بعثة مصر للطيران تعقد اجتماعًا تنسيقيًا بجدة استعدادًا لعودة حجاج بيت الله    العدوان على غزة، موقف عمال ميناء مارسيليا يكشف عورة الإدارة الأمريكية    قراركم مخالف، رد رسمي من الزمالك على اتحاد الكرة بشأن عقد زيزو    مدبولي يطلق رسميا خدمات الجيل الخامس في مصر    انضمام ماجد المصري لفريق أبطال الجزء الثاني من فيلم السلم والتعبان    صور أقمار اصطناعية تظهر قاذفات روسية مدمرة بعد هجوم أوكراني بالمسيرات    فيفا يخفض أسعار تذاكر افتتاح كأس العالم للأندية بين الأهلي وإنتر ميامى    أمريكا أبلغت إسرائيل أنها ستستخدم الفيتو ضد مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار بغزة    نقابة بميناء فرنسى ترفض تحميل حاوية عسكرية متجهة لإسرائيل وتؤكد : لن نشارك بالمجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني    وفد الأقباط الإنجيليين يقدم التهنئة لمحافظ أسوان بمناسبة عيد الأضحى    لبحث سبل التعاون.. نقيب المحامين يلتقي رئيس جامعة جنوب الوادي    مفتي الجمهورية: فلسطين في قلب الضمير الإسلامي والقدس جوهر القضية    طرح البوستر الدعائي ل فيلم "آخر رجل في العالم".. صورة    الإفتاء: صلاة الجمعة يوم العيد الأكمل ويجوز أداؤها ظهراً في هذه الحالة    تكبيرات العيد تتصدر البحث مع اقتراب عيد الأضحى المبارك    الصحة العالمية تقدم نصائح مهمة للحجاج قبل الوقوف على عرفات    «شوفوا وأمِّنوا».. صلاح عبدالله يوجه رسالة لجمهوره بمشهد من مسلسل «حرب الجبالي»    التعليم العالي: «القومي لعلوم البحار» يطلق مبادرة «شواطئ بلا مخلفات بلاستيكية»    عاجل- عودة إنستاباي بعد عطل فنى مؤقت وتوقف التحويلات    يوم التروية يتصدر التريند وبداية مناسك الحج تفتح باب الدعاء    اورنچ مصر تُعلن عن الإطلاق الرسمي لخدمات الجيل الخامس (5G) في السوق المصري    أول رد من الأوقاف بشأن ندب الأئمة.. ماذا قالت؟    كريم محمود عبد العزيز يحيي ذكرى ميلاد والده برسالة مؤثرة    «إحلالٌ.. نعم! إغلاقٌ.. لا!»    مصرع طالب جامعي بطلق ناري في مشاجرة بين عائلتين بقنا    يوم التروية فى الحرم المكى.. دموع ودعاء وتكبير يلامس السماء (صور)    الرقابة المالية تتقدم بمقترحات بشأن المعاملات الضريبية على الأنواع المختلفة لصناديق الاستثمار    منتخب شباب اليد يتوجه إلي بولندا فجر 17 يونيو لخوض بطولة العالم    الوداد المغربى يستعجل رد الزمالك على عرض صلاح مصدق    حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن 22 صحفيا معتقلا بمناسبة عيد الأضحى    أهم أخبار الكويت اليوم الأربعاء.. الأمير يهنئ المواطنين والمقيمين بعيد الأضحى    محمد بن رمضان يعيد أمجاد هانيبال مع الأهلي.. من هو وما قصته؟    قرار عاجل من الزمالك بفسخ عقده لاعبه مقابل 20 ألف دولار    بعد اهتمام برشلونة والنصر.. ليفربول يحسم موقفه من بيع نجم الفريق    القاهرة تستضيف النسخة الرابعة من المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي «صحة إفريقياAfrica Health ExCon»    المفوضية الأوروبية تعطي بلغاريا الضوء الأخضر لاستخدام اليورو    صعب عليهم نسيان الماضي.. 5 أبراج لا يمكنها «تموڤ أون» بسهولة    محمد رمضان يقترب من الانتهاء من تصوير «أسد»    اتفاق تعاون بين «مصر للمعلوماتية» و« لانكستر» البريطانية    سيراميكا كليوباترا يفتح الخزائن لضم «الشحات وعبد القادر»    بعد نشرأخبار كاذبة.. مها الصغير تتقدم ببلاغ رسمي ل«الأعلى للإعلام »    برسالة باكية.. الشيخ يسري عزام يودع جامع عمرو بن العاص بعد قرار الأوقاف بنقله    خُطْبَةُ عِيدِ الأَضْحَى المُبَارَكِ 1446ه    نجم الزمالك السابق: وسط الملعب كلمة السر في مواجهة بيراميدز    رئيس هيئة الاعتماد يعلن نجاح 17 منشأة صحية فى الحصول على اعتماد "جهار"    جامعة القاهرة ترفع درجة الاستعداد القصوى والطوارئ بجميع مستشفياتها    وزيرة خارجية لاتفيا: سنعمل في مجلس الأمن لتعزيز الأمن العالمي وحماية النظام الدولي    تقرير: زوارق إسرائيلية تخطف صيادا من المياه الإقليمية بجنوب لبنان    الصحة: 58 مركزًا لإجراء فحوصات المقبلين على الزواج خلال فترة إجازة عيد الأضحى المبارك    رئيس الوزراء: إزالة تداعيات ما حدث بالإسكندرية تمت فى أقل وقت ممكن    مدبولي: الإعلان عن إطلاق المنصة الرقمية لإصدار التراخيص خلال مؤتمر صحفي    الإسكندرية ترفع حالة الطوارئ بشبكات الصرف الصحي استعدادًا لصلاة عيد الأضحى    مسلم يطرح أغنية جديدة بعنوان "سوء اختيار" من ألبومه الجديد    مد فترة التشطيبات.. مستند جديد يفجر مفاجأة في واقعة قصر ثقافة الطفل بالأقصر    أول تحرك من «الطفولة والأمومة» بعد تداول فيديو لخطبة طفلين على «السوشيال»    البابا تواضروس الثاني يهنئ فضيلة الإمام الأكبر بعيد الأضحى المبارك    مسابقة لشغل 9354 وظيفة معلم مساعد مادة «اللغة الإنجليزية»    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية 2025.. الاستعلام برقم الجلوس عبر بوابة الأزهر فور اعتمادها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبناء ثوار يوليو يروون أساطير آبائهم
في عيدها ال64
نشر في أخبار الحوادث يوم 19 - 07 - 2016

ثورة 23 يوليو 1952 قادها ضباط حملوا أرواحهم علي أكفهم ضد الحكم الملكي الفاسد، بعد حرب 1948، وضياع فلسطين.
ظهر تنظيم الضباط الأحرار في الجيش بزعامة اللواء محمد نجيب، وقيادة البكباشي جمال عبد الناصر، وفي 23 يوليو 1952، قام التنظيم بثورة لم ترق فيها دماء، ونجح في السيطرة علي الأمور وعلي المرافق الحيوية في البلاد، وأذيع البيان الأول للثورة بصوت أنور السادات.
أجبرت الحركة الملك علي التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد، ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952، وأعلنت مبادئ الثورة وأبرزها القضاء علي الإقطاع والاستعمار وسيطرة رأس المال علي الحكم وإقامة جيش وطني وحياة كريمة.
شُكل مجلس وصاية علي العرش ولكن إدارة الأمور كانت في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابطا برئاسة محمد نجيب، كانوا هم قيادة تنظيم الضباط الأحرار ثم ألغيت الملكية، وأعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953.. وبعد 64 عامًا من قيامها إيذانًا بإعلان الحرية وإقرار الديمقراطية روي أبناء أبرز الضباط الأحرار ل»آخرساعة»‬ حكايات عن بطولات آبائهم.
عبدالحكيم عبدالناصر :الزعيم في قلوب المصريين
اطمأن إلي أن اسم والده الرئيس جمال عبدالناصر سيبقي محفورًا في قلوب كل الطبقات التي عاش من أجلها لتحقيق »‬الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية»، عندما رفعوا صوره في ثورتي 25 يناير، و30 يونيو، بعد ما تعرضت له ثورة 23 يوليو من محاولات للتزييف وطمس الحقائق من تجار الدين أعضاء الجماعة الإرهابية.
شارك المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر، في الرحلة الدبلوماسية إلي أفريقيا معتمدًا علي رصيد والده، ومستكملا مشواره، مؤكدًا أن الرئيس السيسي يسير علي درب عبدالناصر في العودة لأفريقيا.
في الحوار التالي يتحدث المهندس عبدالحكيم ل»‬آخرساعة»، عن الأيام الأخيرة لعبدالناصر، والتي تجاهل فيها الزعيم مرضه المستمر، وانشغل بلم جراح الأمة العربية حتي فارق الحياة..
كيف تري ثورة يوليو 52 بعد 64 عاما؟
ثورة يوليو 52 موجودة وكنت سعيدا عندما رأيت صورة والدي ليست محفورة في قلب أسرته بل محفورة في قلب الشعب المصري والشعوب العربية عندما رفعوا صورته بميدان التحرير أثناء أحداث 25 يناير وحملوا أهدافها من »‬ العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» ونقلوها لأحفادهم رغم ما تعرضت له الثورة من التزييف وطمس الحقائق وخرجوا في ثورة 30 يونيو لتحقيق طموحات الشعب من أجل إزاحة كابوس تجار الدين الجماعة الإرهابية التي حذر منها الرئيس عبد الناصر وثورة 30 يونيو فجرت الاحتقان الذي كان موجودا خلال ال40 سنة الماضية من بداية الانفتاح الاقتصادي والتبعية وعودة الطبقة الغنية.
متي بدأ تفكير الزعيم في ثورة يوليو؟
هؤلاء خيرة ضباط من شباب مصر الذين حملوا أرواحهم علي أكفهم ليلة 23 يوليو 52 للقضاء علي الظلم والاستبداد من فئة تستحوذ علي 99 % من كل الامتيازات و1% لباقي طبقات الشعب مطالبين بإقامة حياة كريمة وعدالة اجتماعية وتكوين جيش وطني وقومي في أواخر الأربعينيات عندما قام الإنجليز بمحاصرة قصر عابدين وإجبار الملك فاروق علي تعيين النحاس باشا رئيسا للحكومة, وكان من المقرر أن تقوم الثورة عام 1955 ولكن الأحداث التي شهدتها البلاد وحريق القاهرة عجل بها.
هل كانت هناك ساعة محددة لقيامها ؟
كان التحرك من خلال الاتفاق بين أعضاء مجلس قيادة الثورة الساعة 1 صباحا ليلة 23 يوليو وقام كل ضابط بأداء ما هو مكلف به من خلال السيطرة علي مداخل ومخارج القاهرة، والبعض منهم سيطر علي مقر القيادة العامة للجيش ومحاصرة قصر عابدين ثم سافر حسين الشافعي إلي الإسكندرية لمحاصرة المنطقة الشمالية حتي أجبر الملك فاروق علي الرحيل، وبعدها تم اقتحام الإذاعة من قبل مجدي حسنين وجمال حماد وأنور السادات، وألقي الأخير بيان الثورة.
كيف علمت أسرة عبد الناصر بنجاح الثورة؟
- في الصباح عندما وجد جدي صورة نجله البكباشي جمال بالصفحة الأولي بالأهرام ومع مجلس قيادة الثورة وبعدها حضر إلي الإسكندرية وعرفت الأسرة أنه العمود الفقري للثورة وحضر وفد من كبار ضباط المنطقة الشمالية العسكرية لتقديم التهنئة لنا علي نجاح الثورة.
كيف انضم الرئيس عبد الناصر للإخوان المسلمين؟
- الوالد دخل كل التيارات السياسية من مصر الفتاة والشيوعية والإخوان المسلمين وبعدها وجد أن هؤلاء لا يمثلون أفكاره وتوجهاته في قيام ثورة 52 فتركهم.
كيف كان يتم الاحتفال بذكري ثورة يوليو؟
كنا نحضر إليه من المعمورة بالإسكندرية سنويا للاحتفال به من خلال العرض العسكري الذي تشارك فيه كل الأسلحة التي شاركت في الثورة وسماع الخطاب السنوي لشرح ما حققناه خلال السنة الماضية وما نريد تحقيقه خلال الفترة القادمة بالإضافة إلي انتظار أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ.
ما غرض مشاركتك بعد 25 يناير في الرحلة لأفريقيا؟
- رحلة شعبية ضمت كل التيارات السياسية للرصيد الذي بناه عبد الناصر في الخمسينيات والستينيات عندما ساهم في حركات التحرر الأفريقية وهو من المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية التي أصبحت الاتحاد الأفريقي واتجه الوفد إلي رئيس أوغندا موسفيني ودار حوار بيننا ثم قال أحد الحاضرين جئنا لفتح صفحة جديدة فرد قائلا نريد استكمال ما بدأه الزعيم عبد الناصر فكنت سعيدا بالزيارة لأنني وجدت عبد الناصر يحمل اسم محطة للكهرباء تم إهداؤها لحل الأزمة في الستينيات.
كيف مرت علي الأسرة نكسة 67 وهل تركت أثرًا لدي الرئيس؟
النكسة هي ضربة قوية نتيجه لما حققته ثورة يوليو من التحرر وإقامة القومية العربية وتحقيق التنمية الشاملة وكانت الأسرة حزينة وبعد أن ألقي والدي خطاب التنحي وعاد بعد رغبة الشعب لم أشعر بأنه مريض لأنه كان كتوما، بالإضافة إلي أنه كان دائم الاتصال بالوزراء متابعا بدقة بناء حائط الصواريخ، وعرفت بمرضه عندما تم تركيب أسانسير بالمنزل بعد الأزمة التي تعرض لها في 21 سبتمبر1969 وكان دائما لا يستمع لنصائح الأطباء بملازمة الفراش وعدم بذل جهد كبير.
النائب المهندس محمد زكريا محيي الدين:أبي أول من تنبأ بخطورة الإخوان
حظي زكريا محيي الدين بثقة الرئيس عبد الناصر، وعرف بشدة كراهيته للإخوان المسلمين، وكان أول من تنبأ بخطورتهم، وطالب بإعدام كل المراجع والنشرات الإرهابية، وتنقيح التاريخ الإسلامي بتغيير المناهج الدراسية, وهو صاحب القبضة الحديدية الذي أسس المخابرات العامة، وتولي وزارة الداخلية, وأصبح الثالث من بين أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو بعد عبدالناصر وعامر، من حيث الأهمية، بعد أن شارك في وضع خطة التحرك، وكان مسئولاً عن محاصرة القصور الملكية بالإسكندرية، ورفض تولي منصب رئيس الجمهورية عقب تنحي الرئيس عبد الناصر، يحدثنا أكثر عنه نجله المهندس محمد عضو مجلس النواب..
كيف تعرف والدك علي الزعيم ناصر؟
- العلاقة بينهما قديمة تعرف والدي عليه في منقباد بأسيوط ثم سافر مع باقي ضباط الجيش إلي السودان ثم فلسطين, وكان همزة الوصل بين القوات المصرية والقوات المحاصرة بالفلوجا التي التقي فيها مع عبد الحكيم عامر وعبد الناصر وبدأت أفكار الثلاثة تتلاقي في وضع مستقبل للبلاد وضرورة التخلص من النظام الملكي المستبد وأن حل قضية فلسطين يبدأ من القاهرة.
ماذا كانت مسئوليته عقب قيام ثورة يوليو؟
- حمل روحه علي كفه بمشاركة زملائه الضباط الأحرار ليلة الثورة، وساهم في تغيير وجه مصر واستراتيجيتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والأمنية خلال حياته وبعد نجاحه في الانتخابات التي أجريت بنادي الضباط وتم انتخابه في مجلس قيادة الثورة هو وحسين الشافعي ويوسف صديق, وكانت مهمته محاصرة القصور الملكية بالإسكندرية أثناء تواجد الملك فاروق وأثناء قيام الثورة بعد وضع الخطط لعملية التنفيذ وإحكام السيطرة علي مداخل القاهرة ومخارجها مع عبد الناصر وعامر وحسين الشافعي وباقي أعضاء التنظيم ولم يكن في الجمعية التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار ولكنه انضم قبل الثورة ب3 شهور.
تردد أن الوضع كان متوترًا في المدرعات ليلة الثورة فكيف تغلب علي ذلك؟
- في ليلة الثورة حين وصل إلي قيادة المدرعات وجد حسين حشمت قائد المدرعات وكان شخصية قوية يهابه الجميع فكان الوضع متوتراً فقام بالدخول من الباب الخلفي بمساعدة توفيق عبده قائلاً: »‬وبعد 15 دقيقة سمعنا ضرب النار وكنا عند مقر القيادة للجيش بكوبري القبة وتصادفنا مع يوسف صديق الذي ألقي القبض علي رئيس الأركان».
أين كان يوم 5 يونيو.. وهل رفض رئاسة الجمهورية بعد خطاب التنحي للرئيس عبد الناصر؟
بعد 5 يونيو ذهب والدي إلي القيادة ودخل فوجد عبد الناصر يضع يده اليمني علي خده ويتصبب عرقاً وفي يده اليسري منديلاً, وكان شمس بدران وزير الحربية يتحدث في التليفون مع القادة وكانت يده ترتجف بشدة ولم يكن عبدالحكيم عامر موجوداً معهم وكان بغرفة أخري وعند الخروج أمسك بيد عبد الناصر ليشعر أنه ليس بمفرده في المحنة, ولم يرجع والدي المنزل إلا 10 يونيو وعند سماعه بيان التنحي للرئيس عبد الناصر وتوليه الرئاسة قام بتسجيل خطاب في منزل الرئيس عبد الناصر معلنا فيه رفضه تولي الرئاسة معللاً بأن يواصل عبد الناصر مهمته لتحرير الوطن.
هل كان والدك يعرف أن الرئيس عبد الناصر سيختاره رئيسًا للجمهورية بعد تنحيه؟
لا لم يكن يعلم؛ وفقاً لرواية الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن الرئيس في البداية اختار شمس بدران قبل أن يقترح هيكل عليه اسمه, وخطاب التنحي لم يكن والدي يعرف عنه شيئًا.
في رأيك ما سبب اختياره؟
- قال زميله حسين الشافعي »‬رحمه الله» في كتابه من أيام ناصر والسادات أنه قادر علي التعامل مع الأمريكان نظراً لعلاقته الطيبة فضلاً عن معرفته بإدارة شئون البلاد.
لماذا أطلق عليه رجل المهام الصعبة؟
والدي كان موضع ثقة من الرئيس عبد الناصر لصرامته وحدته من خلال كل المناصب التي تولاها بداية من تأسيسه المخابرات العامة بالإضافة إلي توليه وزارة الداخلية لمصر وسوريا أثناء الوحدة ورئيس اللجنة العليا للسد العالي ثم نائباً لرئيس الجمهورية.
لماذا كان يلقب بأنه عدو الإخوان الأول؟
لعب دوراً في محاربة أفكارهم الهدامة من خلال التقارير التي كتبها بعد أن أسس جهاز المخابرات العامة وتولي وزارة الداخلية وأدرك بأنها جماعة تمثل خطراً، فطالب في تقريره الذي رفعه للرئيس عبد الناصر بمصادرة كل الكتب والنشرات لهؤلاء الجماعة بجانب تغيير مناهج تدريس الدين الإسلامي بما يتناسب مع المرحلة الجديدة، ومنعهم من الالتحاق بالوظائف السيادية وأقاربهم حتي الدرجة الثالثة وتفنيد مزاعمهم بأنهم شاركوا في حرب فلسطين 48 وطالب بمحاسبة كل فرد منهم بشدة علي أي لقاءات أو زيارات واجتماعات فردية وقام بإعدام من ثبت تورطهم في عمليات إرهابية باسم الدين.
أين كانت الأسرة وقت وفاة عبدالناصر؟
- كنا بكفر شكر بعد يوم شاق من العمل وأنا قمت بإبلاغ والدي بخبر وفاته عندما دخلت المنزل فوجدت القرآن بالتلفزيون فسألت شقيقتي عن السبب قالت لا أعرف ثم حضر أحمد حسين الشافعي »‬رحمه الله» قائلاً: »‬عبد الناصر مات»، فقلت لوالدي: »‬عبد الناصر مات»، فرد قائلاً: »‬إزاي مش معقول.. كل الخيوط كلها في يديه».
النائب اللواء مصطفي كمال الدين حسين:حرب اليمن فجرت خلافات والدي مع عبدالناصر
بعد أن أدي خدمته نحو بلده مثل والده وحصل علي نوط الشجاعة من الدرجة الأولي في حرب الاستنزاف؟ وشكل مع زملائه النواة الأولي في بناء حائط الصواريخ لتحقيق أعظم الملاحم العسكرية في تحقيق النصر في حرب أكتوبر؟ اتجه إلي مجلس النواب لخدمه أبناء بلدته بنها.. يري اللواء مصطفي أن والده كمال الدين حسين حمل روحه علي كفه ليلة 23 يوليو مع زملائه لإسقاط الملكية، وإعلان الجمهورية من خلال تجنيد ضباط المدفعية، وإحكام السيطرة، ومنع الإمدادات والمؤن عن الجيش الانجليزي، ومحاصرة قصري القبة وعابدين بعد لقائه عبدالناصر في القطار قائلًا له: »‬إن الحرب في القاهرة وليست في فلسطين», وبعد الثورة تقلد مناصب عدة منها وزير للتعليم لتحقيق هدف الثورة لنشر مجانية التعليم ثم اعتزل الحياة السياسية فأصبح عضواً بالبرلمان حتي وفاته.
كيف كانت العلاقة بين والدك والبطل الشهيد أحمد عبد العزيز وما دوره في حرب 48؟
- كانا صديقين وقد حذره والدي من الخروج للقتال في الليلة التي استشهد فيها في حرب 1948 لكنه لم يسمع النصيحة، ووالدي أول ضابط في سلاح المدفعية يدخل فكرة القنابل المضيئة التي تمكن المدفعية من الضرب ليلاً من خلال الإضاءة.
كيف عرف جمال عبد الناصر؟
- عرفه أثناء عودته من فلسطين في القطار وتحدث في الأمور السياسية قائلاً له إن المعركة الحقيقية في القاهرة وليست في فلسطين ومن بعدها بدأ والدي في تنظيم الضابط الأحرار.
ما دور والدك ليلة الثورة؟
- كان مسئولا عن خروج وحدات المدفعية، وأشرف بنفسه علي تواجدها واستعدادها في أول طريق السويس عند رئاسة المدفعية وألقي القبض علي قائد المدفعية، وقبلها كان هناك اجتماع مع عبدالناصر وعبدالحكيم عامر ومجموعة من الضباط بالزي الملكي حيث وضعوا التصور الأخير للتحركات، ثم ذهبوا لمنازلهم لارتداء الزي العسكري ويومها دخل والدي حجرته وأخذ مسدسه وجاءت إليه مجموعة ضباط وخرجوا معاً دون أن ندري إلي أين سيذهبون؟ وفي اليوم التالي سمعنا بالثورة من خلال نشر صورته بجريدة الأهرام مع زملائه وكان مكلفاً بتجنيد ضباط المدفعية وإحكام السيطرة علي طريق السويس ومنع الإمدادات والمؤن عن الجيش الانجليزي في القاهرة مع محاصرة قصري القبة وعابدين والسيطرة عليهما.
بعد الثورة شغل وزيراً للمعارف ما الذي فعله؟
- كان هدفه تنفيذ مبادئ الثورة التي قامت من أجلها وهي مجانية التعليم ليكون متاحاً لكل طبقات الشعب, وقام بالاستفادة بالتجربة اليابانية والأمريكية من خلال تطوير المناهج الدراسية واختيار ما يناسبنا وتطبيقه وقام ببناء العديد من المدارس بالمراكز, وقام بإرسال بعثات من الدارسين في المعاهد الصناعية إلي ألمانيا للدراسة العلمية في مصانعها لنقل خبراتهم إلي مصر.
ما صحة أن الرئيس عبد الناصر عرض عليه قيادة الجيش بدلاً من عبد الحكيم عامر؟
- عندما حدث الخلاف بين عبد الناصر وعامر عرض الرئيس علي والدي وعبد اللطيف البغدادي قيادة الجيش فوافق والدي بشرط أن يتولي البغدادي الطيران وحدث ذلك مرتين الأولي أن يكون تحت قيادة عامر بعد حرب 56 والثانية عقب الانفصال عن سوريا.
كيف كان أثر حرب 67 عليه؟
- كان حزيناً وعندما سمع بالحرب كان بالمنزل واتصل بعبد اللطيف البغدادي وذهب إلي مركز القيادة وبعدها بثلاثة أيام حدث الانسحاب للقوات من سيناء.
ما أهم المواقف التي تتذكرها له؟
- بعد حدوث الثغرة في حرب أكتوبر وجدته ينظف سلاحه، ويرتدي زيه العسكري قائلًا لنا وأمي: »‬أنا ذاهب للسويس ومش هسيب اليهود يدخلوا السويس».
في فترة زمنية توترت العلاقة بينه وبين عبد الناصر لماذا؟
- كانت العلاقة قوية بينهما عقب تنظيم الضباط الأحرار وكان ثورياً وقدم استقالته أكثر من مرة للرئيس عبد الناصر بسبب اختلاف وجهات نظره حول حرب اليمن ثم ابتعد عن السياسة واستقال.
ما الامتيازات التي قدمها والدك لأبناء بلدته عندما كان نائبًا؟
- قدم خدمات كثيرة وهو الذي أنشأ أول مصنع حربي في بنها بالإضافة إلي بناء العديد من المدارس بالمراحل التعليمية المختلفة.
من كان دائم السؤال عنه في مرضه؟
حسين الشافعي والبغدادي ومصطفي كمال حلمي رئيس مجلس الشوري الأسبق بصفته كان مديراً لمكتبه، وعند وجوده بالمستشفي طلب أحد المواطنين زيارته وكنا لا نعرفه فقال »‬إنه عندما كان وزيراً للتعليم وضع قانوناً وبسببه استطاع دخول الجامعة حتي أصبح أستاذاً بكلية الهندسة.
الدكتور شريف نجل حسين الشافعي أول نائب للرئيس عبدالناصر:والدي قاد أول كتيبة مدرعات أطاحت بالملك
ورث عن أبيه »‬حسين الشافعي»، أول نائب للرئيس عبدالناصر، الصدق والالتزام والحزم، كان والده مسئولا عن تنقلات الضباط حتي التقي بعبد الناصر متحدثا معه عن الأوضاع التي آلت إليها البلاد فضمه الزعيم إلي تنظيم الضباط الأحرار.
كان والده يقتات السياسة مثل الطعام، ويري أن ناصر أفني حياته من أجل الحرية، وفي نكسه 67، كان حزينًا فأرسل خطابا للرئيس مستشعرًا الخطر الذي كان يمثله المشير عامر بقراراته التي أحدثت ازدواجية في السلطة.. يتحدث الدكتور شريف حسين الشافعي ل»‬آخرساعة» نافيًا ما يردده البعض عن كره والده لأسرة الرئيس السادات عقب حلفه اليمين نائبًا للرئيس عبد الناصر...
كيف انضم والدك إلي تنظيم الضباط الأحرار؟
- توسعت علاقته مع العديد من الضباط من خلال وجوده في إدارة الجيش مسؤولاً عن الضباط وتنقلاتهم. وعلي إثر نتائج الحرب فقد بدأ الشعور بالغليان بين ضباط الجيش وبدأت علاقته بتنظيم الضباط الأحرار باللقاء الذي حدث في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر عام 1951م في إدارة الجيش مع جمال عبد الناصر الذي كان يمرُّ علي إدارة الجيش، التقي معه علي السلم الخارجي، ولم يكن يعرف أن عبد الناصر علي رأس التنظيم، ولكنه تحدث إليه عن الوضع التي آلت إليه الأمور، أخذ عبد الناصر يسمع كلامه دون أي تعليق، ولكن في نفس اليوم زار الشافعي كلا من ثروت عكاشة وعثمان فوزي وأبلغاه بمسؤوليته عن قيادة سلاح الفرسان لحساب الثورة بمدرعاته، ودباباته، وعرباته المدرعة. أُنهي انتدابه في إدارة الجيش يوم 20 أكتوبر 1951، عاد بعدها لسلاح الفرسان وبدأ مباشرة بتجنيد الكثيرين لصالح الثورة، حيث تولي قيادة الكتيبة الأولي للمدرعات التي أطاحت بالملكية ليلة 23 يوليو.
متي أدركت أنك تعيش في بيت سياسي وكيف كنت تري الأحداث آنذاك؟
- أحمد الله أنني تربيت في بيت سياسي وكنا أنا وأخويّ أحمد وليلي نقتات السياسية مثل الطعام , وكنت في العاشرة عندما أعي ما يدور من حولي حيث كان والدي نائب الرئيس عبد الناصر وكنت أري العلاقة بين والدي والرئيس عبد الناصر علاقة أخوة قائمة علي الصدق والود والاحترام.
بماذا تميّز جمال عبد الناصر من خلال مشاهدتك له؟
- عبد الناصر هو الذي غيّر ساعة التاريخ ودائما كان يقول والدي إنه استطاع أن يغيِّر واقع المنطقة العربية وأنه أفني حياته في النضال والجلاء حتي تنعم بلده بالحرية والعدالة الاجتماعية بالإضافة إلي أن الرئيس عبد الناصر كان مكروها عندما اتخذ جانبا مضادا للغرب فاعتبروه عدوا ويكفي العدوان الثلاثي ونكسه 67.
ما أصعب المواقف التي أثرت في والدك نائب الرئيس التي مر بها في حياته؟
- أصعب المواقف هي نكسه 67 وكان حزينا وقد أرسل خطابا للرئيس عبد الناصر عقب الانفصال عن سوريا عام 62 مستشعرا الخطر الذي كان يمثله المشير عبد الحكيم عامر بقراراته التي أحدثت ازدواجية في السلطة قائلا إن لم تتخذ الإجراء الحاسم فسوف تقع البلاد في كارثة فادحة وفعلا حدثت نكسه 67 وطالب بفتح ملفاتها أكثر من مرة.
كيف كانت ينظر والدك لواقعة الانفصال عن سوريا؟
- كان يري أن الانفصال صدمة مفجعة للقومية العربية, وهدفه كان التقليل من شأن مصر العالمي والإقليمي وحصارها بما تمثله من وزن سياسي وعربي.
هل كنت موجودا عندما أبلغ والدك بوفاة الرئيس عبدالناصر؟
- كنت أدرس بالسنة الخامسة بكلية الطب وفي هذا اليوم عاد والدي قلقا من المطار قائلا إن الرئيس تعبان جدا عقب انتهاء لقاء القادة العرب بالنيل هيلتون في حادث أيلول الأسود 1970 وبعدها قام بالاتصال بمنزل الرئيس للاطمئنان عليه فأخبروه بأنه بخير وبعدها بساعة طلبوا منه الحضور لمنزل الرئيس بكوبري القبة لأنه متعب والأطباء لديه فوصل فوجد الرئيس في ذمة الله وبعدها بدأ توافد أعضاء مجلس قيادة الثورة.
يتردد أن هناك خلافا بين والدك والرئيس السادات بعد تعيينه نائبًا؟
- كلام غير صحيح، وكانت العلاقة بين الأسرتين في حب وتواصل في المناسبات ووالدي هو الوحيد الذي حضر حلف اليمين بمنزل الرئيس عبد الناصر صباحا قبل سفره الي مراكش ب6 شهور.
كيف تري الحلقات التي سجلها لقناة الجزيرة؟
هي حلقات للتاريخ ولم يتقاض مليما واحدا وكلامه كان صادقا متناولا فيها كل الأحداث بحلوها ومرها خلال حياته السياسية الحافلة.
ماذا تعلمت من والدك في نشأتك؟
- تعلمت منه كل الصفات الطيبة من الالتزام الديني والحزم والاعتماد علي النفس وتحمُّل مسئولية القرار في الوقت المناسب.
الوالد كان رياضيا.. فهل تمارس نوعا من الرياضة؟
- بالفعل كان رياضيا بصفته رجلا عسكريا وقائدا لسلاح الفرسان "المدرعات" كنت ألعب معه كل الألعاب وكنت لاعبا أساسيا في فريق الجامعة بكلية الطب في السباحة والووتر بول، وحصلت علي بطولة الجمهورية في ترويض الخيول.
جمال عبدالحكيم عامر:الثورة لم تضف لأبي شيئا
التقي عبدالحكيم عامر صديقه جمال عبد الناصر بجبل الأولياء بالسودان، وتحدث معه عن الأوضاع السيئة للبلاد، وكان حريق القاهرة هو القشة التي قصمت ظهر البعير مما عجل بثورة يوليو، اشتركا في التخطيط والتنفيذ، وتم إعلان الجمهورية وطرد الملك فاروق، وتقلد عامر منصب قائد عام القوات المسلحة، وتبدل الحال عند حدوث النكسة وفي يوم 14 سبتمبر 1967 توفي عامر.
كيف التحق والدك بالكلية الحربية؟
- التحق في بدايته بكلية الزراعة لأنه قبل الامتحانات اشتد عليه المرض ولم يكن راغبا بها , في ذات يوم وهو بمعمل الكلية وجد زميله عبد القادر خيري دائم الغياب وعندما سأله فرد عليه إنه سوف يترك الكلية غدا بعدما قدم طلبا للالتحاق بالكلية الحربية، فقال له لماذا لم تطلعني علي ذلك؟ فقال له خيري ما زالت الفرصة أمامك فغدا آخر موعد لتقديم الطلبات وأمامك الفرصة إذا كنت ترغب في ذلك فأسرع علي الفور وملأ أوراق التحاقه بالكلية الحربية وقدمها في اليوم نفسه ونجح في اختبارات القبول.
متي كان اللقاء الأول بينه وبين عبدالناصر؟
- مكث بالكلية الحربية 18 شهرا ثم أعلنت الحرب العالمية الأولي فتخرج الطلبة علي عجل وبعدها عين علي مقربة من الإسكندرية, وذات ليلة التقي مع عبد الناصر فتحدثا وسرعان ما بدأت أفكارهما وتوجهاتهما واحدة وأصبحا صديقين ومضت الشهور حتي نقلا إلي السودان وتوحدت الصداقة في الظروف التي تمر بها البلاد وحاجة المجتمع إلي مراعاة القيم الإنسانية المقررة لجميع الآدميين وشعرا بخيبة أمل لما فيه من تردي الظروف الاجتماعية.
متي بدأت فكرة تشكيل تنظيم الضباط الأحرار؟
- بدأ التنظيم للضباط الأحرار بمعسكر المكس بعد تخرج جمال عبد الناصر وعبدالحكيم عامر من الكلية الحربية وبعدها التقيا في جبل الأولياء بالسودان وبعدها تعمقت العلاقة بينهما من خلال تحدثهما عن الأوضاع السياسية التي كانت تمر بها مصر خلال فترة الحكم الملكي وسيطرة الإنجليز علي القرارات المصيرية للبلاد وأن الملك فاروق صورة فقط في تنفيذ قرارات الاحتلال فاتفقا علي ضرورة تشكيل حركة الضباط الأحرار ثم انتقلا الي مصر بعد انقضاء مدة خدمتهما بالسودان وبعد أن جاء المشير عامر إلي مصر بدأ في تشكيل التنظيم من خلال انتقاء الضباط من كل الوحدات بالجيش فانضم عبد اللطيف البغدادي وزكريا محيي الدين وحسن إبراهيم وكمال الدين حسين وأنور السادات وخالد محيي الدين وجمال سالم وصلاح سالم وحسين الشافعي وبدأ كل ضابط في مجال تخصصه يقوم بتجنيد ضباط وبعدها تم اللقاء بينهم لشرح أهداف وخطة التنظيم.
أين كانوا يجتمعون؟
- كانوا يجتمعون بمنزلنا في القاهرة أثناء نزولهم فترة الإجازات وكان الشخصية المدني الوحيد هو أحمد فؤاد رئيس بنك مصر الأسبق وهو الذي كان يتحمل مسئولية طباعة المنشورات بمنزله.
عرف عن المشير أنه من عائلة أرستقراطية وخاله وزير الحربية لماذا قام بالثورة؟
- والدي لم يكن في حاجة إلي قيام ثورة 52 لأنه أخذ ترقية استثنائية خلال حرب 48 فضلا عن تفوقه العسكري والضابط الوحيد الذي أخذ أركان حرب وهو برتبة ملازم أول بالإضافة إلي خاله شقيق والدته حيدر باشا وزير الحربية.
ليلة 23 يوليو.. ماذا حدث وما هي المهام التي كانت مسندة إليه؟
- في هذه الليلة نزل إلي الشارع مع جمال عبد الناصر لمتابعة خطة التنفيذ فوجد مبني قيادة أركان الجيش مضاءة وبها حركة غير طبيعية وأصوات مرتفعة فاقترح عليه اقتحام القيادة والقبض علي من بها وتم تكليف أحد الضباط بالقبض علي كل الضباط بالقيادة وتم القبض علي حسين فريد رئيس الأركان ومن معه وتم إيداعهم بالكلية الحربية.
ما صحة أنه الضابط الوحيد الذي حصل علي نوط الشجاعة من الملك فاروق بحرب 48؟
- صحيح وقد شارك كل أعضاء مجلس قيادة الثورة في حرب 1948 وكان والدي المشير عامر في الجبهة في مستعمرة " ميت سليم " وكان مطالبا باقتحامها واحتلالها فأخذ قوته واحتلها وبعدها أصيب فقام الملك فاروق بمنحه نوط الشجاعة العسكري وهو الضابط الوحيد الذي كرم خلال العمليات في الحرب نتيجة للعملية الفدائية والبطولية وبعد عودته للقاهرة رفض البقاء وعاد مرة أخري بعد علاجه.
تردد أن المشير عامر تكفل برعاية أسرة الجندي الذي أصابه أثناء اقتحام القيادة, وعفا عن الجندي الذي تسبب في وفاة والدته؟
بالفعل تكفل برعايته من خلال القوات المسلحة وهو جندي من محافظة المنيا، وواقعة عفوه عن الجندي الذي تسبب في وفاه جدتي صحيحة والواقعة أنها كانت مع شقيقتي آمال ونجيبة وعند بوابة معسكر الحلمية قام السائق بعمل الحادثة فتوفيت والدة المشير وأصيبت شقيقي نجيبة فقال له الضباط والجنود »‬هتروح في داهية ايه اللي عملتوا... انت عارف دي مين أم سيادة المشير، »‬وبعدها تصادف دخوله وعندما عرف بالحادثة جاء بالجندي قائلا له »‬ متخافش دي قضاء وقدر يا بني».
ما المواقف التي تتذكرها لوالدك؟
- في ذات يوم أثناء طلبي الذهاب مع شقيقي نصر »‬رحمه الله »‬ للتنزه في حديقة الحيوانات رفض استقلال السيارة الخاصة وطلب منا ركوب الأتوبيس ففعلنا ورجعنا به وعندما سألته كان رده لابد أن تختلطوا بالناس وعند دراستي كنت مع مجموعة من أصدقائي فنادي عليّ قائلا من هؤلاء قلت له أصحابي فكان رده إزاي أنا صديقي واحد بس »‬جمال عبد الناصر».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.