كل عام ومصر.. حرة. كل عام والمصريين أحرار وطيبين وصاعدين إلي المجد الذي يستحقونه عن جدارة. كل عام وبلادنا بأقباطها ومسلميها فوق القمة. كل عام والعالم العربي والإسلامي والإنسانية من المشرق إلي المغرب في سلام وخير. هذا أول عيد أضحي بعد ثورتنا المجيدة. وإذا كان الدرس من عيد الأضحي هو السمع والطاعة لله سبحانه وتعالي.. فان علينا ونحن نحتفل بالعيد أن نعلنها واضحة وجلية انه لا سمع ولا طاعة إلا لله وحده لا شريك له. لا سمع ولا طاعة لطاغية مرة أخري. لا سمع ولا طاعة لأمريكا أو اسرائيل. لا سمع ولا طاعة لمبارك ومن علي شاكلته. لا سمع ولا طاعة لأذناب النظام السابق الذين يحشدون قواهم لخوض الانتخابات البرلمانية وبعدها الرئاسية. لا سمع ولا طاعة لمن يريدون قتل الثورة واهدار دماء الشهداء. كل ما علينا ونحن نحتفل بعيد الأضحي أن نقف مع أنفسنا للحظات قليلة. نراجع موقفنا كله ونصوب الاخطاء التي وقعنا فيها فعرقلت مسيرة ثورتنا الخالدة. نحاسب أنفسنا.. لماذا توقفنا في منتصف الطريق ومن كان وراء هذا التوقف؟ نقاوم فلول النظام السابق الذي سرق قوت الناس وأحلامهم.. لا أن نشجعهم علي الترشح لمجلسي الشعب والشوري ومنصب رئيس الجمهورية. علي الثوار الحقيقيين أن يبدأواومن اليوم في توعية أبناء الشعب كله.. حتي لا نجد أشباح نظام مبارك فوق رؤوسنا من جديد. يا كل ثوار مصر.. حان وقت العمل. دقت ساعة الجهاد الأكبر. جهاد شاق.. علي الجميع أن يتوقفوا عن أحلامهم الشخصية والذاتية.. وأن يفكروا في مستقبل هذه الأمة. المناصب زائلة.. والكرسي لا يدوم لأحد ولكن مصر هي التي ستدوم وتبقي إلي أن يرث الله الأرض بمن عليها. علي الثوار أن يستمروا في ثورتهم ضد الفاسدين وأعوان مبارك الذين يتحينون الفرصة تلو الأخري لاجهاض ثورتنا والعودة إلي فسادهم. يقول الثائر تشي جيفارا: الثورة كالدراجة إذا توقفت سقطت. علي الثوار انلا يتوقفوا أبدا حتي لا يسقطوا وتسقط أحلام شعبنا العظيم. ودعوتي لاستمرار الثورة لا تعني تحويل ثورتنا البيضاء إلي ثورة دموية.. وانما جهاد أكبر مع النفس. عهد مبارك الظالم انتهي ولن يعود. ولكن علينا أن نبدأ في بناء أساس قوي لبلادنا حتي نعود بها إلي مكانها ومكانتها المستحقة. كل عام ونحن سائرون علي درب الثورة كل عام ونحن ثائرون كل عام ومصر.. أعظم الأمم كما تستحق أن تكون.