيرين فتحي بالروحانية والغرائبية في آن، وتعد المجموعة القصصية "البطلة لا يجب أن تكون بدينة" التي صدرت عن دار كلمة للنشر والتوزيع ثاني أعمالها المنشورة بعد روايتها "خفة روح".