من الامور التى لا يختلف عليها اثنان إن السعادة الزوجية تكمن فى العلاقة الحميمية بين الزوجين .. واذا كان هناك احد الطرفين او كلاهما لا يشعر بالإشباع او الرغبة الحقيقية للطرف الآخر .. فهذا يقلل من السعادة الزوجية وقد يسبب فتورًا فى العلاقة واحيانا قد تصل الى مشاكل تؤدى الى الطلاق .. ولان هذه العلاقة شائكة جدا كان لابد من عدم تجاهلها والخوض فيها من الناحية العلمية! وفى هذا العدد تتناول د.هبه يس استشارى العلاقات الاسرية والانسانية اسباب هروب الزوجات من العلاقة الحميمية .. وتقول: رغم ان الكثير اصبح يتحدث فى هذا الموضوع لكنه لم يزل شائكًا ومخجلا للبعض .. ولم يزل هناك ازواج يشتكون من زوجاتهم ويتهمونهن بالبرود وانهن سبب فى قلة مزاجهم وفقدانهم لرغبتهم الجنسية .. والذى قد يكون السبب ليؤدى به فى نهاية الامر الى الخيانة الزوجية! وبعد الدراسة وسؤال الكثير من الزوجات فى هذا الامر .. كنوع من انواع الاستبيان لمعرفة السبب الحقيقى وراء عزوف الكثير من الزوجات عن فراش ازواجهن .. يمكن تلخيص الامر فى ان هناك 10 اسباب لهروب الزوجات من اقامة العلاقة الحميمية مع ازواجهن وهى: اولا اللقاء الحميمى بالنسبة للمرأةهو وقت تريد فيه اشباع رغباتها العاطفية اولا ثم رغباتها الجسدية تأتى فى المقام الثانى .. فهى ترتوى من الكلمة الحلوة ونظرة الحب ولحظة الرومانسية والحنان لان هذه المشاعر هى التى تثير المرأة اساسا وتدفعها الى الانسجام فى اللقاء .. لكن للاسف الكثير من الرجال لديهم عدم معرفة بطريقة اثارة المرأة بالكلمة الحلوة واللمسة الحنونة! ثانيا حتى اذا حدث وتم اللقاء الحميمى .. لا يهتم الرجل إلا باشباع نشوته وغريزته هو .. بينما لا يهتم بإيصال زوجته الى تلك النشوة لدرجة ان هناك الكثير من السيدات لم يجربن تلك اللحظة ولا مره ولا يصدقن انها موجودة من الاساس .. وللاسف الشديد هذا الامر تبعاته كارثية .. لدرجة ان هناك امراضا معينة معروفة لدى اطباء النساء تصيب النساء الغير مشبعات جنسيًا .. وأذكر قصة لطيفة سمعتها فى هذا الموضوع ..بتقول أنه كان هناك رجل يشتكي من زوجته مرارًا لعدم اهتمامها بنظافة البيت او الطعام او غيرها من الامور العادية .. ورغم انه قام بتنبيهها اكثر من مرة لكن دون فائدة .. فكتب لها ورقة علقها في مكان واضح في البيت مكتوب عليها ( اذا عمل أحدكم عملا فليتقنه) .. فكان رد فعلها ضحكت بمرارة ونظرت لزوجها وحملت الورقة وعلقتها له على السرير! وتكمل د.هبة تقديم الاسباب قائلة: ثالثا التربية المنغلقة المعتمة للفتيات .. صحيح ان هذا الكلام قيل مرارا وتكرارا لكنها للاسف حقيقة يجب عدم تجاهلها .. وهذا لا يعنى ان نفتح الباب على مصراعيه للفتيات لمعرفة هذه الامور او الخروج عن الحياء والادب المسموح به .. ولكن فى تعليم الحد الادنى من الثقافة المحترمة حول هذه الاشياء بالشكل الصحيح وفى الوقت المناسب بما يتناسب مع العادات والتقاليد المتعارف عليها فى مجتمعنا الشرقى .. حتى لا تصدم الفتاه بعد زواجها .. فهناك الكثير من الزيجات انهارت بسبب هذا الامر .. فالفتاة الشرقية غالبا واحدة من ثلاثة اما لديها خوف او اشمئزاز من العلاقة الجنسية .. او لا تعلم كيف تندمج مع زوجها او تعبر له عن رغباتها وبالتالى غير قادرة على اسعاده .. او لديها خوف من التعبير لزوجها عن رغباتها فيظن فيها ظنا سيئا وبانها سيئة الاخلاق فتجد الصمت وعدم الافصاح عن رغباتها افضل وسيلة مهما كلفها الامر! رابعا من اهم الاسباب التى تجعل الزوجة تهرب من اللقاءات الحميمية مع زوجها تبعات هذا اللقاء .. بمعنى ان الكثير من الزوجات الآن يخرجن للعمل .. وهذا اللقاء يضطرها للنوم متأخر والاستيقاظ فى وقت متأخر فتواجه يوما صعبا للغاية .. وبالطبع التطهر من الحدث خاصة فى اوقات الشتاء .. فيجعل الامر صعب على الزوجة جدا! خامسا مثل هذه العلاقة لابد ان يكون لها وقتها وحالتها الصحية والمزاجية المناسبة لكل من الرجل والمرأة على حد سواء .. والرجل فى كثير من الاحيان يكون مرهقا من تعب يوم عمل صعب .. لكن بدافع الرغبة بداخله يفعل ذلك فى الليل .. لكن المرأه فجهدها موزع طوال اليوم ما بين الخروج للعمل نهارا والاهتمام بالابناء ورعايتهم والمذاكرة لهم وطلبات البيت ما بين مطبخ وغسيل وتنظيف .. ومع انتهاء واجباتها لا يكون لديها فرصة للشعور بنفس الرغبة مثل الرجل .. لانها تبحث عن راحة لساعات الليل حتى تكمل رحلتها مع المسئوليات الشاقة فى اليوم التالى! سادسا وهى نقطة هامة جدا ولا يلتفت اليها احد .. الزوجة بعد سنوات من الزواج والانجاب ممكن ان يتغير شكل جسدها .. ولا تكون راضية عنه بل واحيانا تكون مكسوفة منه ..خاصة اذا كان زوجها دائم الانتقادات لها .. فيجعلها تفقد الثقة فى نفسها .. وتخاف من ان تنكشف على زوجها فتشعر بنظرات عدم الاعجاب من زوجها وانها لا تملأ عينيه كأنثى! سابعا من اهم الشكاوى التى اكدتها الكثير من الزوجات فى هذا الامر .. ان الزوج لا يتقرب الى زوجته او يسمعها عبارات الحب والغزل الا فى الوقت الذى يحتاج فيه الى اقامة علاقة حميمية .. والذى لا يعرفه الازواج ان هذا الامر قد يؤدى مع زوجته الى العكس .. فنجد الزوجة تعند مع زوجها وتنقلب 180 درجة فى وجهه ولسان حالها يقول "انت ماتفتكرنيش غير لمصلحلتك لما تكون عايز حاجه؟!" .. وهذا الشعور بجفاء الزوج الدائم يجعلها مستعدة لان تضحى بكلمات الحب التى تحلم بها طالما ان زوجها لن يرددها لها إلا فى وقت الرغبة الجنسية! وتكمل د.هبه يس كلامها قائلة: ثامنا ايضا فى نفس الاتجاه هناك الكثير من الزوجات يشتكين من ان ازواجهن بعد انتهاء اللقاء الحميمى يتركهن ويعطيهن ظهرهن وينام وكأن شيئا لم يكن .. على الرغم ان العلم والبحث اثبتوا ان فترة مابعد اللقاء الحميمى من اقرب اوقات مابين الزوجين .. والتى لابد ان تستغل فى التواصل الحقيقى والتى من الممكن ان تزيل رواسب خلافات واحباطات كثيرة سابقة بينهما! تاسعا غياب المصارحة بين الازواج واعطاء الفرصة للزوجة ان تفصح عن رغبتها الجنسية لزوجها .. فالكثير من الزوجات يشتكين من ان الرجل له الحق ان يطلب من زوجته العلاقه الجنسية .. اما هى فليس من حقها ان تطلب هذه العلاقة .. او تطلب امورا معينة تحبها فى هذه العلاقة! اما السبب العاشر والاخير فهو انه فى الكثير من الاوقات من حياة المرأة تتحكم فيها الهرمونات .. مثل اوقات الحمل والرضاعة والنفاس والحيض وحتى انقطاع الحيض .. وفى كل هذه الاوقات تتأثر المرأة بدرجة كبيرة .. جسدها ونفسيتها ومودها وصحتها بشكل عام وبالتالى تتأثر رغبتها الجنسية .. لكن للاسف لا يتفهم الكثير من الرجال لهذا الامر! وتنهى د.هبه يس كلامها بتقديم نصيحة الى الازواج قائلة: على كل زوج ان يتفهم نفسية زوجته .. واذا كانت تتحاشى هذه الاوقات الحميمية فليس هناك افضل من المصارحة كحل لهذا الموضوع .. افضل من الحل التقليدى بتهديدها بان الملائكة سوف تلعنها وبان الله سيغضب عليها إذا لم تطيعه .. فيجب ان يكون الزوج رحيما بزوجته .. وايضا يجب على الزوج الا يصالح زوجته ب‘قامة علاقة حميمية معها فهى ستتفهم الموضوع بشكل خاطئ .. وهو انه صالحها عشان هذا الامر وليس من اجلها هى .. والرجل ممكن يعتبر ان هذه طريقة يصالحها بها ويحسن بينهما العلاقات لكن المرأة لن تفعل هذا الامر الا اذا كانت راضية تماما عن زوجها!