النموذج الأول، محمد حبيب، محاسب، خريج تجارة إنجليزي، ومع ذلك لم يضع في حساباته كلام الناس ونظراتهم له، وهو يقف خلف عربة الفول، قرر أن يكون مع والدته التي تحتاجه إلي جوارها، ويؤسس عملاً مربحاً في الوقت نفسه، دون تردد خلع رابطة العنق وبدلة المحاسب التي اعتاد عليها في وظيفته القديمة كمدير حسابات في شركة كبري بالإسكندرية، وعاد إلي القاهرة ليؤسس أشهر عربة فول في مصر الجديدة. محمد يؤكد أن أهم شيء أن يعمل الإنسان وليس مهماً اسم الوظيفة أو نظرة الناس لها ما دامت وظيفة شريفة وتجعله يتقدم خطوة إلي الأمام. السحور عند محمد مختلف تمامًا الفول بمختلف أنواعه، والبطاطس الذهبية المقلية في الزيت، والطعمية الساخنة، والمكان بالحجز بسبب الزحام الشديد علي العربية. النموذج الثاني، ريم المرشدي، إحدي سكان منطقة مدينة نصر بالقاهرة، خريجة آداب فرنساوي جامعة عين شمس، أنشأت أول عربة كبدة تعمل عليها فتاة. في بقعة صغيرة بأحد شوارع المنطقة الراقية تضع ريم عربتها الملقبة ب"ريموشا"، وبضع طاولات صغيرة يجلس عليها ضيوفها. تقول ريم: "والدتي كانت تصطحبني إلي المطبخ عندما كنت صغيرة في سن ال12 عامًا، وتعلمني فنون الطبخ، فأحببت هذه المهنة، وتمنيت أن أمارسها في المستقبل، وأبنائي فرحون بي، ويشجعونني، وأصدقائي كانوا حقل تجارب لأكلاتي المبتكرة". ريم، تقدم أجود أنواع المأكولات بجوار الكبدة ولديها مطبخ شرقي ممتاز، وتقدم قائمة رائعة للإفطار في رمضان لكنه أيضًا يحتاج للحجز قبل موعد الإفطار بفترة بسبب الزحام الشديد علي المكان. أما النموذج الثالث، فهما صاحبتا مشروع "Fool yoloz" أو "علم الفول"، نهلة دمياطي، خريجة الهندسة، وصديقتها صافي محمود، خريجة الإعلام، اللتان أقامتا أول عربة فول حريمي بالقرب من ميدان سفير بمصر الجديدة، لتصبحا أول فتاتين تعملان بائعتين علي عربة فول في مصر. عن قصة مشروعها وكيف جاءتها الفكرة، تقول نهلة، إنها تخرجت في كلية الهندسة منذ سنوات، ولم تجد عملاً بأي شركة أو مجال، مشيرة إلي أنها ملت من قعدة البيت فقررت إنشاء تلك العربة في رمضان لبيع الفول وتسحير المواطنين عليها. وعن سبب اختيارها لعربة الفول، أوضحت أن الفول في رمضان عليه إقبال كثير وأغلب الصائمين يحبون السحور في الشارع، مشيرة إلي أن مشروعها أقيم بجهودها الذاتية هي وصديقتها، ولم يمولهما أحد، فهما تعلمان بحسب قول صديقتها وشريكتها صافي أن "الدنيا مش سهلة ومحتاجة اللي يخربش معاها".